Page 29 - مجلة النانو الالكترونية الناطقة الاصدار الاول
P. 29

‫لقد وصلنا من خلال بحثنا هذا إلى حقائق علمية كثيرة سنتكلم عنها في ُعجالة سريعة‪ ,‬أن العلم هو نور‬
    ‫الله في الكون لكشف الحقيقة المتمثلة في فعل الله وأثره في الوجود‪ ،‬وضياء للطريق الطبيعي المؤدي‬

 ‫لرؤية آثار الخالق وإدراك وجوده ووحدانيته‪ .‬والدين يربط الإنسان روح ًّيا بخالق الكون‪ ،‬وبهذا فإن العلم‬
   ‫الصحيح لا بد أن يؤدي إلى الإيمان وأن يزداد الإنسان تمسكاً بالدين كلما تقدم العلم‪ .‬لذلك فإن الحقائق‬

 ‫القرآنية‪ ,‬وتلك الموجودة في السنة النبوية هي المعيارية التي يجب أن يحتكم إليها العلم‪ ,‬ومنها يستطيع‬
                            ‫المسلمون أن يتقدموا لتصحيح مسيرة العلم‪ ,‬وجعله طريقاً إلى الإيمان بالله‪.‬‬

    ‫وأحب أن أنوه هنا إلى أن هذا البحث ليس بحثاً تخصصياً لأننا غير متخصصين و لكننا نستطيع القول‬
      ‫بأننا على أولى درجات سلم البحث‪ ,‬و هذا ما هو عبارة عن نافذة ن ّطل من خلالها على روافد جديدة‬

   ‫للمعرفة و للمزيد يمكن للأخواتي الطالبات الاتصال مباشرة بالمختصين في تلك المجالات‪ ,‬وعلى وجه‬
    ‫الخصوص معهد الكويت للأبحاث العلمية " وحدة أبحاث النانوتكنولوجي" والمراجع المشار إليها في‬
‫نهاية البحث‪ ,‬و مازال البحث مفتوحاً لأي إضافات جديدة و مقترحات البحثيين العلميين ممن هم في نفس‬

      ‫الفلك لنفس الطرح‪ ,‬والله أسأل أن يستفيد بهذا البحث كل من يقرأه وعلى الله قصد السبيل‪ " .‬و ما‬
                                                    ‫توفيقي إلاَّ بِالله عليه ت َو َّكلت وإلي ِه أُنيب " هود‪88-‬‬

      ‫ونجد أن الإيمان بوجود الله وقدرته وهيمنته هي القاسم المشترك بين العظماء من العلماء‪ ..‬عباقرة‬
   ‫الجنس البشري في العلم ويعتقد البعض بأن نجاح أينشتاين في النظرية النسبية كان قائماً على أساس‬

       ‫تفكيره الوحدوي (التوحيدي)؛ لأنه كان يؤمن بوجود قدرة عاقلة واحدة مهيمنة تسيطر على جميع‬
        ‫مكونات هذا الكون العظيم؛ ولهذا ربط أينشتاين بين المادة والطاقة‪ ،‬والمكان والزمان‪ ،‬والجاذبية‬

      ‫والكهربية في النظرية النسبية؛ حيث إن هناك ظواهر عديدة تدل على وحدة الغرض في هذا الكون‪،‬‬
                      ‫وتشير إلى أن نشأته والسيطرة عليه لا بد أن تتم على يد إله واحد لا آلهة متعددة‪.‬‬

       ‫مثال على ذلك‪ :‬لاحظ أينشتاين التشابه القائم بين قانون نيوتن للجذب العام‪ ،‬وقانون كولوم للجذب‬
   ‫والتنافر الكهربي بين الشحنات‪ ،‬مما دفعه إلى الربط بين تلك الظواهر الكونية في نظرية جديدة أسماها‬
   ‫نظرية المجال الواحد‪ ،‬ولكن لم تثبت رياضياً ‪ ,‬و لكن أن نتوصل يوما إلى صيغة أو معادلة تستطيع أن‬
 ‫نفسر كل هذه الظواهر الكونية التي تبدو لنا أحياناً على هيئة مادة و تارة أخرى على هيئة طاقة‪ ,‬و تارة‬
  ‫أخرى على هيئة جاذبية‪ ,‬ومجالات وحركة حتى نكون بذلك بنينا صرحاً موحداً للقوانين التي تتحكم في‬
 ‫المادة من الذرة إلى المجرة وذلك في عملية توحيد رائعة تبين الكون بمظهر مجال واحد ينطبق على كل‬
‫إلكترون سائر وكل كوكب دائر‪ ،‬وكل شعاع ضوئي صادر كأسرة واحدة تعمل منذ نشأة الكون وحتى تقوم‬
 ‫الساعة‪ .‬فأي دليل يحتاج إليه العقل بعد هذا لإثبات وحدة الكون واتساق الفطرة‪ ،‬وللدلالة على الله الواحد‬
‫القهار؟! لقد وصف البعض الإيمان بالله عند أينشتاين بأنه أقرب إلى الصوفية‪ ..‬بمعنى أن العقل الإنساني‬
    ‫صغير لدرجة أنه يعجز عن فهم الكون فكيف يفهم خالق الكون؟! إنها قضية أكبر من العقل‪ ،‬أي عقل!‬

                                                                 ‫‪24‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32