Page 62 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 62

واما المطربة وحيدة خليل فقد غنت من كل ته ومن الحان عباس جميل اغنية: ما  صحت  ه أحا جا وين أهلنا ...... جا وين، جا وين أهلنا ..... ولف الجهل بالدار وأبعد ظعنا حملتوا يا أهلي بليل والولف غافي ..... اسهر وخلي ينام نوم العوافي يا الواشي عاد ارتاح واضحك بالفراق ..... حسبالك اترجاك ولحبك اشتاق
توفي جبوري عام 1979 عن عمر 62 عاما، والآن لا يذكره كث ون، ولا يعرف كث ون انه كان واحدا من اثن  وقفا خلف شهرة ناظم الغزالي، اما الثا  فهو الملحن ناظم نعيم وقد توفي بسبب الكورونا في دار للمسن   دينة ديترويت الأمريكية، في شهر نيسان من عام الكورونا، عن عمر 95 عاما، قضى اواخرها وهو يحن لأيام الشهرة والطرب الاصيل مع الفنان القدير ناظم الغزالي.
بغداديات 40
مثل صندوق العرس ينباع خردة عشق من  ضي السن !
كلنا يعرف الحزن شخصيا، وبعضنا لازمه، كل الناس، كل الشعوب تعرف الحزن، وجربته مرة او مرات، ولكن العراقي خ  من يحترف الحزن، واقدر من يستطيع التعب  عنه شعرا وموسيقى وغناء. يقول مظفر النواب في احدى قصائده: مو حزن لكن حزين... مثل ما تنقطع ج ّوا المطر ش ّدة ياسم  مو حزن لكن حزين ... مثل صندوق العرس ينباع خردة عشق من  ضي السن !   يفشل الفنان سعدون جابر في اداء اية اغنية سوى هذه، ر ا لأنه تواطأ مع الملحن في محاولة تناسي ما في هذه الكل ت من حزن، فلم يستطع اللحن ومن بعده الاداء الانصهار مع الكل ت، لتظل القصيدة سيدة نفسها دون تلح . مظفر الحزين لا يستطيع الابتعاد عن الحزن حتى في امنياته على ابواب السنة الجديدة: يا إلهي ان لي أمنية ثالثة ان يرجع اللحن عراقياً وان كان حزين ... ولقد شط المذاق   يعد يذكر  منذ اختلفنا أحد في الحفل ... غ  الإحتراق كان حفلاً أممياً إ ا قد دعي النفط ... و  يدع العراق يصف النواب الشعر بانه فرح الحياة وحزن الآخرين، ويضيف: جيد اننا نجد وقتا مستقطعا للضحك، في احوالنا هناك الكث  م  يستدعي البكاء، ولكن حزن العراق جريء وغ  مستسلم، كحزن الحس ، انا عل   وبعيد عن الطائفية، وارى في الحس  وجيفارا مثلا عليا. سعدون جابر الحاصل على الماجست  والدكتوراه من لندن والقاهرة في موضوع الاغنية العراقية، يسمي الحزن ذاته شجن، ويرجعه الى ما هو ابعد من لطميات الحزن على مقتل الامام الحس : يفيض النيل في موعده فيفرح المزارعون، ويغني عبد الوهاب »محلاها عيشة الفلاح« واما دجلة والفرات فيفيضان في غ  اوانه  فيب  فلاحو العراق، ويغني مطربهم حض ي ابو عزيز: تتعب، وتعبك موش إلك عمي يا فلاح ... بعدهم لا تظن اهجع وارتاح وللغ  الثمر واتعب يا فلاح ... كل ذاك التعب يا وسفتي راح سعدون جابر ومنذ سنوات ضيع وطنه واصبح حاله كحال طيوره المهاجرة التي تبحث عن اعشاشها، آخر ما غناه كان قصيدة صبر ايوب للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد مستندا الى موروث شعبي عراقي عن مخر ٍز نُسي تحت الحمولة على ظهر جمل: قالواوظ َّل..و تشعربهالإبُل.... شي،وحاديِهيحدو..وهويحتمُل.. ومخرُزالموِتفيجنبيهينشتُل....حتىأناخبباِبالدارإذوصلوا وعندماأبصروافيَضالدماَجفلوا....صَبرالعراقصبوٌرأنتياجمُل! صَبرالعراقوفيَجنبيِهِمخرزُه/يغوُصحتىشغافالقلبينسمُل سألوا الشاعر كريم العراقي: لماذا أغانيكم حزينة؟ فأجاب بقصيدة مطلعها:
64


































































































   60   61   62   63   64