Page 78 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 78

‫‪ ‬ثانيا‪ٌ -:‬المدارس ٌفى ٌمصر ٌالعصر ٌالمملوكىٌ ٌ‬
                                                 ‫‪ٌ928-643‬هـٌ‪ٌ1515-1250ٌ/‬م‬

‫كان لانشاء المدارس فى العصر المملوكى دور كبير فى تطور العمارة الاسلامية‪ ،‬وكذلك أثر‬
‫كبير فى ازدهار الحياة العلمية‪ ،‬وكان من المعتاد أن يكون من آثار السلطان مدرسة أو أكثر كما لو كانت‬
‫هذه المدارس مظهرا من مظاهرالسلطة‪ ،‬وكان تصميم المدرسة فى العصر المملوكى يمثل فى الغالب‬
‫أربعة إيوانات متعامدة أكبرها إيوان القبلة‪ ،‬وأصغرها الإيوانان الجانبيان‪ ،‬ويتوسطها صحن مكشوف به‬
‫قبة‪ ،‬وألحق بالمدرسة مدفن للمنشئ‪ ،‬وسبيل يعلوه كتاب لتعليم الأيتام‪ ،‬ومساكن للطلبة والمدرسين ومثال‬
‫ذلك مدرسة السلطان حسن بميدان القلعة‪ ،‬كذلك فان عدد الايوانات فى المدارس المختلفة فى العصر‬
‫المملوكى لم يرتبط فى اغلب الاحيان بعدد المذاهب التى تدرس فى هذه المدارس لان ذلك يتوقف اساسا‬
‫على غية الواقف فقط لانه وحده الذى يحدد ويقرر المذهب او المذاهب التى تدرس فى مدرسته ‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال مدرسة المنصور قلاوون بمنطقة النحاسين بشارا المعز (‪ 638‬هـ ‪7039 /‬م) ذات إيوانين‬
‫ولكنها خصصت لتدريس المذاهب الاربعة فقد ورد بوثيقة وقف المدرسة انها تتكون من دور قاعة‬
‫وايوانين متقابلين احدهما قبلى والاخر بحرى‪ ،‬وعلى الرغم من وجود ايوانين فقط بهذه المدرسة الا انه‬

                                         ‫رتب بها دروسا اربعة لطوائف الفقهاء الاربعة ودرسا للطب‬

                   ‫‪ ‬نما جٌمنٌالمدارسٌفىٌالعصرٌالمملوكى‬

                               ‫‪ -1‬المدرسةٌالظاهريةٌ(أثرٌرقمٌ‪)85‬‬

‫أنشاها السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على انقا قاعة الخيم احدى قاعات القصر‬
‫الفاطمى الكبير بجانب المدرسة الصالحية بمنطقة النحاسين بشارا المعز لدين ق‪ ،‬وشرا فى بنائها سنة‬
‫‪ 661‬هـ ‪7067 /‬م وكانت تضم أربعة اواوين خصص الايوان القبلى للشافعية والايوان البحرى للحنفية‬

                                    ‫والايوان الشرقى لدراسة الحديث والايوان الغربى للقراءات السبع‬
‫ولقد عنى بها الظاهر بيبرس والحق بها خزانة كتب جليلة تشتمل على أمهات الكتب فى سائر‬

              ‫العلوم وبنى بجانبها مكتبا لتعليم الأيتام القرآن الكريم كما أنشأ بها مساكن للطلبة والأساتذة‬
‫ولم يتبق من هذه المدرسة قائما الان غير كتلة من المبانى حيث تم ازالتها عند فتح شارا بيت‬

                                                               ‫القاضى فى أواخر القرن التاسع عشر‬

                                                     ‫‪- 78 -‬‬
   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83