Page 62 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني
P. 62

‫اتفداوقليياةت‬

‫– أ َّن العد َل القائ َم على الرحم ِة هو السبي ُل الواج ُب ا ِّتبا ُعه لل ُوصو ِل إلى حيا ٍة‬                           ‫كما ُنعل ُن – وب َحز ٍم – أ َّن الأديا َن لم َتكُ ْن أبَ ًدا َبرِي ًدا لل ُح ُرو ِب أو باعث ًة لم َشا ِع ِر‬
                                                          ‫كريم ٍة‪ ،‬يح ُّق لكُ ِّل إنسا ٍن أن َي ْح َيا فى َك َن ِفه‪.‬‬   ‫الكَرا ِهي ِة والعدا ِء والتع ُّص ِب‪ ،‬أو ُم ِثير ًة لل ُع ْن ِف وإراق ِة ال ِّدما ِء‪ ،‬فهذه الم َآ ِسى َح ِصيلَةُ‬
‫– أ َّن الحوارَ والتفا ُه َم ونش َر ثقاف ِة التسا ُم ِح و َق ُبو ِل الآ َخ ِر والتعا ُي ِش بين‬                         ‫الان ِحرا ِف عن التعالي ِم ال ِّدي ِن َّية‪ ،‬ونتيجةُ اس ِتغلا ِل الأديا ِن فى ال ِّسيا َس ِة‪ ،‬وكذا‬
‫النا ِس‪ ،‬من شأ ِنه أن ُيس ِه َم فى احتوا ِء كثي ٍر من المشكلا ِت الاجتماع َّية والسياس َّية‬                            ‫تأويلا ُت طائف ٍة من ِرجالا ِت ال ِّدي ِن – فى بعض َمرا ِح ِل التاري ِخ – م َّمن و َّظف‬
‫والاقتصاد َّية والبيئ َّية التى ُتا ِص ُر ُجز ًءا كبي ًرا من ال َب َشرِ‪.‬‬                                               ‫ال ِّدي ِن‪،‬‬  ‫علاق َة له ب َص ِحي ِح‬       ‫بما لا‬        ‫األ ِّهديدنا َّيٍفل َدس ْفياِعسا َّلي ٍنةا و ِاسقتللإصتايدا َّي ٍِنة‬  ‫بع ُضهم ال ُّش ُعو َر‬
‫– أ َّن الحوا َر بين الم ُؤ ِمنين َيع ِنى التلاق َي فى المساح ِة الهائل ِة لل ِق َي ِم ال ُّروح َّي ِة‬                 ‫ُنطا ِل ُب‬   ‫َض ِّيق ٍة؛ لذا فنح ُن‬       ‫ُدنيو َّي ٍة‬                                                                        ‫من أج ِل َت ِقي ِق‬
‫والإنسان َّي ِة والاجتماع َّي ِة الم ُشت َرك ِة‪ ،‬واستثمارَ ذلك فى َن ْشرِ الأخلا ِق وال َفضائ ِل‬                       ‫الجمي َع ب َو ْق ِف استخدا ِم الأديا ِن فى تأجي ِج الكراهي ِة وال ُع ْن ِف والتط ُّر ِف والتع ُّص ِب‬
‫ال ُعلْ َيا التى تدعو إليها الأديا ُن‪ ،‬و َت ُّن َب ال َج َد ِل ال َع ِقي ِم‪.‬‬                                           ‫الأعمى‪ ،‬والكَ ِّف عن استخدا ِم اس ِم الله لتبريرِ أعما ِل القت ِل والتشري ِد والإرها ِب‬
‫– أ َّن حماي َة ُدو ِر العباد ِة‪ ،‬من َمعا ِب َد و َكنا ِئ َس و َمسا ِج َد‪ ،‬واج ٌب َتك ُفلُه ُك ُّل الأديا ِن‬           ‫وال َب ْط ِش؛ لإيما ِننا الم ُش َت َر ِك بأ َّن الله لم َي ْخلُ ِق النا َس ل ُي َق َّتلوا أو ل َي َتقا َتلُوا أو ُيع َّذبُوا‬
‫وال ِق َي ِم الإنسان َّي ِة والم َ َواثي ِق والأعرا ِف الدول َّي ِة‪ ،‬وك ُّل محاول ٍة للتع ُّر ِض ِل ُدو ِر العباد ِة‪،‬‬  ‫أو ُيض َّي َق عليهم فى َحيا ِتهم و َمعا ِشهم‪ ،‬وأ َّنه – َع َّز و َج َّل – فى ِغ ًنى ع َّمن ُي َدا ِف ُع‬
‫واستهدا ِفها بالاعتدا ِء أو التفجي ِر أو التهديمِ‪ ،‬هى ُخرو ٌج َصرِي ٌح عن تعالي ِم‬                                                                               ‫عنه أو ُي ْر ِه ُب الآ َخ ِرين باس ِمه‪.‬‬
                                                          ‫الأديا ِن‪ ،‬وانتها ٌك واض ٌح للقواني ِن الدول َّي ِة‪.‬‬         ‫إ َّن هذه الوثيقة َ‪ ،‬إذ َتع َت ِم ُد ُك َّل ما س َب َقها من َوثا ِئ َق عا َِل َّي ٍة َن َّب َه ْت إلى أهم َّي ِة‬
‫النا ِس‪َ ،‬سوا ٌء فى ال َّش ْر ِق أو ال َغ ْر ِب‪،‬‬          ‫أ َّن الإرها َب ال َب ِغي َض الذى ُيه ِّد ُد أم َن‬    ‫–‬
‫وال ُّر ْع ِب و َت َر ُّق ِب الأَ ْس َو ِأ‪ ،‬ليس ِنتا ًجا‬  ‫ال َّشما ِل وال َجنو ِب‪ ،‬و ُيلا ِح ُقهم بال َف َز ِع‬  ‫وفى‬                         ‫َد ْو ِر الأديا ِن فى ِبنا ِء ال َّسلا ِم العالم ِّي‪ ،‬فإ َّنها ُتؤ ِّك ُد الآتي‪:‬‬
                                                                                                                       ‫إلى التم ُّسك ب ِق َي ِم‬  ‫الصحيح َة للأديا ِن َتد ُعو‬                  ‫التعالي َم‬      ‫– القناع ُة الراسخةُ بأ َّن‬
‫لل ِّدين – حتى وإ ْن رَ َف َع الإرهاب ُّيون لافتا ِته و َل ِب ُسوا شارا ِته – بل هو نتيج ٌة ل َترا ُكمات‬               ‫المشت َر ِك‪ ،‬وتكريس‬       ‫والأُ ُخ َّو ِة الإنسان َّي ِة وال َع ْي ِش‬  ‫الم ُتبا َد ِل‬  ‫السلام وإعلا ِء ِق َي ِم التعا ُّر ِف‬
‫ال ُف ُهو ِم الخاطئ ِة ل ُن ُصو ِص الأديا ِن و ِسياسا ِت ال ُجو ِع وال َف ْق ِر وال ُّظلْ ِم وال َب ْط ِش‬              ‫ال ِحكْ َم ِة وال َع ْد ِل والإحسا ِن‪ ،‬وإيقا ِظ َن ْز َع ِة التد ُّين لدى ال َّن ْش ِء والشبا ِب؛ لحماي ِة‬
‫وال َّتعا ِلي؛ لذا يج ُب َو ْق ُف َد ْع ِم ال َح َركا ِت الإرهاب َّي ِة بالما ِل أو بالسلا ِح أو التخطي ِط‬             ‫الأجيا ِل الجديد ِة من َس ْي َط َر ِة الفكرِ الما ِّد ِّي‪ ،‬ومن َخ َط ِر ِسياسا ِت التر ُّبح الأعمى‬
‫أو التبري ِر‪ ،‬أو بتوفي ِر ال ِغطا ِء الإعلام ِّي لها‪ ،‬واعتبارُ ذلك من ال َجرا ِئ ِم الدول َّي ِة‬                                                 ‫واللا ُمبالا ِة القائم ِة على قانو ِن ال ُق َّو ِة لا على ُق َّو ِة القانو ِن‪.‬‬
‫التى ُته ِّد ُد الأَ ْم َن وال ِّسلْ َم العالم َّيين‪ ،‬ويجب إدان ُة ذلك ال َّتط ُّر ِف بكُ ِّل أشكا ِله و ُص َو ِره‪.‬‬    ‫و ُمارَسةً‪ ،‬وأ َّن ال َّتع ُّد ِد َّي َة‬  ‫وتعبي ًرا‬   ‫َح ٌّق لكُ ِّل إنسا ٍن‪ :‬اعتقا ًدا وفك ًرا‬                               ‫– أ َّن الحر َّي َة‬
‫– أ َّن مفهو َم المواطن ِة يقو ُم على الم ُساوا ِة فى الواجبا ِت وال ُحقو ِق التى َين َع ُم فى‬                         ‫ِحكمةٌ لم َ ِشيئ ٍة إله َّي ٍة‪ ،‬قد‬        ‫واللُّغ ِة‬  ‫ال ِّدي ِن واللَّ ْو ِن والجِن ِس وال ِع ْر ِق‬                          ‫والاختلا َف فى‬
‫ِظلا ِلها الجمي ُع بالعد ِل؛ لذا َي ِج ُب العم ُل على ترسي ِخ مفهو ِم المواطن ِة الكامل ِة‬
‫فى ُمج َت َمعا ِتنا‪ ،‬والتخلِّى عن الاستخدام الإقصائ ِّي لمصطلح «الأقل َّيا ِت» الذى‬                                    ‫َخلَ َق الل ُه الب َش َر عليها‪ ،‬وج َعلَها أص ًل ثاب ًتا َت َتف َّرعُ عنه ُح ُقو ُق ُحر َّي ِة الاعتقا ِد‪،‬‬
‫َيح ِم ُل فى ط َّيا ِته الإحسا َس بال ُع ْز َل ِة وال ُّدون َّية‪ ،‬و ُي ِّه ُد ِل ُب ُذو ِر ال ِف َ ِت وال ِّشقا ِق‪،‬‬    ‫وحر َّي ِة الاختلا ِف‪ ،‬وتجريمِ إكرا ِه النا ِس على ِدي ٍن ب َع ْي ِنه أو ثقاف ٍة ُمح َّدد ٍة‪ ،‬أو‬
                                                                                                                                                                               ‫َف ْر ِض أسلو ٍب حضار ٍّي لا َيق َبلُه الآ َخر‪.‬‬

                                                                                                                                                                                                                                                     ‫أكتوبر ‪622024‬‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67