Page 74 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني نهائي
P. 74
حـكاية
شـعب
بقلم:
أحمد أيوب
رئيس تحرير جريدة الجمهورية
كل عام تختار إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة شعا ًرا ممي ًزا للاحتفال بذكرى انتصارات 6أكتوبر
المجيدة ،يعبر عن الحدث العظيم الذي لن نتوقف عن الاحتفال والاحتفاء به مهما طالت السنون ،لأنه
يؤلم إسرائيل ويذكرها بانهيارها أمام قوة وجسارة جيش مصر الذي لا يعرف مستحي ًل ،والقادر على
ردع كل من يفكر في الاقتراب من أرض مصر.
هذا العام واستمرا ًرا للتميز اختارت الشئون المعنوية شعار «حكاية شعب» وهو تلخيص جديد للانتصار
وسر تحققه بهذا الإبهار والقوة والعبقرية التي مازالت الأكاديميات العسكرية في العالم تتدارسها.
على الدولة ،وقد برهنت السنوات العشر الماضية على وعيه وتماسكه فى الظروف «حكاية شعب» تلخيص شامل للنصر وللجيش الذي حقق هذا النصر ،لأن
الصعبة التي تمر بها المنطقة ،المصريون دائما هم حائط الصد ضد محاولات زعزعة جيش مصر هو شعبها وقوته دائما تأتى من قوة هذا الشعب وتلاحمه وصلابته
وعدم تفريطه في أرضه ،واستعداده للتضحية فى سبيلها ودفا ًعا عن ترابها ،الشعب
الاستقرار والنيل من المؤسسات الدستورية.
هذه الصلابة التي يتمتع بها الشعب المصرى وارتباطه المتين بوطنه وجيشه ليست المصرى هو أصل الحكاية.
غريبة بل هي امتداد لروح أكتوبر وجيل النصر ،وهو ما أكد عليه الرئيس عندما وكما قال الرئيس السيسى فإن كلمة السر دائ ًما في قوة جيش مصر هو تماسك
قال إن روح أكتوبر كامنة في جوهر هذا الشعب ..ومعدنه الأصيل ..تظهر جلية عند الشعب ووقوفه بجانبه ،وهذا هو العهد الدائم بين الجيش والشعب ..رباط مقدس
الشدائد ..معبرة عن قوة الحق ،وعزة النفس وصلابة الإرادة. لا تفريط فيه ..من هذا الشعب يتكون جيش الوطن وتتجسد بطولاته.
يقي ًنا ما حققته مصر فى حرب أكتوبر المجيدة ..سيظل شاه ًدا على قوة إرادة شعب تخصص منذ قديم الأزل في صناعة الأبطال ..الذين لم يستسلموا يو ًما
الشعب المصري ..وكفاءة قواته المسلحة ..وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق لهزيمة ولم يقبلوا الانكسار ،وفي كل ميدان صنعوا المجد وتركوا بصمتهم الخالدة،
والتنفيذ المحكم ،كما سيظل ما فعله المصريون فى مواجهة الجماعة الإرهابية في أيام قليلة بعد نكسة 1967انتفض الرجال ليحاصروا العدو بجحيم اسمه حرب
والتنظيمات المرتبطة بها دلي ًل على أن هذا الشعب الجبار هو سند دولته القوى الاستنزاف كبده خسائر ضخمة قبل أن تحرق نيران 6أكتوبر جيش الاحتلال وتكسر
والمدافع الصلد عنها. غروره وتلقنه درسا لن ينساه.
ولأن المواطن المصرى دائما هو رهان الانتصار الذي لا يخيب في كل المعارك هذا الشعب هو الذى تحمل كل المتاعب والمصاعب بعد نكسة 67ورفض أن
عسكرية أو عمرانية ..فالرئيس حريص دائ ًما على أن يتباهى به ويصفه بالبطل يتخلى عن وطنه ،بل وقف سن ًدا للجيش والقيادة ،ورفع شعارًا لم يتنازل عنه «لا
ويقدم له كل الحقائق ،ويضعه فى الصورة كاملة ..ويشرح له ما تواجهه الدولة من صوت يعلو فوق صوت تحرير الأرض» ..لم يطالب الشعب بميزات له ولم يضغط
تحديات غير مسبوقة وما تتعرض له من مخاطر ،إيما ًنا من الرئيس بأن المواطن على الحكومة من أجل أسعار أو توفير سلع ،لم يرفض أبناء مدن القناة قرار التهجير،
المصرى يمتلك الوعى وعندما يدرك الحقائق ،فهو قادر على أن يغير الواقع ويقهر كانوا يضغطون فقط من أجل قرار واحد ..هو ضرورة خوض الحرب واستعادة
المستحيل ويفرض الإرادة المصرية بصموده وصلابته ليحمى بلده. الأرض وكرامة الوطن.
الخلاصة أن الشعب هو بطل الحكاية من البداية إلى النهاية من نصر أكتوبر ولأن مصر ولادة ،وبطون نسائها محرم عليها ألا تلد إلا الأبطال ،فمازالت بطولات
إلى هزيمة الإرهاب وتطهير الأرض منه ،وصولا إلى معركة الإصلاح الاقتصادى الشعب متواصلة ،دع ًما وسن ًدا لدولته ،شعب مصر في 2024امتداد للآباء والأجداد
وإعادة بناء الدولة ..وهو البطل في التصدى لكل المؤامرات والتحديات ،ومساندة في أكتوبر ،73لا يفرط في بلده ولا يقبل المساس به ،يثق في جيشه ويسانده بلا حدود
قادته الوطنيين ،لذلك يحرص الرئيس دائما على دعم هذا البطل ومساندته والوقوف ويصطف خلف قيادته دفا ًعا عن الوطن وسلامته واستقراره في عصر مليء بالأزمات
بجانبه لأنه يستحق كل الدعم ..ولهذا كان طبيع ًيا أن يكون شعار الاحتفال بالنصر والصراعات والتحديات الصعبة ،والاستهداف المباشر للدولة المصرية ،ولهذا ..وكما
قال الرئيس السيسى فإن الشعب المصرى هو محور الارتكاز الاستراتيجي للحفاظ
«حكاية شعب» تقدي ًرا للمصريين أصحاب الفضل في كل انتصار بعد إرادة الله.
أكتوبر 2024
74