Page 3 - أمريكا-والصين-ملفات-ساخنة-وحرب-باردة-1
P. 3

‫إقامة الطلبة الصينيين في الولايات المتحدة‪ .3‬طبعا هذه العقوبات كانت بذريعة حقوق الانسان‪،‬‬
‫ولكن هل كانت حقوق الانسان في أبهى صورها عندما كانت هذه العلاقات جيدة؟ طبعا لا‪ ،‬إنما‬
‫استخدمت هذه الحادثة كذريعة للبدء بسياسة جديدة والتنبيه ربما لخطر هذا الكيان الذي يتطور‬
‫بسرعة قياسية‪ .‬استمر هذا التوتر لفترة‪ ،‬ولكن ما لبثت العلاقات أن عادت الى التعاون والتنسيق‬

                                                        ‫رغم قضية كوريا الشمالية وتايوان‪.‬‬

‫إن ما أثار الجدل في مراكز الدراسات والابحاث هو ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية‬
‫هيلاري كلنتون عندما قالت‪" :‬مثلما كان القرن العشرين هو قرن المحيط الأطلنطي‪ ،‬فإن القرن‬
‫الحادي والعشرين هو قرن المحيط الهادئ بالنسبة للولايات المتحدة"‪ .4‬سنرى فيما بعد كيف‬
‫تطورت الأحداث وبدأت القضايا التي كانت هادئة تظهر على السطح‪ .‬وقد حلل جوزيف ناي‬
‫الأستاذ في جامعة هارفارد ومساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق‪ ،‬هذا الموقف قائلا‪ :‬إن‬
‫الولايات المتحدة بعد أن أهدرت العقد الأول من القرن الحادي والعشرين‪ ،‬في حربين يائستين‬
‫في العراق وأفغانستان‪ ،‬بدأت تنتبه لما يحدث في آسيا والمحيط الهادئ‪ .‬وترجم هذا الاهتمام‬
‫باتخاذ أول قرار للرئيس باراك أوباما بإرسال ‪ 2022‬جندي من مشاة البحرية الأمريكية إلى‬
‫قاعدة “داروين” في شمال أستراليا‪ ،‬وكانت أقوى إشارة إلى أن التحول الأكبر للقوى العظمى في‬

                       ‫القرن الحادي والعشرين هو‪“ :‬عودة آسيا إلى مركز الشؤون العالمية”‪.0‬‬

‫تمثلت السياسة الأمريكية بالاحتواء تجاه الصين في عهد أوباما‪ ،‬إلا أن ترامب زاد من الضغوط‬
‫على الصين‪ ،‬وذلك بفرض التعريفة الجمركية في محاولة لمنع اعتماد التقنيات الصينية في العالم‬
‫وفرض العقوبات عليها‪ .‬وقد قال بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي في ‪2211‬‬
‫”المنافسون على القوة العظمى‪ ،‬وتحديدا الصين وروسيا‪ ،‬يوسعون نفوذهم المالي والسياسي على‬
‫نحو سريع في أنحاء أفريقيا“‪ .6‬إذا تمثل هذه التحركات إشارات خطرة بالنسبة للولايات المتحدة‪،‬‬
‫فهي تستغل فقر الدول هناك لتتمكن من إنشاء موطئ قدم لها‪ ،‬إذا التهديد ليس فقط في آسيا‪،‬‬

                                                                    ‫وإنما في افريقيا أيضا‪.‬‬

‫وقد وصلت التوترات بينهم مؤخرا إلى لجوء الولايات المتحدة لإغلاق القنصلية الصينية في‬
‫هيوستن‪ ،‬وبالمقابل أغلقت الصين القنصلية الأمريكية في "تشنجدو"‪ ،‬وتُعتبر هذه بوادر الحرب‬

                                        ‫الباردة بين الطرفين التي ربما تتخللها فترات ساخنة‪.‬‬

                  ‫‪ -‬عوامل تأجج الصراع بين الصين والولايات المتحدة‬

                                                         ‫أولاا‪-‬النزاعات الإقليمية‬

‫إن الخلافات بين الولايات المتحدة والصين هي في حالة مد وجزر‪ ،‬ولكن ازدادت حدة‬
‫التوترات في الفترة الأخيرة نتيجة التنافس والصراع على مجالات كثيرة‪ ،‬بدءا من المجالات‬
‫الفضائية مرورا بالبحرية والبرية وصولا إلى التجارية والعلمية‪ ،‬وهي بحسب الكثير من‬

                                                                          ‫‪ 3‬العلاقات الأمريكية الصينية “آفاق الصراع والتعاون”‬
                                                                                        ‫‪ 4‬أمريكا وخططها لقرن المحيط الهادئ‪.‬‬
                                                                                             ‫‪ 0‬المصدر السابق أمريكا وخططها‪.‬‬

                                                                     ‫‪ 6‬بولتون‪ :‬أمريكا ستتصدى لنفوذ الصين وروسيا في أفريقيا‪.‬‬

                                                        ‫‪3‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8