Page 38 - Dilmun 29
P. 38

‫العدد التاسع والعشرون – يوليو ‪2021‬‬   ‫جمعية تاريخ وآثار البحرين ‪ /‬مجلة دلمون‬

‫الديــن بأعمالــه لتوحيــد الجبهــة‬  ‫التجاريــة بــرأس خليــج العقبــة‬                             ‫‪helmy.m75@gmail.com‬‬  ‫قلعة أيلة‬
‫الإســامية لبدايــة حــروب‬           ‫(‪ ،)22‬وهـو مـا أكـده أبـو شـامة‬                                                     ‫البحر‬
‫الاســترداد ضــد الصليبييــن‬         ‫فـي قولـه “كان بثغـر آيلـة قلعـة‬
‫فــي الشــرق‪ ،‬إذ أدرك الســلطان‬      ‫فـي البحـر كان العـدو قـد بناهـا‬
‫صــاح الديــن مــا للقلعــة مــن‬     ‫فــي بحــر الهنــد” (‪ ،)23‬كذلــك‬
‫أهميـة كبيـرة فـي السـيطرة علـى‬      ‫اسـتولى على منطقـة وادي عربة‬
‫الطريــق البحــري فــي رأس‬           ‫مؤم ًنـا الطريـق عبـر الـوادي من‬
‫خليـج العقبـة ومـا يمكـن أن تقـوم‬    ‫خـال مجموعـة حصـون الكـرك‬
‫بـه مـن سـيطرة وتعطيـل لحركـة‬        ‫والشـوبك القويـة والتـي تشـرف‬
‫الجيــوش والتجــارة فــي هــذا‬       ‫علـى منطقـة شـرق الأردن كلهـا‬
‫الطريــق الــذي اشــتهر بطريــق‬       ‫وصــو ًلا لخليــج العقبــة(‪.)24‬‬
‫“صدر‪-‬آيلـة”‪ ،‬فقـام صـاح الدين‬        ‫وقــد ظلّــت القلعــة الصليبيــة‬
‫بمهاجمــة مدينــة أيلــة وقلعتهــا‬   ‫فـي يـد الصليبييـن حوالـي سـتة‬
‫فـي البـر‪ ،‬وقلعتهـا البحريـة فـي‬     ‫وخمسـين عا ًمـا منـذ أن اسـتولى‬
‫رأس خليــج العقبــة‪ ،‬حيــث كان‬       ‫عليهـا بلدويـن الأول أثنـاء حملتـه‬
‫الفتــح الكبيــر فــي ربيــع الأول‬   ‫المفاجئــة علــى وادي عربــة‬
‫مــن عــام ‪566‬هــ‪1170 /‬م‪،‬‬            ‫وخليـج العقبـة ‪510‬هـ‪1116 /‬م‪،‬‬
‫وقــد حاصرهــا صــاح الديــن‬         ‫وحتــى قيــام الســلطان صــاح‬

                                              ‫‪ -‬موسل‪ ،‬شمال الحجاز‪ ،‬ص ‪.115 112-‬‬                 ‫‪11‬‬
                        ‫للتوسع حول شخصيات المؤرخين أجاثارسيد‪ -‬ارتميدورس‪ ،‬راجع‪:‬‬

  ‫‪Smith, W., A Dictionary of Greek and Roman biography and mythology.3‬‬
                                              ‫‪Vols, John Murray, Albemarle street, 1873‬‬

‫يلاحــظ عنــد اســتعراض وصــف أجاثارســيد لموقــع ومظاهــر الجزيــرة أنــه قــد حــدث‬
‫خلـط فيمـا بينهـا وبيـن جزيـرة تيـران فـي مدخـل خليـج العقبـة‪ ،‬والتـي أثبتـت الدراسـات‬
‫الظاهريـة والمسـوح الأثريـة بالجزيـرة عـدم وجـود ظواهـر أثريـة سـطحية بهـا‪ ،‬علـى‬
‫العكــس مــن جزيــرة فرعــون والتــي تنتشــر بهــا الظواهــر الأثريــة الســطحية بكثافــة‪.‬‬
‫وهنـاك شـك فـي أن جزيـرة جوتابـا هـي جزيـرة تيـران الحاليـة‪ ،‬فقـد قامـت بعثـة أثريـة‬
‫مـن الجامعـة العبريـة سـنة ‪1956‬م وأجـرت كشـو ًفا فـي تلـك الجزيـرة‪ ،‬ولكنهـا لـم تجـد‬
‫أيـة آثـار بيزنطيـة‪ .‬وكان ‪ M. Bourdon‬قـد زار تيـران فـي سـنة ‪ 1914‬م ولـم يجـد‬
‫فيهـا آثـار بنـاء أو حتـى بقايـا فخـار‪ .‬لـذا فمـن المعتقـد أن جوتابـا غال ًبـا هـي جزيـرة لـي‬

                         ‫جـرى (فرعـون الحاليـة) التـي تبعـد ‪ 12‬كـم جنوبـي العقبـة‪.‬‬

  ‫‪ Vasiliev. A. A., Justin the first,‬؛ ‪Encyclopidia of Jewish, Article, Jotabah,‬‬
           ‫‪Harvard University press, Cambridge, Massachusetts 1950, P. 367‬‬

                                                                                                                        ‫‪36‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43