Page 73 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني نهائي
P. 73
نقدم فى هذا الباب من مجلة « ثقافة قانونية لأحد أهم إصدارات المكتبة
القانونية مؤخ ًرا وهو كتاب « المواجهة القانونية لظاهرة الفساد « للمستشار
الدكتور عبد المجيد محمود – النائب العام الأسبق ،الصادر فى موسوعة الثقافة
القانونية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .
ولم نجد ما نقدم به الكتاب من تلك المقدمة الشاملة التى كتبها المؤلف موض ًحا
بها الجوانب المختلفة لموضوع الكتاب .
السياسية والسلطة التنفيذية ،وتم اختيار أفضل العناصر لتولى منصب القضاء، الذى فيه الإشتراك فى أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم فى الحقوق وإن
واتبع القاضى فى حكمه الأسلوب المطلق من حيث الإجتهاد كما فعل القضاة لم تشترك فى إثم ،ولهذا قيل :إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ،ولا
فى عصر الخلفاء الراشدين. يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة ،ويقال :الدنيا تدوم مع العدل والكفر ،ولا تدوم
وفى العصر العباسى الثانى تأثر القضاء بالسياسة ،وأصبح الخلفاء يتدخلون مع الظلم والإسلام».
فى شؤون القضاء ،وأجبروا القضاة فى كثير من الأحيان على السير وفق رغباتهم، وللإنسان حقوق وحريات أساسية لا يجوز الإعتداء عليها من قبل الغير ،وحرية
مما أدى إلى اعتذار الكثير من القضاة فى ذلك العهد عن قبول التعيين فى المسلم فى المجتمع الإسلامى ظهرت فى وجوه عديدة ،فهناك الحرية السياسية
المناصب القضائية مع علمهم بمكانة ومنزلة هذا المنصب بين الناس ،خشية التى تتجلى فى مبدأ الشورى ،يقول تعالى فى كتابه العزيزَ ﴿ :وا َّل ِذي َن ا ْس َت َجا ُبوا
ِل َربِّ ِه ْم َوأَ َقا ُموا ال َّصلا َة َوأَ ْم ُر ُه ْم ُشورَى َب ْي َن ُه ْم َو ِ َّما رَ َز ْق َنا ُه ْم ُين ِف ُقو َن﴾ [الشورى.]38:
تدخل الخلفاء فى أحكامهم القضائية.
وفى عصر الأندلس ،أشترط فى تعيين القاضى أن يكون متعم ًقا فى الفقه وهناك حرية الفكر ،فالقرآن دعا الناس أن يت َّدبروا الأمو َر بعقولهم ،حيث
مشهو ًدا له بالنزاهة والإستقامة ،حيث كان للقضاء فى الأندلس مركز ممتاز ،وكان أَ ْع َت ْد َنا ِم ُسن َرارَِّدبِّ ُقكُ َهْما َفَوَِإمنن َي َْشساَتءِغي َفُثلْ ُوياْؤ ُيِم َغان ُث َوواَم ِن َبا َءشا َكءا ْلَفُ ْلْه َي ِلكْ َيُف ْْرش ِِوإ َّناى قال تعالىَ ﴿:و ُق ِل ا ْ َل ُّق
يطلق على قاضى القضاة اسم (قاضى الجماعة) ..وفى الدولة العثمانية أصبح ا ْل ُو ُجو َه ِلل َّظا ِلِي َن َنارًا َأ َحا َط ِب ِه ْم
للمؤسسة القضائية شأن كبير ،حيث قامت هذه الدولة على أسس إسلامية، ِبئْ َس ال َّش َرا ُب َو َسا َء ْت ُم ْر َت َف ًقا﴾[الكهف.]29:
وتبوأ القضاة الذين عرفوا (بفئة العلماء) مكانة مهمة فى المجتمع. كما توجد حرية التعليم ،فمن حق كل فرد من أفراد المجتمع أن يتلقى تعلي ًما
أما فى الباب الرابع تناولت نماذج مشرقة من عدل الرسول ﷺ والخلفاء جي ًدا يرقى بمستواه الفكرى والثقافى والعلمي ،والتعليم غير مقصور على فئة
الراشدين ،يتضمن الفصل الأول نماذج من عدل وقضاء الرسول ﷺ ،وفى الفصل معينة لأنه كالماء والهواء فلا غنى للإنسان عن التعليم فى حياته.
الثانى نماذج من عدل وقضاء أبى بكر الصديق ،والفصل الثالث :نماذج من عدل وهناك حرية التملّك الذى هو حق لكل إنسان ،وحرية العمل فى الأماكن المناسبة
وقضاء عمر بن الخطاب ،والفصل الرابع :نماذج من عدل وقضاء عثمان بن عفان، للأشخاص للكسب الحلال ،سواء كان ذلك فى بلادهم ،أو عن طريق السفر
وفى الفصل الخامس :نماذج من عدل وقضاء على رضى الله عنه ،وفى الفصل َلخكُا ُومراهجْنلَاالرْبكل َاضدحذُ َ،لريلوًاةليا َفلمانع ْمعقيهُشمدوةام ِافلننىاذبَلم َعناةكِك ِبمَحهاانك َوٌمقُكلُوووللاا ِاملقالننه ِرّو ْزتنِق،ع ِاهلق َواِىإَ:لل ْي ِ﴿تَهعلااللُِّنإىْكُـ:شـوَر﴿ارُ َه ُه﴾َو ِف[االَّلىم ِلذالىك ِّ:ديَ5ج ِنَ1ع] َ.ل﴾
السادس :عدل الخليفة عمر بن عبد العزيز ثامن الخلفاء الأمويين ،والتى كانت
سيرته أشبه بمسيرة الخلفاء الراشدين الأوائل؛ فأصبح يل ّقب بالخليفة الراشدى
الخامس ،واعتبره الكثير من الناس المجدد للدولة الإسلامية. [البقرة .]256:والإكراه يكون بالضغط الماد ّي والروح ّي ،فما دامت تعالي ُم الإسلام
وعرضت فى الباب الخامس :براعة القضاة فى التاريخ الإسلامي ،كالقاضى وفاليبضقحةعلمىفع ّصقلية،دتفهل،غقيارلالتمعاسللمى:أ﴿ن َويَلتْو ّدب َشرا َءهارَ ُّبوي َكف َهلم َمهاَنَ ،مفإننِفىشااْءلَفْرليؤِضم ُكلنُُّ،ه ْموإ َنج ِميشاًعءا
شريح بن الحارث ،والقاضى كعب بن سور ،القاضى شريك بن عبد الله ،القاضى
بن عبد البلوطي ،القاضى أبى بكر الباقلاني ،القاضى سوار سعيد بن ُم ْن ِذ ٌر ُتالكْباِر ُهبالاَّنلاثالَسث َحتَّتحٰىد َثيكُتو ُنعوان ُتماْؤرِمي ِنخي َانلق﴾ [يضاوءن وتس:ط9و9ر]ه.، َأ َفأَن َت
ا ْلسود، الله ،القاضى ابن شبرمة ،ال َقا ِضى ُسلَ ْي َمان بن وفى
بداية
القاضى إياس بن معاوية ،وابن خلدون قاضى قضاة من القضاء فى العصر الروماني،
المالكية بمصر. وكـان يقصد بالسلطة القضائية
وفى الباب السادس تناولت :استقلال القضاء فى القانون الرومانى الإشـراف
ونزاهة القاضى بين الشريعة والقانون ،فوظيفة على القضاء ،ومعناها الحرفى
القاضى تعتبر من أسمى المناصب التى تساعد على «النطق بالقانون» ،أما فى العصر
تمكين سيادة القوانين لحفظ الأمن والإستقرار فى الجاهلي ،فكان هناك اضطراب
المجتمع ،وترسيخ السلام والقيم الإنسانية النبيلة فى القضاء ،لعدم وجـود مصدر
التى ينبغى أن تسود بيننا ،بواسطة أحكامه التى قانونى معين يستند إليه ،ولتعدد
يصدرها لحفظ الحقوق بين الناس وصيانتها ،وفى جهات التقاضى ،وعدم وجود سلطة
هذا السياق يقول ميرابو عالم القانون الوضعى: تتولى الإشراف على القضاء وتنفيذ
«الناس فى حاجٍة إلى القضاء ما عاشوا فإذا فرض
أحكامه ،فلم يكن للمجتمع العربى
عليهم لزم أن يحسوا بأنه محل ثقتهم وموضع قبل الإسلام مقومات الدولة ،بل
طمأنينتهم». كان مجتم ًعا بدائ ًيا ،وبالتالى لم تكن
هناك حكومة بالمعنى المتعارف عليه
وتحــت عـنـوان «جـواهـر خـالـدة فـى القضاء
المصري» ،تح َّدثت فى الباب السابع ،عن مبنى دار الآن ،تنفذ أحكام القضاة وتقوم برد
القضاء العالى من الناحية التاريخية والأدبية ،ومدى الحقوق إلى أصحابها.
ارتباط المصريين بهذا المبنى الذى يعتبر قلعة العدالة وفى عصر الإسلام تبوأ القضاء
منزلة رفيعة لأنه ُجعل لهد ٍف نبيل
فى الوطن العربي ،وفى ذات الباب تناولت شخصيات
مهمة فى القضاء المصرى مثل «عبد العزيز فهمى باشا»، وهـو تحقيق العدالة بـن الناس
و «عبد الرزاق السنهورى» ،ثم تناولت فى الفصل الرابع فى الأرض ،وتتمثل فيه الصورة
من الباب السابع مسرحية «السلطان الحائر» التى الحقيقية للتطبيق الصحيح لأحكام
أصدرها توفيق الحكيم عام 1959والتى تعتبر من الله ،وبالفعل قـام بهذه الوظيفة
أبرز المسرحيات التى تحولت إلى خشبة المسرح، المقدسة وأقـام العدل ونفذ حكم
ثم عدت لتناول شخصية وتاريخ القاضى د .وحيد الله تعالى ،فكان مفخرة الأمة فى
رأفت ،ومن بعده المستشار «وجدى عبد الصمد»، تاريخها المجيد ،حتى صار مضرب
فلقد كانوا هم وغيرهم الكثيرين من رجال القضاء المثل فى النزاهة والحياد والعدل
المصري ،مما لا يسعنى ذكرهم فى هذا الجزء من والقسط ،وكان القضاة المسلمون فى
الكتاب ،نموذج للقاضى الشريف الذى اتسم بالنزاهة الغالب نموذ ًجا رائ ًعا ،ومث ًل عال ًيا.
وفى العصر الأموى كانت السلطة
والعفة ،فتحية تقدير وإجالل لمؤسسة القضاء المصرى
ورموزه الأج َّلء الشرفاء. القضائية منفصلة عن السلطة
73