Page 6 - المقومات السياحية في سيناء
P. 6
وتشير نصوص معبد الدير البحري إلى أن هذا الملك قام بحملة تأديبية ضد بعض البدو الخارجين عن
القانون لتأمين حركة التجارة بين مصر وجيرانها عبر سيناء .كذلك نجد المناظر المسجلة على جدران
مقصورة في منطقة الجبلين التي تبعد حوالي 26كم جنوب غرب الأقصر تصف الملك منتوحتب نب حبت رع
بأنه وطد الأمن في الصحراوات.
الأسرة الثانية عشرة
خطا ملوك الأسرة الثانية عشرة خطوة أخرى نحو التأمين تمثلت في إقامة الحصون والقلاع ونقاط
المراقبة ،وهكذا فعل الملك أمنمحات الأول الذي أبدى اهتماماً كبيراً بحدود مصر الشرقية ،حيث أقام تلك
التحصينات التي عرفت بإسم (حائط الأمير) أو (أسوار الحاكم) .ولم يكن الملك سنوسرت الأول أقل نشاطاً من
أبيه في هذا المجال ،إذ يشير وزيره منتوحتب إلى قيام الملك بإخضاع الأسيويين ،كما تتحدث وثائق عهدي
الملكين سنوسرت الثالث وأمنمحات الثالث عن إهتمام هذين الملكين بتحقيق الاستقرار في سيناء.
الدولة الحديثة
أدرك ملوك الأسرة الثامنة عشرة بعد محنة الهكسوس أن الهجوم خير وسيلة للدفاع وأنه لابد من تأمين
حدود مصر ،وإشعار الدول المجاورة بأن مصر قادرة على الدفاع عن حدودها.
ولم يعد لسيناء مجرد الدور الإقتصادي المتمثل في التجارة عبر أراضيها ،أو إستغلال مناجمها
ومحاجرها ،وإنما أصبح محتماً أن تلعب دوراً عسكرياً يتناسب مع ما يجري على مسرح الأحداث في منطقة
الشرق القديم ،ومع زحف الجيوش المصرية لتكوين امبراطورية مترامية الأطراف.
ولهذا ظهر طريق حورس الذي سهل كثيراً من تحركات الجيش المصري ونعرف من وثائق الدولة
الحديثة كم الجهد الذي بذله ملوك هذه الفترة لتأمين حركة التجارة عبر سيناء ،ولتأمين الجيوش المنطلقة نحو
الشرق من خلال التعرف على عدد الحصون والقلاع التي أقاموها ،وكذلك مراكز التموين والإمداد ،والأبار
التي تم حفرها.
أبرز آلهة سيناء
قبل إلقاء الضوء على أبرز المواقع الأثرية بشمال وجنوب سيناء ينبغي الإشارة لأبرز الأرباب الذين
عبدوا في سيناء وأبرزهم حتحور التي لقبت بسيدة الفيروز وأقام لها ملوك مصر عبر فترة زمنية طويلة معبداً
في سرابيط الخادم.
وإلى جانب حتحور كان هناك الإله سوبد وهو أحد الآلهة التي عبدت في شرق الدلتا بصفط الحنة ،كما نال
الملك سنفرو قدسية خاصة في سيناء بعد وفاته ،وخصوصاً منذ الدولة الوسطى وذلك تقديراً لدوره البارز في
تأمين سيناء والإهتمام بمناجمها ومحاجرها.
6