Page 5 - أثار مصر اليونانية الرومانية
P. 5
المسرح الروماني ( كوم الدكة ) :
يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة بمدينة الإسكندرية ،ويعد أحد أهم آثار العصر الروماني ،ورابع
أكبر المسارح الرومانية في العالم ،والوحيد في مصر ،وتمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادي.
وعن تسمية هذه المنطقة بكوم الدكة تقول داليا عزت مفتش أثار بإدارة الوعى الأثري بالإسكندرية :يرجع
إطلاق اسم (كوم الدكة ) على هذه المنطقة إلي القرن الماضي عندما مر عليها المؤرخ ( النويري السكندري )
وشاهد التل الترابي المرتفع والذي يشبه ( الدكة ) والناتج عــن أعمال حفر ترعة المحمودية في عصر محمد
علي حيث تكون هذا التل الترابي من أكوام التراب المدكوك وبعد صدور القرار بإزالة التل الترابي والبدء في
إقامة مبني حكومي في هذا الموقع واثناء عمل الاساسات اصطدمت الأعمدة الحديدية اثناء دق الخوازيق لوضع
الأساسات بأجزاء صلبة تحت الأرض جهة الجنوب والشرق ،مما أكد للعاملين والمشرفين علي العمل بوجود
كيانا معماريا في هذا الموقع.
وعلي الفور بدأت اعمال الحفر والتنقيب بواسطة ( المتحف اليوناني الروماني ) ممثلا عن مصلحة الاثار
المصرية و( البعثة البولندية ) ممثلاً عن مركز أثار البحر المتوسط لتكشف لنا عن طرازا معمارياً فريدا من
الأثار المصرية الرومانية .وهذا ما يؤكده طراز العمارة والمواد والعناصر المعمارية المستخدمة فيه مقارنة
بالمباني الأخري التي اقيمت في هذه الفترة ويدلنا هذا على ان المبني مرت عليه ثلاثة عصور ( الروماني –
البيزنطي – المسيحي – الإسلامي ) من النقوش والرسومات الموجودة على اجزاء من أثاره
توجد قصة اخرى شائعة لاكتشاف هذا الأثر المهم (المسرح الروماني) اود ان اسردها ايضا حيث لعبت
الصدفة البحتة دوراً رئيسياً في الكشف عن هذا الأثر الهام والذي يعتبر بحق رمزا من رموز العمارة الرومانية
،فقد كان هذا الموقع يشغل تلاً ترابيا أطلق عليه تل كوم الدكة ،وقد اكتشف المبنى أثناء إزالة التراب للبحث
عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية في عام 1960وأطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني
عند اكتشاف الدرجات الرخامية ،ولكن ثار جدل كبير حول وظيفة هذا المبنى الأثري.وقد استغرق التنقيب عنه
حوالي 30سنة.
وواصلت البعثة البولندية بحثها بالاشتراك مع جامعة الإسكندرية إلى أن تم اكتشاف بعض قاعات للدراسة
بجوار هذا المدرج في شهر فبراير ،2004وهو ما غير الفكر السائد في ذلك الوقت بأن المدرج الروماني هو
مسرح فهذا المدرج من الممكن انه كان يستخدم كقاعة محاضرات كبيرة للطلاب ،وفى الاحتفالات يستخدم
كمسرح.
وعن تصميم هذا الأثر المبنى مدرج علي شكل حدوة حصان أو حرف uويتكون من 13صفا من المدرجات
الرخامية مرقمة بحروف وأرقام يونانية لتنظيم عملية الجلوس ،أولها من أسفل مصنوع من الأحجار شديدة
الصلابة استخدمه مهندس البناء كأساس لباقي المدرجات.
ويتسع المدرج لحوالي 600شخص وهي مصنوعة من الجرانيت الوردي ويوجد أعلي هذه المدرجات خمس
مقصورات لم يتبق منها الا مقصورتان من أصل الخمسة حيث سقطت الثلاث الأخرين منها علي أثر زلازل
قوية تعرضت لها الإسكندرية في القرن السادس الميلادي وكان سقف هذه المقصورات ذو قباب تستند على
مجموعة من الأعمدة وكان الهدف من بناء هذه القباب حماية الجالسين من عوامل الطقس الخارجية كالأمطار
وحرارة الشمس ،بالإضافة إلي وظيفتها الأساسية في عملية التوصيل الجيد للصوت.
وتستند المدرجات على جدار سميك من الحجر الجيري يحيط به جدار آخر وقد تم الربط بين الجدارين
بمجموعة من الأقواس والأقبية حيث يعتبر الجدار الخارجي دعامة قوية للجدار الداخلي.
واستخدمت مداميك الطوب الاحمر في هذا الجدار وهو الطراز السائد في المباني الرومانية عامه حيث ان له
دورا معماريا في التقوية كما انه يعطي شكلا جماليا للمبني ولقد نشأ بين هذين الجدارين ممر مغطي بالأقبية
يحيط بالمبني كان يستخدمه العاملون بالمبني وتقع في منتصف المدرج منصة مساحتها 45مترا بعمق 38
مترا مصنوعة من الخشب تثبتها دعامتان رخاميتان ،وكانت تستخدم كمكان لعزف الموسيقي( الاوركسترا )
5