Page 683 - ashraf1444 09 03_Classical
P. 683
تأليف :الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني
َّ وصه ارا نس ابا ا
ٱل ِذي أولا:
َو َكا َن َو ِص ۡه ٗراۗۡ ن َ َس ٗبا فَ َج َعلَ ُهۥ بَ َش ٗرا ٱلۡ َمآ ِء ِم َن َخ َل َق ﵟ َو ُه َو تعالى: قال
َر ُّب َك َق ِدي ٗرا ٥٤ﵠ سورة الفرقان
معنى الآية :أن من دلائل قدرة الله تعالى أنه جعل من جنس هذا
الإنسان ذوى نسب :وهم الذكور الذين ينتسب إليهم بأن يقال :فلن بن
فلن ،كما جعل من جنسه -أي ًضا ذوات ِص ْهر وهن الإناث ،لأنهن موضع
المصاهرة .والصهر يطلق على أهل بيت المرأة وأقاربها ،كالأبوين والإخوة
والأعمام والأخوال ،فهؤلاء يعتبرون أصهارا لزوج المرأة .قال صاحب
الكشاف :قسم -سبحانه -البشر قسمين :ذوى نسب ،أي :ذكو ًرا ينسب
إليهم فيقال :فلن بن فلن ،وفلنة بنت فلن وذوات صهر :أي :إناثًا ي َصا َهر
بهن ونحوه قوله -تعالى َ :-ف َج َع َل ِمنْ ُه الزوجين الذكر والأنثىَ و َكا َن َر ُّب َك
قَ ِديراًحيث خلق -سبحانه -من النطفة الواحدة بش ًرا نوعين :ذكرا وأنثى.1
وفي الآية معنى آخر أعم :أن النسب ما كان باجتماع الإنسان مع غيره
في قرابة من جهة الأب أو الأم ،قرب ذلك أو َبعد .والصهر :ما كان من قرابة
يحدثها التزويج ،فيتناول أقارب الزوج ،وأقارب الزوجة2.
- 1التفسير الوسيط للقرآن الكريم ،محمد سيد طنطاوي ،دارة نهضة مصر ،طبعة فبراير 1998م،
( .)210/10والكشاف للزمخشري ( )287/3طبع دار الريان القاهرة ،الطبعة الثالثة عام 1407ه.
- 2فقرابة الزوج يطلق عليهم أَحْماء ،وقرابة الزوجة أَ ْختان ،والأصهار يقع عليهم جمي ًعا .انظر :تهذيب
اللغة للأزهري ( ،)300/7والمحرر الوجيز لابن عطية ( ،)447/6والنهاية لابن الأثير ( ،)63/3والمطلع
على ألفاظ المقنع ،لشمس الدين بن أبي الفتح البعلي (ص ،)319تحقيق محمود الأرناؤوط ورفيقة،
681