Page 108 - Pp
P. 108

‫أمامها أكثر من مرة فهذا أمر طبيعي‪ ،‬ربما قرأه على اللوحة المعلقة‬
‫بجانب الباب‪ ،‬لكن هذه المعلومات الخاصة التي لم يكن فيها خطأ‬
‫من أين له الحصول عليها؟ من أين له هذه المعلومات عن المنزل‬
‫الذي في «ديورن» والنافورة التي في الحديقة‪ ،‬وشكل الستائر؟‬
‫ولم يبق إلا أن تسمع منه شيئًا عن الصفحة التي انطوت من‬
‫حياتها‪ ،‬والتي عاشتها في ذلك البيت قبل عشرين سنة‪ ،‬في بداية‬
‫عملها ممرضة في مستشفى إليزابيث بعدما أصبحت الحياة مع‬
‫زوجها لا تطاق فانفصلا عن بعضهما‪ ،‬ترك لها المنزل واختفى‬
‫من حياتها نهائيًّا‪ ،‬سمعت فيما بعد أنه ك َّون أسرة ثانية في غرب‬
‫البرتغال‪ ،‬وفيما بعد سافر إلى جنوب البرازيل وك َّون له أسرة‬
‫ثالثة‪ ،‬وبينما كان هو يتنقل بين هذه الدول استطاعت هي أن‬
‫ترجع الحياة للمنزل الذي تهاوت أركانه‪ ،‬تعطيه رعايتها كلما‬
‫أتيحت لها فرصة الذهاب إليه‪ ،‬ربما نهاية كل أسبوع‪ ،‬أخذت تقلع‬
‫الحشائش كلما نمت في أحواض الورد‪ ،‬وتقطع الفروع التي لا‬
‫أمل من ورائها في بعض الأشجار‪ ،‬بعد ذلك بسنة اشترت ستائر‬
‫جديدة‪ ،‬وبعدها بسنتين أنشأت نافورة في الحديقة‪ ،‬تستطيع‬
‫من غرفة نومها رؤية تد ُّفق الماء في مفاصلها‪ .‬كانت مقتنعة أنها‬

 ‫استطاعت مع مرور الوقت أن ترى في شفاء المرضى راحة له‪.‬‬
‫مرت لحظات‪ ،‬انتظرت من الرجل أن يبدأ عمله‪ ،‬أن يشغل‬
‫المكنسة الكهربائية مث ًل‪ ،‬أو يبدأ بالحمام الملحق بالغرفة لكنه قال‬

                  ‫وهو يلاحظ المجلة التي تركتها على المنضدة‪:‬‬
‫‪ -‬أنا في حيرة‪ ،‬ماذا يمكن أن تقرئي هنا‪ ،‬ما هذه التي تشغلك‬

                                    ‫عن أشياء أخرى كثيرة؟‬

                                                                             ‫‪108‬‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113