Page 15 - إرشاد سياحي إسلامي
P. 15

‫تتبعنا هذه المناطق ف كتب هؤلاء المؤرخين‪ ،‬نجد بها أوصافاً لكثير من العمائر السكنية وخاصة ف‬
‫الجهة الجنوبية‪ ،‬كما نجد أوصافاً للبساتين وبيوت النزهة للأمراء والأعيان خاصة ف الجهتين الشمالية‬
‫والغربية‪ ،‬أما الجهة الشرقية من المدينة تحت سفح جبل المقطم فقد وجدنا بها المقابر‪ ،‬وكانت هذه المقابر‬
‫امتداداً طبيعياً للقرافة الكبرى الت كانت مقبرة مدينة الفسطاط ‪-‬منطقة إسطبل عنتر الحالية‪ -‬والقرافة‬
‫الصغرى ‪-‬منطقة الإمام الشافع حتى ميدان السيدة عائشة الحال ‪ ،‬وكانت الجهة الجنوبية ف العصر‬
‫الفاطم عامرة بمساكن طوائف الجند وأفراد الشعب الذين التحقوا بخدمة الدولة‪ ،‬وتتابع بعد ذلك سكن‬

 ‫عامة الشعب ف هذا الظاهر حتى انتهاء الخلافة الفاطمية ف القاهرة ونقل مقر الحكم إلى قلعة الجبل ف‬
‫دولة الأيوبيين‪ ،‬وبنى السلطان صلاح الدين الأيوب ف أثناء ذلك سوراً ف سنة ‪566‬هـ‪1171/‬م وهو لا‬
‫يزال وزيراً للخليفة العاضد أخر الخلفاء الفاطميين‪ ،‬ثم عند اعتلائه للسلطة بدأ ف سنة ‪568‬هـ‪1171/‬م‬
‫ف تكملة هذا السور حتى يدور به حول القاهرة وعواصم مصر السابقة عليها(الفسطاط – العسكر‪-‬‬
‫القطائع)‪ ،‬وقد تبقى من هذا السور عدة أجزاء بمنطقة الدرب الأحمر وشارع الفجالة وبرج الظفر‬
‫بالدراسة‪ ،‬وبدأ ف بناء قلعة الجبل ف وسط هذا السور تقريباً على جبل المقطم ف الجانب الشرق لهذا‬

                                                                                           ‫السور‪.‬‬

‫وف القرن ‪7‬هـ‪14/‬م طرح النيل أرضاً جديدة غرب القاهرة‪ ،‬فامتدت المدينة من ميدان رمسيس‬
 ‫وحتى شاطئ النيل الحال عند منطقة بولاق‪ .‬وقد ظلت مساحة مدينة القاهرة كما هى إلى النصف الثان‬

‫من القرن ‪18‬م حين أنشأت مدينة جديدة بين شاطئ النيل والمدينة القديمة‪ ،‬وفتح شارع محمد عل من‬
‫ميدان القلعة وحتى ميدان العتبة سنة ‪1281‬هـ ‪1974/‬م وغيره من الشوارع الجديدة حتى تتصل المدينة‬
‫القديمة بالمدينة الحديثة الت بنيت حينئذ لتكون باريس الشرق‪ ،‬ويربطها أيضاً بمحطة السكة الحديد‬

                                                                                  ‫الباقية حتى الآن‪.‬‬

                                                      ‫‪- 17 -‬‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20