Page 82 - merit 50
P. 82
العـدد 50 80
فبراير ٢٠٢3
الفكرة الغامضة في البداية ،حتى يصل المتلقي عن
طريقها إلى المعنى العميق الذي يكمن خلف هذه
العتبات القصيرة المختزلة .فالعنوان إذن هو «ما
يحيط بالكتاب من سياج أولي ،وعتبات بصرية
ولغوية»( )7ويبدو النص الموازي /الغلاف ،العنوان،
الإهداء «نو ًعا من النظير النصي الذي يمثل التعالي
النصي بالمعنى العام»( ،)8ومن ث َّم أصبح العنوا ُن
في البناء القصصي مؤش ًرا خارجيًّا يمكن
الولوج من خلاله إلى قراءة النص الداخلي.
فيشتمل عنوان المدونة التي نحن بصدد
مقاربتها على ثلاث مفردات (ست زوايا
للصلاة) ،يتشكل العالم من خلال هذه
الدوال اللغوية التي تحمل طاب ًعا طقوسيًّا
مورو ًثا ،فالعدد ستة يشير إلى الأساطير
والخيال والرغبة في الوصول إلى أقصى
العالم لتحقيق الهدف «يرمز هذا الرقم
( )6إلى الأسطورة .وبما أن كوكب فينس
يحكم هذا الرقم ،فهو يدل على الانسجام،
والتوازن ،والصدق ،والحب ،والحقيقة.
يكشف لنا الرقم ستة عن الحلول ،والمعنى
الروحي للرقم ستة هو «التنوير» ،وعلى وجه
التحديد «إضاءة «طريقنا في المسائل التي
تتطلب التوازن الروحي والعقلي .كما يحثنا هذا
الرقم على إظهار المسامحة والاختيار بوعي»(،)9
فالأسطورة التي يحملها العدد ( )6هي باب
من أبواب التنوير الروحي في العالم .كما تعبر
الأشكال السداسية على طبيعة الفن الإسلامي
والأرابيسك والتعاشيق التراثية وغيرها .فالعلاقة
بين الستة والصلاة هي أن الصلاة باب من
أبواب التنوير أي ًضا ،فهي تغسل الروح بقوتها
وقدسيتها .ونلاحظ أي ًضا بنية العناوين الداخلية
للقصص من منظور سيميائي؛ أن كل عنوان
يمثل إشارة مركزية في بنية القصة مثل (البومة،
الخضر ،الولي ،الكشف والغولة ،العرسة ،البرص).
صورة البومة في الموروث
فالبومة في الثقافة الشعبية تشير إلى التشاؤم
والحزن والاكتئاب والفقد والضياع ،حيث توارثت