Page 10 - النهائي
P. 10
الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي ويشاركون في كل ما هو غ ٌث وليس بسمين عن الدين الإسلامي
ومعناه وحقيقته دون علم ود ارية به ،يقع عليهم الجزء الأكبر من المسؤولية في ذلك .كما أن لأعداء الدين
بصمة في تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بسلوكهم الَلّاديني والَلّاعقلاني في التعامل مع ما يحدث
في وقتنا الحاضر ،فانتشرت الصور النمطية والتي صورت الدين الإسلامي بأنه دين الدم والقتل والعنف
وغيرها من صور التشويه ،وبأن المسلمين يؤيدون ذلك وهم ب ارٌء مما ينسبونه لهم .فأضحت هذه الطريقة،
طريق خيانة للدين ،وخالف بها أعداء الدين قوله تعالىِّ{ :إ َّن َّللاَ َيْأ ُمُرُكْم أَن تُؤدوْا الأََماَنا ِّت ِّإَلى أَ ْهِّل َها َِوإَّذا
َح َك ْمتُم َبْي َن الَّنا ِّس أَن تَ ْح ُك ُموْا ِّباْل َعْد ِّل ِّإ َّن َّللاَ ِّنِّع َّما َيِّع ُظُكم ِّب ِّه ِّإ َّن َّللاَ َكا َن َس ِّمي ًعا َب ِّصيًار} (سورة النساء ،الآية:
.)58
وبعد بني /بنيتي ،أتمنى عليكم أن تكونوا مصدر عل ٍم وإلها ٍم في كل أرجاء الدنيا من خلال مواقعكم وصفحاتكم
الشخصية ،فتبنون ما هدمه أعداء هذا الدين ،وتذكرون ما أخفوه من أن رسالة الإسلام ،هي رسالة العدل
والرحمة والمساواة ،حيث أشرقت الأرض بنور ربها ،ولابد من التأكيد على ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه
وسلم يوم حجة الوداع :إن دماءكم وأموالكم وأع ارضكم عليكم ح ارم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في
بلدكم هذا" أخرجه مسلم في صحيحه.
إضعاف القيم الأخلاقية في المجتمع:
ذكر ابن منظور في قاموســه شــرحاً مســتفيضــاً لمفهوم القيم ،فقال( :قم لي بمعنى قف لي ،وعليه فســر
قوله سبحانه وتعالى (وإذا أظلم عليهم قاموا) البقرة20/
وقـال أهـل اللغـة عن معنى القيم :قـاموا هنـا بمعنى وقفوا وثبتوا في مكـانهم غير متقـدمين ولا متـأخرين،
ومنه توقف الأمر ،وهو الوقوف عنده من غير مجاوزة له ،ويقصـــــد بالقيمة أيضـــــاً :ثمن الشـــــيء بالتقويم،
وجمعها ِّقَيم.
وتعد القيم الأخلاقية غاية تحتل المكانة العالية في الإسـلام ،وهي منزلة لم تبلغها ولا يعرف لها نظير في
غيره من الشـــ ارئع ،وجاء الإســـلام بكل مصـــادر تشـــريعه ليؤكد على أهمية الأخلاق ،فقال الله تبارك وتعالى
على لســـــان لقمان وهو يعف ابنهَ( :يا ُبَن َّي أَِقمِ ال َّصمممممَلا َة َوْأ ُمْر ِباْل َم ْعُرو ِف َواْن َه َع ِن اْل ُمْن َكِر َوا ْصمممممِبْر َعَلى َما
أَ َصمممممماَب َك ِإ َّن للَهِل َك ِم ْن َعْزمِ اْلأُ ُموِر أ َوَلا ُت َصممممممِّعْر َخَّدََل ِللَّنا ِ َوَلا َت ْم ِِ ِفي اْلأَْرَ ِّ َمَرًحا ِإ َّن ََّلّلَا َلا ُي ِح ُّب ُك َّل
ُم ْخَتال َف ُخور أ َواْق ِصمْد ِفي َم ْشمِي َك َوا ْغ ُضم ْض ِم ْن َصمْوِت َك ِإ َّن أَْن َكَر اْلأَ ْصمَوا ِت َل َصمْو ُت اْل َح ِميِر ) سمورة لقمان
الآية .19-17فالمتأمل للآية الكريمة يجد أنها اشــتملت على مجموعة من الأخلاق والثوابت كإقام الصــلاة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،والصـــــــبر والتواضـــــــع واللين وعدم التفاخر وعدم الفرح بما هو آت،
وخفض الصــوت ،فكلها آدا ٌب أخلاقي ٌة يربينا عليها ديننا الإســلامي منذ نشـــأتنا حفاظاً على قيمنا الأخلاقية.
فالأخلاق هي أســاس بناء الشــخصــية المســلمة للنهوض بالفرد والمجتمع ،وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة
رضي الله عنه ،قال النبي صلى الله عليه وسلم ":إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتهيئ القيم الأخلاقية للأف ارد اختيا ارت معينة تحدد السـلوك الصـادر عنهم ،فهي تلعب دو اًر أسـاسـياً مهماً
في تشـكيل الشـخصـية الفردية وتحديد أهدافها في إطار اجتماعي صـحيح ،كما أنها تعطي الفرد إمكانية أداء
ما هو مطلوب منه؛ ليكون قاد اًر على التكيف والتوافق بصورة إيجابية.
10
