Page 12 - أثار مصر اليونانية الرومانية
P. 12
معبد دندرة
من ضمن مجموعة أثرية قديمة ،تحوى معبد ‘‘حتحور’’ ،وكنيسة قبطية ،وبحيرة مقدسة ،وبقايا
لمعبد إيزيس ،وبقايا مباني رومانية ،يظل معبد ‘‘دندرة’’ هو أفضلهم حالًا ،حيث يعد من أفضل
المعابد المحفوظة حفظا جيدا في مصر ،ويُن َظم إليه عدد كبير من الفنادق بالأقصر رحلات نيلية.
يقع معبد دندرة على بعد 2.5شرق مدينة قنا بقرية تحمل اسم المعبد ،وكانت معروفة قديما
بـ‘‘تنترة’’ ،وأطلق عليها اليونانيون ‘‘تنتيرس’’ ،وموقعها مليء بمقابر تعود إلى عصر الأسرات
الأولى ،حيث كانت عاصمة الإقليم السادس في مصر ،وأشهر هذه المجموعة هو معبد حتحور،
المحاط بسور عظيم من الطوب اللبن على مساحة 290 * 280م ،بارتفاع 10متر.
تاريخ المعبد يعود للعصر البطلمي ،فقد بناه بطليموس الثالث ،وظلت عمليات البناء متواصلة من
تجديدات وغيرها حتى عصر الإمبراطور الروماني أغسطس ،واستمر العمل من عام 54إلى
20ق .م ،وبُني فوق معابد سابقه عليه ،بعضها يعود تاريخه إلى الدولة القديمة ،وأخرى شيدها
تحتمس الثالث ورمسيس الثاني والثالث ،وقد عثر على اسم بطليموس الثاني عشر في الجزء
الخلفي من المعبد ،وهو جزء بني في العصر البطلمي ،وكان أكثر العمل في عهد كليوباترا
السابعة ،والتي حكمت مصر لمدة 21عاما.
ويعرف معبد دندرة لدى علماء الآثار بمعبد الإلهة ‘‘حتحور’’ إلهة الحب والجمال والأمومة عند
قدماء المصريين ،وزوجة الإله ‘‘حورس’’ إله معبد إدفو؛ حيث تم بناء المعبد لعبادتها وقد اتخذ
تمثال الإلهة حتحور شكل رأس بقرة جميلة أو تحمل قرون بقرة على الرأس.
واجهة المعبد ،عرضها 35مترا ،وارتفاعها 12.5م ،وبها 6أعمدة ذات رؤوس حتحورية على
شكل ‘‘شخشخيات موسيقية’’ ،وداخل المعبد ،تجد دهليزا به ثمانية عشر عامودا على شكل
شخشيخة ،ويلاحظ تلاعب الضوء والظلال على الأعمدة في الدهليز ،وعلى الجانب الأيسر من
الجدار الأمامي نحتا يظهر الإمبراطور مرتديا تاج مصر الدنيا ،وهو يغادر القصر لإتمام مراسم
تتويجه بالمعبد ،ويظهر الآلهة حورس وجحوتي ،ثم تقوم عدة أرباب بتتويجه .هذه المناظر
تتواصل على الجدار الأيمن من الدهليز ،حيث يضع الملك خطة معبد دندرة ويكرسه لحتحور،
كما توجد رسوم للإمبراطور وهو يرتدي تاج مصر العليا ،ويقدم الهدايا إلى حتحور.
السقف مزين بمناظر فلكية ،تشتمل على ربة السماء نوت وعلامات للبروج ،ومن وراء الدهليز
قاعة عواميد صغيرة بصفين من ثلاثة أعمدة تُسمى قاعة المناظر ،وقواعد العواميد مصنوعة من
الجرانيت بينما أساطينها أو منتصفها وتيجانها مصنوعة من الحجر الرملي .المناظر على
الجدران ،في النصف الأيمن من القاعة تُقرأ في عكس اتجاه عقارب الساعة من المدخل إلى الباب
الخلفي ،ومثل تلك التي في الدهليز تحكي قصة إرساء الأسس والبناء وتكريس المعبد لحتحور،
أما المناظر في النصف الأيسر من القاعة ،تُقرأ في اتجاه عقارب الساعة من المدخل ،وتظهر
الملك ،وهو يقدم المعبد إلى حتحور وحورس.
حول قاعة العواميد تقع ستة غرف صغيرة ،ومن ورائها حجرتين أماميتين تقف الواحدة منهما
وراء الأخرى ،إحداهما تسمى قاعة القرابين ،وكانت تُغلق بباب هائل ذي ضلفتين من الخشب
12