Page 131 - RAYA 43 small 1
P. 131
«ثورة» الإسلاميين
ليست ثورة إسلامية
بكر صدقي ٭
الذي يمار�سه ا إل�سلاميون� :أي اعتبار اللمه�سمل.مفيهنذ إ�ا�سهلوا امليغي�نشتاع ألرويلفاًي. ابل�دسل ًاوريمةن، نقا�ش الخا�سرين :م�اذا ق�دم العلمانيون للثورة ه�و �أو
معروف للقا�صي وال�داني �أن « أ��سلمة قدم لها ا إل�سلاميون؟ لولا خ�سارتهما ،ربما كان، ماذا
االلثيودراةلالط�وسلورى،يةف»يتممرتحبلفةعلمعفيانعةل،ممن انلاثلوجرةه،اتو اللمممتوكلةناتلتطيورباًاتعتفلوهيااً انولانلظققرات�اي،شل،فعقحلدرىيبرككهوادنمفثمهاوفرايةلدتاًوف�إرذخادرابتباملها�.سخلووطل�ضكةهيو�إبينقيك�ةوصاانءلتامع آللفيمخ،دراًل.ايأ�بمجنايبوة �أاهلمونمنايقناح�ظكشةر
أ�ازل�عس�ومر�أينينث�كودر ًية إ�ن��س�ماتلوام�ري�ثةوق�ام�م�ستتقفريفايل�الت�مارجيت�مخع.مع بحكم إ��سلام �أكثرية
أ�ب�ع�د م�ن ذل�ك: كل طرف في المر آ�ة ،وي�سائل نف�سه قبل الآخر :ماذا قدمت �أنا للثورة
الدعوة المحمدية ،وخا�ضت تجربتها التاريخية �إل�ى النهاية ،وبقي ال�سورية� ،أو ماذا فعلت بها؟
منها جانبها الثقافي العام ،هو الذي يمتح منه « إ��سلاميون» يريدون لكنهما لن يفعلا ،ما دام الأمر يتعلق ب�صراع على ال�سلطة ،مهما
�إ�ضفاء طابع قد�سي على مطامحهم ال�سيا�سية الم�شروعة بذاتها .إ�ن ابتعد هذا الهدف بفعل الخ�سارة البينة .فما زال ،في ال�صف المعار�ض،
التاريخية العظيمة ،أ�و ا�ستعادة بع�ض «عالمنفتيكدةرار�ستيلا�سكيااًل»ثومرةن الحديث «�سلطة» ما تطمح لتحديد معاني الكلمات وكتابة التاريخ على أ�قل
قبل طامحين حديثين �إلى ال�سلطة، جوانبها تقدير� ،إن لم يكن بقايا «وجاهة» ومنافع تافهة.
وا�ضح من م�ضمون ال�سجال الدائر �أن هناك ثورتين على ا ألقل،
هو الذي ي�شكل �أكبر الخطر على إ�رث تلك الثورة الأول�ى المنتهية. للقامدوماياقح إلدد�ةمسولامات�مفشييقوئاًنعلل�يثشهيوائر.اًةلوالمثلإاو�سدرالةمااالم�يلأسيمونرر،يكةو،ذم�لوالاكك�،اكافنن�لصلهحهميم�أح أ�ن�أننيياققلدعدلمموماواا.ن.يوبيللنا
وما عا�شته منطقتنا من تجارب «�إ�سلاموية» في ع�صرنا هذا ،لم ينتج
عنها غير الخراب والخ�سائر لمجتمعات الم�سلمين.
ا إل�لاسم ال�سيا�سي الذي انتع�ش في �أعقاب انحطاط الايديولوجيا
القومية ،يمر اليوم ب�أزمة عميقة نرى تجلياتها في غير مكان :من حاربوا كل قيمها ،قالوا إ�ن الديموقراطية كفر ،وحكموا في مناطقهم
«الم�ح�ررة» بالحديد وال�ن�ار ،وح�ارب�وا حرية ال�ف�رد وك�رام�ت�ه ،عمادا
�إي�ران «الجمهورية ا إل�سلامية» إ�ل�ى ال���س�ودان ،إ�ل�ى تركيا العدالة الثورة ال�سورية ومعناها .أ�عمتهم ال�سلطة و أ��سكرهم التحكم بالب�شر
أ�حع�قم�اا�ب� اسلاثوإلرخة�اولمان��صي�رةي،ة،واول�ت��وجص�لرًاب�إ�لة اى �ألإقخ��وصانى�ي�ماة وال�ت�ن�م�ي�ة ،إ�ل��ى ح�رك�ة
الق�يرصة في ال�سلطة في وكفورلوكا بنكملهالل ًات،راعكنم�أالميت« إ�ح�قسلقافمييايلنح»�نضتارحةداثإلن؟�سعاننياة .إلخوان الم�سلمين،
ذهب إ�ليه الإ�سلام الجهادي في تجربة «الدولة ا إل�سلامية» (داع�ش).
اورلإ�بلم�ااس�إم،ح�ددينىاً �أزم�ة نم�و ،بل �أزم�ة تحلل وتف�سخ. وه�ي لي�ست بحال �أو التيار ا إلخ�واني ال�ذي يظهر في �شخ�صيات ومجموعات و�أح�زاب
على مجتمعاتنا اليوم هي تحرير المهمات المطروحة كثيرة مموهة ،أ�م عن المجموعات ال�سلفية الكثيرة ب�دوره�ا� ،أم عن
ال�سلفية الجهادية بمنظماتها المتحاربة فيما بينها؟ ذلك �أن ا إل�سلام
وثقبا�فدةلً،اممننا �أ إل�نسلياقمويميان.لإ�سلاميون بالت أ�مل في تجاربهم ال�سيا�سية اولتتكن ّفورع بمختلف �أنواعه ،لي�س بالايديولوجيا التي تتقبل ال�سيا�سي،
الم�م�ت�دة م�ن�ذ ال�سبعينيات إ�ل�ى ال�ي�وم ،ب�ع�ني ال�ن�ق�د و إ�ع��ادة النظر، وك�ل مجموعة تعتبر نف�سها «ال�ف�رق�ة ال�ن�اج�ي�ة»، وال�ت�ع�دد.
�أخواتها ،ا ألمر الذي لا ي�سمح بالحديث عن �أنواع مختلفة من «الثورة
وفي كل مكان. تحميل الآخرين م�س�ؤولية ف�شلهم المتكرر بي�دحلا ًاولمونن ا إل�سلامية» يمكن المفا�ضلة فيما بينها .فلو أ�ن المجموعات الإ�سلامية
على ا�ستثماره �أن يتركوا الإ��س�الم لحاله و أ�ه�ل�ه ،ي�صرون المنخرطة في ال�صراع ال�سوري اتفقت ،فيما بينها ،على مفهوم واحد
لم�صالحهم الدنيوية ال�ضيقة� ،إلى درجة تحول فيها «الإ�لاسم» �إلى لتلك الثورة ،ومرجعية واحدة ،لكان من الممكن و�ضعها في مواجهة
م�شكلة عالمية ،يواجهها �أقوياء العالم بالنار والحديد. الثورة ا ألخرى التي يدافع عنها معار�وضن غير إ��سلاميين.
اتو�لارعلاكامهل�ر�لاتم�امي�لةا�،خرسا�إي�االسا�لإرسيبخ�ي�ق،ن�دووادراعنئ�ييمنام�بهاً�ت،اد�لاش�ئألكذاملناًت�معس�يللمن�مىااًاير�لي��رت�يس��سلسداللطق�اتةول�.ن�ق�سهليل�ا�إةلط،تةهىكم�اعشهللك�يسثلهلو أ�رمطا�نةت.نيا�أو�ل�خلشا�حذك�رلطايبكلة أ�م��ا واق��ع الح��ال ف�ه�و وج��ود ف�اع�ل�ني �سيا�سيين كث�ر ،بع�ضهم
م�سلح ،يعتنقون ايديولوجيات متنوعة ،منها إ��سلامية ـ بطبعات
مختلفة ـ ومنها غير إ��سلامية .ولم تنكر القوى غير ا إل�سلامية
على الإ�سلاميين حقهم في الم�شاركة في الثورة �أو الحياة ال�سيا�سية
القلوب والعقول ،بغير تقية ،بل بقلب مفتوح ،على الأقل حين يكون ابف�لإ�ه��وسذصالراةمممع�ياايمينة،�.سلليلكءعنلله�ملام�إني��يسر�افحل�م�وصاضتل �نهذام�سيتنلايخ�لإدا�سسملاحا�لإمك��،سرااًلن،اتكم�ماد ًء ألي�غونرقاورا�ث�ءقض�ةا�وفس�تية أ�ا،و�سيعيللةًا.ى،
في المعار�ضة ،و إ�لا فلا م�صلحة ألحد في م�ساعدتهم على الو�وصل �إلى
ال�سلبدطل ًاة.من ال�س ؤ�ال عما قدمه العلمانيون للثورة ،ال�س�ؤال ال�صحيح
هو ما الذي فعله الإ�سلاميون بالثورة ال�سورية؟ وملتاديي�نسيتنطويعغيار إل�مستلدايمنيينأ�،نلاينيازجعدهوفنيفذيل�ا إلك�.سلكامامي�أيننعامممثةلاًالم��سسليام�يسيناً،
٭ كاتب �سوري
العدد 131 2018 -44