Page 43 - التخطيط السياحي بعد التنسيق_Neat
P. 43
-2التعامل مع الموارد البيئية ،باعتبارها سلعاً مجانية ومتاحة بشكل
مستمر ،و بالتالي تم تجاهلها في الحسابات القومية بعدم احتساب
التكاليف الناجمة عن استنزافها المفرط على أساس أنها قادرة على
التجدد .كما اعتبر حماية البيئة نوعاً من الترف ،وأن تحسين نوعية
البيئة سيؤدي إلى تدني مستوى النمو الاقتصادي.
. -3عدم الاهتمام بالإنسان والتنمية البشرية .فالمفهوم التقليدي
للتنمية ،الذي يركز على النمو الاقتصادي ،ينظر للإنسان على أنه
وسيلة وأداة لزيادة الإنتاج وليس غاية؛ ولم يهتم بنموه وتطوره
المتعدد الأوجه (الصحي والعقلي والبدني و الثقافي ...الخ) ،لذلك فإن
مشاكل الفقر ،والبطالة وتوزيع الدخل أخذت مكاناً خلفياً في غمرة
الاهتمام بالارتفاع بمعدلات نمو الدخل القومي الإجمالي .لقد أسفر هذا
المفهوم الضيق للتنمية ،عن نتائج متناقضة ،ففي الوقت الذي حققت
فيه الـتنمية التقليدية حتى مطلع السبعينات ،وفي معظم البلدان ،زيادة
في معدلات النمو الاقتصادي ،إلا أنها في نفس الوقت ،تركت آثاراً
اقتصادية – اجتماعية ،وبيئية متعددة ،خصوصاً في البلدان النامية،
التي اعتمدت في تنميتها على الاستخدام والاستغلال المكثف للموارد
الطبيعية ،دون أن تعطي للعنصر البشري القدر الكافي من الاهتمام.
43