Page 121 - كتاب التربية الإسلامية للصف الرابع الابتدائي
P. 121
هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة -السيرة والبحوث الإسلامية121 .
الخروج من الغار ،وال�سير �إلى المدينة:
َم َكـ َث النبـي ﷺ وأبـو بكـر � ثـاث ليـال فـي الغـار،
وكان عبـد الله بـن أبـي بكـر � يأتيهمـا بالأخبـار،
وعامـر بـن ُفهيـرة � يم�شـي بغنمـه؛ ليمحـو الآثـار،
وأسـماء بنـت أبـي بكـر � توصـل لهمـا الطعـام.
وفـي الوقـت الم َّت َفـق عليـه جـاء الدليـل (عبـد الله
بـن ُأ َرْي ِقـط) بالراحل َت ْيـ ِن إلـى غـار َثـ ْور ،فركـب رسـول
الله ﷺ ناقـة ،وأبـو بكـر � الأخـرى ،وخرجـا فـي طريـق
َوعـ َرة غيـر الطريـق الـذي تسـلكه القوافـل عـادة إلـى
المدينـة المنـ َّورة.
ومـع يقيـن النبـي ﷺ ِبحفـ ِظ الله ورعايتـه لـه
وتأييـده ،إلا أنـه قـام بالتخطيـط لهجرتـه؛ مـن أجـل
أن ُيعِّلـم أ َّمتـه الأخـذ بالأسـباب ،فتقتـدي بـه.
ق�صة �سراقة بن مالك مع ر�سول الله ﷺ في طريق الهجرة:
بعـد أن أع َل َنـت قريـش عـن جائـزة كبيـرة لمـن يأتـي بمحمـد ﷺ ح ًّيـا أو مي ًتـا؛ طمـع سـراقة بـن مالـك
فـي الجائـزة ،ف َل ِحـ َق بالنبـي ﷺ وصاحبـه ،فلمـا اقتـ َرب منهمـا؛ َع َثـ َرت بـه فرسـه ،حتـى سـقط مـن فوقهـا،
وخـرج مـن تحـت يديهـا غبـار كثيـر كال ُّدخـان ،فدخـل ال ُّرعـب فـي قلبـه ،وطلـب الأمـان مـن رسـول الله ﷺ،
وأخبـره بأمـر المكافـأة التـي و َعـ َدت بهـا قريـش.
أو�صـى رسـول الله ﷺ سـراقة بـن مالـك أن لا ُي ْخ ِبـر أحـ ًدا عـن مكانهمـا ،وب َّشـ َره بأنـه سـ َي ْل َبس َأسـا ِوَر
كسـرى ،فرجـع إلـى قريـش وأخبرهـم أنـه لا يوجـد أحـد فـي الطريـق ،فرجعـوا ولـم يكملـوا البحـث عـن
رسـول الله ﷺ.