Page 107 - Dilmun 23
P. 107

‫ﺍ‬

       ‫ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻭﻋﻻﻗﺘﻬﺎ ﺑﺪﻟﻤﻮﻥ‬

   ‫ﺍﻟﻨﺎﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻭﻳﺤﻜﻲ ﻟﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻜﻴﺪﻭ ﻭﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺗﻬﻤﺎ ﻣﻌ ًﺎ ﻭﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﻤﺎ‬
   ‫ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻭﻳﺼﻨﻒ ﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﺍﻥ ﻓﻘﺪﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻧﻪ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻬﻮ‬
   ‫ﺍﻻﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻭﻦﻣ ﺑﺎﺭﻛﺘﻪ ﺍﻵﻬﻟﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ‪ 2‬ﻣﺼﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﺧﺮ‬
   ‫ﻳﻜﺸﻒ ﺃﻭﺎﺒﺗ ﺑﺸﺘﻴﻦ ﻟﺠﻠﺠﺎﻣﺶ ﺼﻗﺔ ﺍﻮﻄﻟﺎﻓﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﻘﺬ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺎﻣﻴ ًﺎ ﻟﺒﺬﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
   ‫ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻓﺎﺗﻪ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻮﺩ ‪ 2‬ﺍﺭﺽ ﺩﻟﻤﻮﻥ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺒﺮﻥ ﺑﺄﻪﻧ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺍﻥ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﺍﻵﻟﻬﺔ‬
   ‫ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺑﺄﻚﻧ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻃﺎﻗﺎﺗﻚ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻟﻘﺪ ﺣﻜﻤﺖ‬
   ‫ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﻮﻤﻟﺕ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻻﻥ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻮﻃﻨﻚ ﻭﺗﻬﺠﺮ ﻫﺬﺍ‬
   ‫ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺪﻴﻛ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻭﺗﻨﺎﺑﺸﺘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﻟﻪ ﻣﺜﻻً ﻋﻠﻰ‬
   ‫ﺍﻧﻪ ﺑﺸﺮﻱ ﺫﻭﻮﻗﻯ ﺪﺤﻣﻭﺩﺓ‪ ،‬ﻮﻘﻳﻡ ﺑﺎﻣﺘﺤﺎﻥ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻪ ﺘﺴﻟﺔ ﺃﻳﺎﻡ‬
   ‫ﻭﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ‪ 2‬ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮﺍﻻﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻌﺪ‬
   ‫ﺫﻟﻚ ﻓﻴﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ‪ ،‬ﻭﻳﻘﺮﺭ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻦ ﻓﺸﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺒﺮﻫﻦ ﻟﻪ ﺃﻭﺗﻨﺎﺷﺘﻴﻢ ﺍﻧﻪ‬
   ‫ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻤﺼﻴﺮﻩ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﺑﺄﻥﺯﻭﺟﺔ ﺃﻭﺗﻨﺎﺷﻴﻢ ﻗﺪ ﺭﺛﺖ ﻟﺤﺎﻟﻪ ﻓﻌﻄﻔﺖ‬
   ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﻖ‪ 2‬ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻧﻪ ﺃﺣﺪ‬
   ‫ﺍﺳﺮﺍﺭ ﺍﻵﺔﻬﻟ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺐ ﺍﺎﺒﺸﻟﺏ ﺍﻟﺪﺍﻦﺋ ﻓﺄﺫﺖﺒﻫ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻏﺺ‪ 2‬ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭﺃﺃﺗﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ‬

                                                                                          ‫ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ‪.‬‬

   ‫ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ‪ 2‬ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻓﻴﺮﺑﻂ ﺣﺠﺎﺭﺓ‪ 2‬ﻗﺪﻣﻪ ﻭﻳﻨﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ‬
   ‫ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﻱ‪ 2‬ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﺬﻟﻱ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺟﻠﺠﺎﻣﺶ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺍﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻐﻮﺹ‬
   ‫ﻋﻦ ﺍﺆﻠﻟﺆﻟﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻐﻮﺍﺹ‪ 2‬ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ‬
   ‫ﻗﺪﻣﻪ ﺑﺎ )ﺍﺮﺠﺤﻟ( ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴﺔ )ﺍﺮﻴﺤﻟ( ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻫﻲ ﺩﻟﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻐﻮﺹ‬
   ‫ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻜﺎﻥ‬
   ‫ﺑﻻﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺯﺍﻭﻟﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺗﺴﻴﺮ‪ 2‬ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ‬

             ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪ ،‬ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺄﻪﻧ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻨﻲ ﺑﺴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ‪ 2‬ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻫﻮ (ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ)‪.‬‬

‫ﺍ؟ﺍﺃ!‬
   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112