Page 45 - merit 52
P. 45

‫‪43‬‬         ‫إبداع ومبدعون‬

           ‫رؤى نقدية‬

‫ونجت باشا‬  ‫ملكة الدار محمد عبد الله‬                               ‫السودانية من ‪ ١٩٠٠‬إلى ‪.١٩٦٩‬‬
                                                        ‫‪ -7‬ملامح من المجتمع السوداني‪ ،‬وثق فيه‬
‫بالغابة للأفريقانية وبالصحراء للعروبة‪ .‬واعتبرت‬        ‫الأستاذ حسن نجيلة لفترة تاريخية مهمة من‬
 ‫أن هذا التمازج العربي الأفريقي في السودان هو‬      ‫تاريخ السودان‪ .‬وهي الفترة التي شهدت الثورة‬
        ‫الذي يشكل الأصل في الثقافة السودانية‪.‬‬         ‫الأدبية والثقافية في المجتمع السوداني‪ ،‬والتي‬
 ‫وبهذين الرمزين سعت لتجسيد الواقع الجغرافي‬          ‫توجت بإنشاء دار الخريجين‪ .‬كما وثق لبدايات‬
         ‫السوداني‪ ،‬والبيئة السودانية‪ .‬حيث تمتد‬    ‫الحركة الوطنية وحيثيات قيام مؤتمر الخريجين‪.‬‬
   ‫الصحراء في السودان‪ ،‬من الشمال حتى تخوم‬         ‫‪ -8‬مذكرات بابكر بدري‪ ،‬تنبع أهميتها‪ ،‬من كونه‬
‫الوسط وشمال الوسط‪ ،‬حيث تقطن أغلبية القبائل‬             ‫شاهد عيان ومشارك في الوقائع والأحداث‪.‬‬
 ‫التي تنسب نفسها للعرب‪ .‬أو تلك المتحدثة باللغة‬     ‫فالكتاب عبارة عن سيرة حياته الذاتية والأسرية‬
     ‫العربية‪ .‬ثم يليها نطاق السافانا ذو الأعشاب‬       ‫والمهنية‪ ،‬وما مر به خلال تلك الفترة الطويلة‪،‬‬
    ‫والحشائش‪ ،‬والسافانا الغنية ومنطقة الغابات‬         ‫التي امتدت لنحو قرن من الزمان‪ ،‬من أحداث‬
   ‫الاستوائية‪ ،‬في الجنوب وجنوب الوسط‪ ،‬موطن‬           ‫ووقائع وتطورات سياسية واجتماعية وثقافية‬
                  ‫القبائل السودانية غير العربية‪.‬‬   ‫وغيرها‪ ،‬انتظمت ثلاثة عهود من تاريخ السودان‬
  ‫وجدت هذه المدرسة ضالتها في نموذج السلطنة‬           ‫الحديث والمعاصر‪ ،‬هي على التوالي‪ :‬أواخر عهد‬
       ‫الزرقاء‪ ،‬التي سادت السودان إبان القرون‬      ‫الاستعمار التركي– المصري‪ ،‬وطوال عهد الثورة‬
    ‫الوسطى‪ ،‬بتحالف بين قبائل العرب العبدلاب‬         ‫والدولة المهدية إلى يوم تاريخ انتهائها‪ ،‬ثم عهد‬
      ‫القواسمة‪ ،‬والفونج السودانيين‪ ،‬أي بتلاقح‬     ‫الغزو والإحتلال الاستعماري البريطاني‪ ،‬وطوال‬
  ‫العنصرين الثقافيين‪ :‬المستعربين والسودانيين‪،‬‬     ‫فترة الاستعمار الثنائي الإنجليزي المصري‪ ،‬إذ إن‬
       ‫والذي شكل –هذا التحالف– نواة السودان‬        ‫المؤلف قد توفي في عام ‪ ١٩٥٤‬أي قبل عام واحد‬
                                       ‫المعاصر‪.‬‬   ‫فقط تقريبًا من تاريخ استقلال السودان في الأول‬
     ‫كانت غاية هذه المدرسة‪ ،‬هي تكوين اتجاه في‬
 ‫الأدب السوداني‪ ،‬يدعو للبحث عن الكيان القومي‬                                     ‫من يناير ‪.١٩٥٦‬‬
                                                    ‫‪ -9‬الإله أباداماك أو أبيداماك‪Apedemak or :‬‬
                                                     ‫‪ Apademak‬هو إله محارب بوجه أسد‪ ،‬وكان‬
                                                   ‫رم ًزا لإله الحرب لدى النوبيين القدماء‪ ،‬في فترة‬
                                                    ‫الحضارة المروية‪ .‬وقد وجدت نقوشه وتماثيله‬
                                                    ‫في عدة أماكن مختلفة من السودان مثل‪ :‬مروي‬

                                                      ‫والنقعة والمصورات الصفراء والبطانة‪ ،‬والتي‬
                                                     ‫يبدو أنها أكثر الأماكن التي تمت عبادته فيها‪،‬‬

                                                       ‫خصو ًصا النقعة حيث يوجد معبد أباداماك‪،‬‬
                                                  ‫مصو ًرا على هيئة أسد بثلاثة رؤوس وأربعة أياد‪،‬‬
                                                   ‫وأي ًضا وجد برأس واحد‪ .‬وقد لعب دو ًرا صغي ًرا‬

                                                      ‫في الديانة المصرية‪ ،‬عبر تأثير الثقافة المروية‪.‬‬
                                                     ‫‪ -10‬الغابة والصحراء‪ :‬على عكس أبادماك‪ ،‬لم‬
                                                       ‫يكن لها هدف سياسي واضح‪ ،‬بقدرما كانت‬

                                                         ‫حركة فكرية ثقافية‪ ،‬ولذلك فإن أثرها‪ ،‬في‬
                                                     ‫محاولات تغيير الواقع الاجتماعي في السودان‬

                                                         ‫كان ضعي ًفا‪ .‬وصحيح أنها قالت في الشعر‬
                                                     ‫السوداني بالتمازج العربي الأفريقي‪ ،‬ورمزت‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50