Page 19 - اليوم الوطني 89.
P. 19

‫السياسة الخارجية‬                                 ‫سنوات العطاء المتجدد في عهد سلمان الحــزم والعزم‬

‫وتع ّد المملكة العربية السعودية واحدة من مكونات المجتمع‬            ‫قاد خادم الحرمين مسيرة النهضة السعودية المستمرة منذ‬
‫الدولي الرئيسة في مختلف القضايا والفعاليات‪ ،‬ولها حضور‬            ‫التأسيس‪ ،‬ونقلها إلى طور أكثر رحابة وعالمية‪ ،‬فقد تحولت‬
‫دائم في المحافل الإقليمية والدولية من خلال القمم والمؤتمرات‬    ‫المملكة إلى ورش عمل وبناء‪ ،‬في وقت يمر العالم فيه بأزمات‬
‫سواء تلك التي احتضنتها المملكة أو شاركت فيها في عدد من‬         ‫أمنية واقتصادية ومالية وتنموية‪ ،‬ذلك أ ّن المملكة بقيادة خادم‬
‫عواصم دول العالم‪ ،‬ولم تأ ِت تلك المكانة إلا من خلال نجاحات‬       ‫الحرمين الشريفين تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى‬
‫المملكة المتوالية على مختلف الصعد بتوجيه وحنكة من قادتها‪.‬‬       ‫توفير الخير والرفاهية للمواطن السعودي الذي يبادلها الحب‬
                                                                 ‫والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول‬
‫وفي ظل ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين من حكمة وحنكة‬
‫سياسية وحزم ورؤى ثاقبة فقد دأب على الاستمرار في مسيرة‬                                                             ‫الراعي‪.‬‬
‫التطور والنمو والوصول بالمملكة إلى ريادة دولية في مختلف‬
                                                                  ‫ولم يأ ُل خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم جهداً في‬
                  ‫المجالات وذلك من خلال لقاءاته وزياراته‪.‬‬    ‫المضي قدماً بمسيرة الوطن نحو التقدم‪ ،‬فقد تعددت نشاطاته في‬

‫وقد نجحت المملكة‪ ،‬بفضل حنكة الملك سلمان وولي العهد‬             ‫المجالات المختلفة‪ ،‬سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي‬
‫الأمير محمد بن سلمان‪ ،‬في تجاوز تداعيات حادثة مقتل‬               ‫تعدداً سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلّد خلالها العديد من‬
‫الصحفي جمال خاشقجي‪ ،‬حيث أرادت أيدي الشر الإقليمية‬
‫والدولية استغلال هذه الحادثة المؤلمة لجعلها أداة عقاب ضد‬                                                         ‫المناصب‪.‬‬
‫المملكة‪ ،‬وهو ما فشلوا فيه وحصدوا الخيبة‪ .‬وقد كانت جولة‬
‫ولي العهد محمد بن سلمان‪ ،‬العربية والدولية‪ ،‬تتويجاً لنجاح‬                                                     ‫الدماء الشابة‬

                                     ‫الدبلوماسية السعودية‪.‬‬     ‫وتتجه سياسة الملك إلى عدم الاعتماد على النفط اعتماداً كلياً‪،‬‬
                                                                ‫وتطمح إلى التنويع في مصادر الدخل بتكثيف تصنيع مشتقات‬
‫وتعد رؤية المملكة ‪ ،2030‬التي أطلقت في عام ‪ ،2016‬من‬
‫أبرز المشاريع الإصلاحية التي شهدها عهد الملك سلمان‬                 ‫البترول التي من شأنها توسيع القاعدة الصناعية للمملكة‪.‬‬
‫لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي‪ ،‬وفق برامج وخطط مدروسة‬            ‫ويقول الملك سلمان عبر حسابه في تويتر‪« :‬هدفي الأول أن‬
‫ترتكز على تنويع القاعدة الاقتصادية‪ ،‬وتقليل الاعتماد على‬       ‫تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة‪،‬‬
‫النفط مصدراً رئيساً لإيرادات الدولة‪ ،‬وتعزيز مشاركة المجتمع‬
                                                                                          ‫وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»‪.‬‬
                                ‫في التنمية‪ ،‬وبخاصة المرأة‪.‬‬
                                                               ‫وقد تو ّجه خادم الحرمين الشريفين إلى ضخ الدماء الشابة في‬
                                                                  ‫القيادة حتى يكون المستقبل مطمئناً في الداخل والخارج من‬

                                                             ‫خلال سلسلة من التعيينات‪ ،‬حيث أصدر أمراً ملكياً بتعيين الأمير‬
                                                                                               ‫محمد بن سلمان ولياً العهد‪.‬‬

                                                                     ‫ويرى مراقبون ومحللون أن الملك سلمان من خلال تلك‬
                                                                ‫القرارات الجريئة قد غ ّير وجه الدولة حيث التحديات الجديدة‬

                                                                                        ‫تحتاج إلى دماء شابة‪ ،‬وأضافوا أنه‬

                                                              ‫من الواضح الاتجاه نحو عصر الشباب‪ ،‬والملك سلمان أراد أن‬
                                                                ‫يجدد عهد الدولة السعودية الثالثة بضخ هذه الدماء الشابة»‪.‬‬
                                                               ‫ووصف المراقبون والمحللون التغييرات الجديدة بأنها «تجديد‬

                                                                         ‫ونقل الحكم للجيل الثاني والثالث في العائلة المالكة‪.‬‬

                                                             ‫ويشير تو ّجه خادم الحرمين الشريفين نحو تمكين الشباب‬
                                                             ‫السعودي ووضعه في الطليعة والقيادة إلى أن المملكة بدأت تعمل‬
                                                             ‫وفق استراتيجيات بعيدة المدى تضمن انتقال الخبرات من جيل‬
                                                             ‫لآخر‪ ،‬الأمر الذي يؤكد النهج السليم والنظرة الثاقبة لخادم‬
                                                             ‫الحرمين الشريفين‪ .‬ومن هذا المنطلق توقع مراقبون أن تحقق‬
                                                             ‫المملكة طفرات كبيرة في ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة‬
                                                             ‫خلال العقود المقبلة‪ ،‬مشيرين إلى تولي قيادات شابة زمام الأمور‬

                                                                                                                 ‫في البلاد‪.‬‬
   14   15   16   17   18   19   20