Page 56 - المقومات السياحية في سيناء
P. 56

‫‪ -3‬وادي المغارة‬

‫يطلق بدو سيناء إسم المغارة على منطقة صغيرة من وادي قنية الذي يتفرع من وادي أقنا‪ ،‬وبعبارة أدق‬
‫يطلقون هذا الإسم على مسافة لا يزيد طولها على خمسمائة متر من الناحية الغربية من الوادي وهي الجبل‬
‫الذي فيه العروق التي كانوا يستخرجون منها الفيروز‪ ،‬وربما كانت تسمية جبل المغارة أقرب إلى الصحة‪،‬‬
‫ولكنها غير مستعملة بين بدو المنطقة ومازالت هناك من الناحية الشرقية من الوادي بقايا أكواخ العمال القدماء‬
‫فوق أحد المرتفعات‪ .‬ولكن النقوش الهامة لم يعد باقياً منها أي نقش‪ ،‬إذ تحطم بعضها ونقل الباقي إلى المتحف‬

                                                                                              ‫المصري‪.‬‬
‫ظلت هذه النقوش سليمة حتى عام ‪ 1982‬وقد أخذت لها صور فوتوغرافية‪ ،‬وعملت لها طبعات بالورق‬
‫بمعرفة المغامر الإنجليزي الميجور ماكدونالد الذي زار سيناء عام ‪ 1945‬ثم عاد إليها عام ‪ 1954‬لإستخراج‬
‫الفيروز من المناجم القديمة‪ ،‬ومازالت هذه الطبعات محفوظة حتى الآن في المتحف البريطاني‪ ،‬وقد أفادت كل‬

                                                                         ‫المشتغلين بدراسة نقوش المغارة‪.‬‬
‫كانت منطقة المغارة حتى عام ‪ 1982‬عندما فحصت وصورت نقوشها تكاد تكون سليمة كما تركها‬

                              ‫المصريون القدماء ونقوشها في أماكنها بجانب أو أعلى فتحات المناجم القديمة‪.‬‬
‫لكن حدث بعد عام ‪ 1982‬لاسيما عام ‪ 1861‬أن ظهرت شركة إنجليزية جديدة لإستغلال الفيروز قامت‬
‫بنسف بعض الصخور المنقوشة بالديناميت‪ .‬وذكر بتري الذي زار سيناء عام ‪ 1865‬لدراسة مناطقها الأثرية‬
‫وتصوير نقوشها أنه عندما وصل للوادي وجد أن أكثر الأثار قد حطمت وأصابها الضرر منذ ثلاث سنوات قبل‬
‫وصوله بسبب الشركة الإنجليزية التي كانت تبحث عن الفيروز‪ ،‬وذلك بحجة النهوض بهذه الصناعة وذكر‬
‫بتري أن الذين فكروا في المشروع فقدوا نقودهم كما فقد الأهالي فيروزهم وفقد العالم آثاراً هامة‪ .‬ولم تهتم‬
‫المصلحة الحكومية الأثرية بمصر التي سمحت لهم بالعمل بمنع إلحاق ضرر للأثار‪ ،‬ولم يكن هناك أي مفتش‬
‫أو حارس للحفاظ على الآثار التاريخية‪ ،‬وقام المهندسون الجهلة بتحطيم ما كان أغلى بكثير من الفيروز في‬

                                                                                ‫أسواق المتاحف الأوربية‪.‬‬
‫تحطمت نقوش خوفو وردمت النقوش التي يرجع تاريخها لعصر جد كا رع إسيسي كما دمرت تماماً نقوش‬

                                                                ‫الملك بيبي واختفت جميع نقوش أمنمحات‪.‬‬
‫وتعرضت اللوحة التي رسم عليها الملك سنفرو لنقر سطحها وفقد جزء من اللوحة المرسوم عليها الملك‬
‫ساحورع ولوحة الملك منكاوحور وكسرت بعض قطع من نقش الملك ني وسر رع ولم ينج إلا المنظر‬
 ‫المرسوم عليه سمرخت واللوحة الثانية من لوحات سنفرو ولوحة تحتمس الثالث لأنها كانت في أماكن مرتفعة‪.‬‬
‫إقترح بتري بعدها على الحكومة المصرية نقل بعض النقوش المتبقية للمتحف المصري بالقاهرة ولم يبق‬
‫إلا لوحة سمر خت لإرتفاعها والتي قيل بعد ذلك أنها ربما تعرضت للقطع خلال العدوان الثلاثي على مصر‬

                                                                                            ‫سنة ‪.1850‬‬

                                                           ‫‪56‬‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61