Page 36 - سيناء ومدن القناة
P. 36
النبي هارون وغيرها من الاثار الدينية .كما يوجد بها العديد من
المشروعات السياحية الكبرى .وتعتبر أكبر محمية طبيعية في جمهورية
مصر العربية من حيث المساحة.
السياحة الدينية:
تعتبر السياحة الدينية في مقدمة أنواع السياحة التي تتمتع بها المدينة ويمثل
دير سانت كاترين مزاراً هاماً للسائح الذي يتوق للسياحة الدينية وقد بنى في
القرن السادس الميلادي.
دير سانت كاترين:
بعد دخول الإسلام مصر كانت سيناء طريق الحج إلى بلاد الحجاز .ويعتبر
جنوب سيناء ومنذ العصور المسيحية الأولى أحد أهم مناطق الجذب
للرهبان المسيحيين ،حيث شهد القرن الرابع الميلادي ازدياد حركة الرهبنة
خاصة بمناطق (وادي فيران)( ،الطور)( ،جبل موسي) وهي مناطق قريبة
من مصادر المياه ،هذه الرهبنة كانت في الواقع هرباً من بطش الرومان
الذين لم يكونوا قد اعترفوا بالدين الجديد ،ولكي يكون الرهبان قريبين من
تلك المناطق المقدسة وخاصة جبل موسى ،وهذا الجبل الذي ير تفع عن
سطح البحر حوالي 2242متراً.
كان جبل موسي من أهم المناطق التي تختص بوضع مميز ،ليس فقط لدى
المسيحيين بل لدى المسلمين أيضاً بعد ذلك ،فيعتقد أنه الجبل الذي صعد إليه
سيدنا موسى ،وتلقى فوقه ألواح الشريعة الموسوية ،وكذلك فإن الدير يقوم
في رحاب شجرة "العليقة" التي آنس عندها ناراً وعندما بدأت الدعوة
الإسلامية في الانتشار وجد رهبان الدير في الدين الإسلامي كل مودة
وإخاء.
شخصية القديسة كاترين:
عاشت في مدينة الاسكندرية في عهد الامبراطور مكسيمانوس (-503
313م) وأبت أن ترتد عن المسيحية فعذبها الرومان عذاباً شديداً وربطوها
في عجلة التعذيب لتمزق جسدها ،ولم يؤثر ذلك على إيمانها وأخيراً قطعوا
رأسها واستشهدت عام 307م.
وبعد مضي خمسمائة عام ،رأي أحد الرهبان رؤيا بأن الملائكة حملوا
جسدها ووضعوه فوق قمة الجبل المسمى الآن جبل كاترين .فنقل الرهبان
رفاتها إلى كنيسة التجلي الحالية ،فأصبحت منذ ذلك العهد تسمى كنيسة
36