Page 117 - Arabic G7P2
P. 117
التَّ ْعبي ُر:
َن ْس َت ْخ ِر ُج َعنا ِص َر ال ِق َّص ِةَ ،و�أ ْفكا َرها ال َّرئي َس َةَ ،ونُ َل ِّخ ُصها ِب�أ ْسلو ِبنا في ُحدو ِد ِستّي َن َك ِل َم ًة:
بائِ َع ُة ال ِك ْبري ِت
كا َن ال َبـ ْر ُد َشـديداً ِجـ ّداًَ ،والثَّ ْلـ ُج َي َتسـا َق ُطَ ،وفـي ذلِـ َك ال َبـ ْر ِد القـا ِر ِسَ ،وال َّظـلا ِم ال َّشـدي ِد ،كا َنـ ْت ِط ْف َلـ ٌة
َتجـو ُب ال َّشـوا ِر َعَ ،م ْكشـو َف َة الـ َّر�أْ ِس حافِ َيـ َة ال َق َد َم ْيـ ِن� ،إِنَّهـا َلـ ْم َت ُكـ ْن حافِ َيـ ًة حي َنمـا غـا َد َر ْت َب ْي َتهـاَ ،ل َقـ ْد كا َن
فـي َق َد َم ْيهـا ِحـذاءا ِن َقديمـا ِنَ ،ول ِكنَّ ُهمـا َلـ ْم َيكونـا ُيفيدانِهـا ،كانـا فـي ال�أ ْصـ ِل ِحذا َء ْيـ ِن لِوالِ َدتِهـاَ ،وكانـا
وا ِسـ َع ْي ِن ُم َم َّز َق ْيـ ِنَ ،ولِذلِـ َك َسـ َقطا ِمـ ْن َق َد َم ْيهـاَ ،ب ْي َنمـا كا َنـ ْت تُحـا ِو ُل أ� ْن َت ْع ُبـ َر ال ّشـا ِر َع بِ ُسـ ْر َع ٍة؛ لِ َت َت َجنَّـ َب
ال ُوقـو َع َب ْيـ َن َع َر َب َت ْيـ ِن كا َدتـا َت َتصا َدمـا ِنَ ،وعـا َد ْت َت ْب َحـ ُث َع ْن ُهمـاَ ،ف َو َج َد ْت ُهمـا َقـ ِد ا ْخ َت َفيـا.
َوه َكـذا ا ْض ُطـ َّر ْت أ� ْن َتسـي َر حافِ َيـ ًةَ ،وكا َنـ ْت َت ْح ِمـ ُل فـي َث ْوبِهـا َعـدد ًا ِمـ ْن ُع َلـ ِب ال ِك ْبريـ ِتَ ،ح َم َلـ ْت
بِ َي ِدهـا ُع ْل َبـ ًة ِم ْنهـاَ .و َمضـى النَّهـا ُر ُكلُّـ ُهَ ،وَلـ ْم َت ِبـ ْع ُع ْل َبـ ًة وا ِحـ َد ًةَ ،و�أ َخـ َذ الثَّ ْلـ ُج َي َتسـا َق ُط َعلـى َشـ ْع ِرها ال�أ ْشـ َق ِر
ال َّطويـ ِل الَّـذي َتنا َثـ َر َعلـى ُع ُن ِقهـا ُخ َصـلاً َجمي َلـ ًة ،كا َنـ ِت ال�أ ْنـوا ُر َت ْسـ َط ُع ِمـ ْن َجميـ ِع النَّوافِـ ِذ الَّتـي َح ْوَلهـا،
َورائِ َحـ ُة ال ِّشـوا ِء َتفـو ُح فـي ال ّشـا ِر ِعَ ،ف َت ْمـ َل�أ أ� ْنـ َف ال َيتي َمـ ِة الجائِ َعـ ِة� ،إِنَّهـا َل ْي َلـ ُة َر�أْ ِس ال َّسـ َن ِة.
َوفـي زا ِوَيـ ٍة َب ْيـ َن َب ْي َت ْيـ ِنَ ،ج َل َسـ ِت ال ِّط ْف َلـ ُةَ ،و َث َنـ ْت سـا َق ْيها َت ْح َتهـا؛ لِ ُت َدفِّ َئ ُهمـاَ ،وَلـ ْم َت ُكـ ْن َت ْجـ ُر ُؤ َعلـى
ال َعـ ْو َد ِة �إِلـى ال َب ْيـ ِت بِ ُع َلـ ِب ال ِك ْبريـ ِت الَّتـي َلـ ْم َت ِبـ ْع ِم ْنهـا َشـ ْيئاً َخ ْوفـاً ِمـ ْن أ�بيهـا.
كا َد ْت َيداهـا ال َّصغيرتـا ِن َت ْي َبسـا ِن ِمـ ْن ِشـ َّد ِة ال َبـ ْر ِدَ ،و َت َذ َّكـ َر ِت ال ِك ْبريـ َتَ ،ومـا فيـ ِه ِمـ ْن ِد ْف ٍءَ ،ف َتنا َوَلـ ْت
عـوداًَ ،و�أ ْشـ َع َل ْت ُه ،كا َن ضـو ُؤ ُه َجميـلاً َي ْب َعـ ُث ال َحـرا َر َةَ ،و ُخ ِّيـ َل �إِ َل ْيهـا َ -وال َّضـ ْو ُء َي َترا َقـ ُص َب ْيـ َن َي َد ْيهـا -أ�نَّهـا جالِ َسـ ٌة
بِجانِـ ِب ِم ْد َفـ�أ ٍة َحدي ِديَّـ ٍة َكبيـ َر ٍة ،ذا ِت ِغطـا ٍء (برونـ ِز ٍّي) لا ِمـ ٍع ،ل ِكـ َّن ال ُّشـ ْع َل َة ا ْن َط َفـ�أ ْتَ ،وا ْخ َت َفـ ِت ال ِم ْد َفـ�أ ُة
ال َحدي ِديَّـ ُة ال َكبيـ َر ُة الَّتـي َتـرا َء ْت فـي َخيـا ِل ال ِّط ْف َلـ ِة ال ّسـا َذ ِج ،ثُـ َّم �أ ْشـ َع َل ْت عـود ًا �آ َخـ َرَ ،وفـي ضوئِـ ِهَ ،تـرا َء ْت َلهـا
َج َّدتُهـا ال َعجـو ُزَ ،ت ِشـ ُّع بِالنّـو ِرَ ،ط ِّي َبـ ًة َحنونـاًَ ،كمـا كا َنـ ْت دائِمـاًَ ،ف َه َت َفـ ِت ال ِّط ْف َلـ ُةَ :ج َّدتـيُ ،خذينـي َم َعـ ِك،
َف َمـ َّد ِت ال َجـ َّد ُة ِذرا َع ْيهـاَ ،و َح َم َلـ ِت ال ِّط ْف َلـ َة َم َعهـاَ ،وطا َرتـا َمعـاً عالِيـاًَ ،ح ْيـ ُث لا جـو َعَ ،ولا َبـ ْر َدَ ،ولا َعنـا َء.
109