Page 44 - تخطيط2
P. 44
وكانت أبرز آثار وتجليات هذه المشكلة ،الزيادة المخيفة في عدد
الفقراء ،وتدني المستوى المعيشي للسكان بكل المقاييس .إن الفهم
القاصر للتنمية ،لم يلحق أفدح الأضرار بالبيئة فقط ،بل أضر بحياة
البشر وعرض حياتهم للخطر ،لأن البيئة هي مكان ومصدر معيشتهم؛
ومن ثم فإن سلامة البشر مرتبطة بسلامة البيئة .ولذلك أصبح
الاستمرار في التنمية الاقتصادية بمساوئها البيئية ،وكأن التنمية تحفر
قبرها بنفسها ،ذلك لأن تدهور البيئة يعني نضوب مصادر الموارد
اللازمة للتنمية هذه الموارد ،والتي بدونها يغدو من الصعب بمكان
الحديث عن استمرارية التنمية ،بينما تدهور الإنسان يعني القضاء
على الأداة والعقل المدبر للتنمية .هذه الحقائق أظهرت بوضوح العلاقة
الوثيقة بين البيئة والتنمية ،لذلك صارت -منذ مطلع السبعينات-
العلاقة بين البيئة والتنمية ،موضوع نقاش مستمر ،أدت في نهاية
المطاف إلى انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة البشرية في
ستوكهولم عام 1972م ،الذي توصل إلى التسليم بفكرة هذه العلاقة .
ولما كانت التنمية هي الهدف المنشود ،التي بسببها أساء الإنسان
بالبيئة ،فقد أخذ الوعي بضرورة الربط بين البيئة والتنمية ينمو،
ويتطور؛ كما اكتسبت العلاقة بين البيئة والتنمية وإصلاح مسار هذه
44