Page 28 - سيناء ومدن القناة
P. 28

‫مصر وسلامتها أقاموا الحصون والقلاع على طول الطريق الممتد من‬
‫قنطرة شرق وحفروا الآبار لتأمين القوافل والحدود وتركزت الحاميات‬

                         ‫للتأكيد على سلامة المنطقة من الناحية التجارية‪.‬‬

‫بدأت فكرة متحف العريش بإحياء طريق حورس الحربي الذي صعدت إليه‬
‫الجيوش المصرية في العصور القديمة والحديثة للدفاع عن مصر وحماية‬
‫الآثار المكتشفة على طول هذا الطريق‪ ،‬وإحياء الذكريات الخاصة بالتنقل‬

               ‫والترحال بين مصر وجيرانها سواء تنقل تجاري أو ثقافي‪.‬‬

‫يشهد المتحف على فلسفة إعادة إحياء هذا التاريخ‪ ،‬فكانت العمارة الخارجية‬
‫على شكل معبد مصري كبير والعمارة الداخلية على شكل بوابات مثل‬

    ‫البوابة الشرقية لمصر باعتباره قريباً من المنطقة الحدودية مع فلسطين‪.‬‬

‫ينقسم المتحف إلى مجموعة من القاعات تعرض فيها مجموعة من الآثار‬
‫التي تؤكد انتماء سيناء لمصر منذ عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬فتحكي القاعة‬
‫الأولى عن سيناء وموقعها وأهم المواقع الأثريه بها‪ ،‬وتمثال لحورس يمثل‬
‫الملكية والحكم بمصر القديمة باعتباره يمثل الملك نفسه‪ ،‬وتمثالين للمعبودة‬
‫سخنت ربة البأس والقوة والحرب والتي كانت تصاحب الملوك المصريين‬
‫في حروبهم للقتال لإرهاب أعداء مصر‪ ،‬وقد تم إعادة بناء تخيلي لطريق‬
‫حورس بالقاعة الثانية وبه أهم الآثار المكتشفة على طول هذا الطريق‪،‬‬
‫بالإضافة إلى أهم الملوك المصريين الذين عبروا وصاروا على هذا‬
‫الطريق في حملاتهم العسكرية لتأمين حدود مصر وكذلك حدود‬
‫الإمبراطورية‪ ،‬ولعل من أشهرهم الملك تحتمس الثالث من عصر الدولة‬
‫الحديثة من الأسرة الثامنة عشر والذي يعده المؤرخون من أعظم الملوك‬
‫المحاربين في العالم القديم والذي وصل بجيشه إلى أعالي الفرات وأطلق‬
‫على نهر الفرات نهر المياه المعكوسة نظراً لأن مياهه تجري من الشمال‬
‫إلى الجنوب بعكس نهر النيل‪ .‬وسجلت حوليات هذا الملك العظيم إقامة أول‬
‫جسور خشبية على الأنهار لعبور الجيش عليها وتضم أيضاً تماثيل ولوحات‬
‫الملك رمسيس الثاني الذي حكم إمبراطورية مترامية الأطراف وقاد أكبر‬
‫معركة حربية في تاريخ العالم القديم بالإضافة إلى الآثار التي تمثل دخول‬

       ‫الهكسوس لمصر وكيفية خروجهم منها على يد الملك أحمس الأول‪.‬‬

‫القسم الفرعوني يضم تماثيل للمعبودة حتحور ربة الفيروز التي قدست في‬
‫سيناء خاصة من عمال ماسات المناجم وينتهي القسم بتمثال ضخم للملك‬
‫نختانبوا الذي يمثل نهاية العصور الفرعوينة ثم يبدأ عرض القسم اليوناني‬
‫الروماني موضحاً به أهم الآثار التي عثر عليها في منطقة البلوزيوم قنطرة‬
‫شرق وكذلك لوحات الفسيفساء والتي تقودنا إلى العصر القبطي‪ ،‬ويضم‬

                                                        ‫‪28‬‬
   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33