Page 25 - مجلة الثقافة القانونية - العدد الثاني
P. 25

‫ث َهقاد ًيفايةونوحرًا‪،‬صنتوهجمعولأكتسمبتنهالمبالسقمدِةر َةوالعلضى احلمكقِةاوعمنِةوا ًنعابلرلاملأزصمرايني‪.‬ن ‪ ،‬حيوي ُة‬   ‫ُيع ّد الدستو ُر المصرى قلعةَ حصينةً يرتك ُز عليهآ القضاء‪ ،‬حيث يض ُع‬
                                                                                                                                  ‫األمنسا ًسسابرةَالنستأخمًة َللفحىماأيةه امليثِةقاالفثةقاالفم ِةصكرريكةي بز ٍةكأل تسانوسعي ٍاةتلهاب‪.‬نا ِءونمحجنتنم ٍغعتنم ُمزدههذ ٍِهر‬
                                                                                                                                                                                                                                ‫وعاد ٍل‪.‬‬
            ‫وفى هذا الإطار‪ ،‬جاءت المكون الثقافى فى رؤية مصر ‪ ٬ ٢٠٣٠‬حيث‬
            ‫إن الحدي َث عن الثقاف ِة هو حدي ُث عن هوية المجتمع وخصوصيت َه‪ ،‬تعمل الثقافة المصرية على تأسيس منظومة قيم ثقافية إيجابية فى‬
            ‫حيث تشي ُر فى مفهو ِمها الواسع إلى القي ِم والمعتقدات‪ ،‬والأعرا ِف المجتمع المصري‪ ،‬تحترم التنوع والاختلاف وتمكين الإنسان المصرى‬
            ‫والعادا ِت والتقاليد ‪ ،‬والممارسا ِت الم ُشترك ِة بين مجموعة من الناس‪ .‬من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة‪ ،‬وفتح الآفاق أمامه للتفاعل‬

            ‫ُتد ُد لهم ما يحبون ومايكرهون‪ ،‬ومايرغبون فيه ومايرغبون عنه‪ .‬مع معطيات عالمه المعاصر‪ ،‬وإدراك تاريخه وتراثه الحضارى المصري‪،‬‬
            ‫وهكذا‪ ،‬تميز ثقافةُ شع ٍب ما نم َط حيات ِه عن أنما ِط الشعوب الأخرى‪ ٬‬وإكسابه القدرة على الاختيار الحر وتأمين حقه فى ممارسة الثقافة‬
                                                                                                                                  ‫غير أنها لا َتعزل ُه ولا َتق َود ُه إلى حال ِة خصا ٍم مع الثقافات الأخرى‪.‬‬
            ‫وإنتاجها‪ .‬وأن تكون الثقافة مصدر قوة لتحقيق التنمية وقيمة مضافة‬
                    ‫و ُتش ِكّ ُل الثقافةُ رافعةً أساسي ًة للنهض ِة والتقد ِم فى أ ِّي مجتم ٍع‪ .‬للاقتصاد القومى وأساساً لقوة مصر الناعمة إقيمياً ودولياً‪.‬‬
            ‫كما تعمل السياسة الثقافيةُ على تعزيز قيم المواطنة وتعميق الولاء‬                                                       ‫من خلال تكوي ِن وع ٍّي جماع ٍّي‬            ‫الهوي ِة الوطني ِة‪:‬‬   ‫فهى ُتساه ُم فى تعزي ِز‬
            ‫والانتماء للهوي ِة المصرية‪ ،‬وكذا الارتقاء بشتى المجالات الثقافية والفنية‬                                              ‫ُيع ِّز ُز شعو َر المواطني َن بالانتما ِء‬  ‫وثقاف ِت ِه‪ ،‬وهو ّما‬  ‫ِب ُهوي ِة المجتم ِع وتاري ِخ ِه‬
            ‫بشكل إبداعى مبتكر وتنمية الموهوبين والمبدعين‪ .‬كما تعمل على دعم‬                                                        ‫والوحد ِة‪.‬كما تعمل الثقافة على تنمي ِة الإبدا ِع والابتكا ِر و ُتش ِّج ُع على‬

            ‫الصناعات الثقافية ونشرها دون تمييز تحقيقاًللعدالة الثقافية‪ .‬إضافة‬                                                     ‫التفكي ِر النقد ِّي والإبداع ِّي‪ .‬كما أن للثقافة دورًا ُمه ًما فى نش ِر التسام ِح‬
            ‫إلى تعزيز مكانة قوة مصر الناعمة وتحقيق ريادتها على الخريطة‬                                                            ‫والاعتدا ِل‪ :‬حيث ُتع ِّز ُز قي َم التسام ِح والاحترا ِم للآخ ِر‪ ،‬م ّما ُيساه ُم‬
                                                                                                                                  ‫فى خل ِق مجتم ٍع أكث َر عدلاً وانسجاماً‪ .‬وأخيرا‪ُ ٬‬تشك ُل الثقافةُ جسراً‬
                                                          ‫الثقافية العالمية‪.‬‬                                                      ‫للتواص ِل بي َن مختل ِف فئا ِت المجتم ِع‪ ،‬م ّما ُيساه ُم فى تعزي ِز والتفاه ِم‬
            ‫‪ ‬عديد ٌة هى الأسباب التى يمكن َسو ُقها لحماي ِة ال ُهوي ِة الثقافية‬
            ‫لجماع ِة معينة أو لشعب‪ ،‬فحماي ُة هذه الخصوصية بشك ٍل عام هو الذى‬                                                                   ‫والتعاو ِن فيما بينهم كما تدعم ثقافةَ الحوا ِر مع الآخر‪.‬‬
            ‫يحف ُظ على الجماع ٍة ذاتيتها وتفر ِدها‪ ،‬ويحو ُل دون اعتبار جميع البشر‬
                                                                                                                                                                              ‫السيدات والسادة ‪...‬‬
            ‫لقد كانت قو ُة مصر الناعمة دو ًما سب ًبا فى ريا ِدتها الثقافي ِة والفني ِة‪ ،‬نمطاً واحداً أو ُنسخاً ُمكررة أو قوالب ثابته‪ .‬إلى جان ِب أن هذه الحماية‬
            ‫وامتد تأثي ُرها الطاغى ليتجاو َز حدو َد مصر إلى العالم العربى وإفريقيا تمثل حائط ال َص ّد الأول ضد الأفكار اله َّدامة الدخيلة على الجماعة‪،‬‬
            ‫والتى ت ُه ُدف إلى ال َني ِل من استقرا ٍرها الاجتماعي‪ ،‬أو تخريب منظوم ِتها‬                                            ‫تمتل ُك إر ًثا ثقاف ًيا‬  ‫ولا شك أن مص َر‬    ‫بل ومنطقة الشرق الأوسط بأسرِها‪.‬‬
                           ‫الدينية والأخلاقية‪ ،‬وتدمير ملامح الذوق العام فيها‪.‬‬                                                     ‫من الزمان‪ .‬وتع ُد‬        ‫عبر عقوٍد طويل ٍة‬  ‫وفكريا وفن ًيا متفر ًدا ومتنو ًعا‪ ،‬تراك َم‬

            ‫ولقد أكد الدستو ُر المصرى على أهمي ٍة هذه ال ُهوية الثقافية‪ ،‬باعتبارها‬                                                ‫الصناعات الثقافية والابداعية المصدر الرئيس لهذه القوة الناعمة‪.‬‬
            ‫عنص ًرا أساس ًيا فى بناء الشخصية الوطنية‪ .‬تلتزم الدولة بحمايتها‬
            ‫وترسيخ دعائمها‪ .‬جاء ذلك فى المادتين الثانية و الثالثة من دستور‪٢٠١٤‬‬                                                    ‫لقد عرفت مص ُر الصناعات الثقافية من ُذ أم ٍد بعي‪ ،‬بدأ مع بدايا ِت‬
            ‫‪ ،‬باعتبار اللغة العربية لغة رسمية للدولة والدين الإسلامى مصدرا‬                                                        ‫القرن التاسع عشر بإنشا ِء مطبعة بولاق عام ‪ ،١٨٢٢‬ثم أنشأت دا ًرا‬

            ‫للكتب الوطنية ( الكُتبخانة الخديوية) عام ‪ .١٨٧٠‬كما ع ِرفت صناعات رئيسيا للتشريع‪ ،‬مع النص على أن مبادئ شرائع غير المسلمين هى‬

            ‫الموسيقى والغناء عندما استحدثت دارًا للأوبرا الخديوية ‪ ،1869‬مثلما المصدر الرئيس للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية وشئو ِنهم‬
                                                                 ‫عرفت السينما‪ ،‬حيث شهدت الإسكندري ُة ثانى عرض سينمائى فى الدينية‪.‬‬
            ‫كما أكد الدستورُ المصرى ذات ُه على أهمي ِة الثقافة باعتبا ِرها جوهرِ‬
            ‫الدولة‬  ‫على‬  ‫الح ُهموايي ِتةهالمودصعريمةه‪.،‬وبفامعنتبتاأركهيا ًدح ًعقلا أىصحي ًِقلاللمكوالطم ِونافطىن‪،‬الوثواقاجفًبِةا‬  ‫العالم ‪ ٬١٨٩٦‬بعد العرض الأول للأخوين لوميير فى باريس بعا ٍم‬
            ‫خلال‬    ‫من‬                                                                                                            ‫واحد‪ .‬ويأتى القر ُن العشرين ليشه َد ظهورَ وسا َئل متعددة لإتاح ِة الم ُنتج‬
                                                                                                                                  ‫الثقافي‪ .‬فمن عدة دور للصحف فى العشرينيات ل ِبدء الإذاعة المصرية‬
            ‫المادة ( ‪ ) 48‬على أن «الثقاف ُة ح ُق لكل مواطن‪ ،‬تكفله الدولةُ وتلتزم‬
            ‫بدع ٍمه وبإتاح ِة المواد الثقافية بجميع أنواعها لمختلف فئات الشعب‪،‬‬                                                    ‫عام ‪ 1934‬وانتها ًء بظهور التلفزيون فى ‪ .1960‬كما كان للتراث الثقافى‬
            ‫دون تمييز بسبب القدر ِة المالية أو الموقع الجغرافى أو غير ذلك‪».‬ومرورا‬                                                 ‫بشقيه التراث المـادى والفنون والحـرف التراثية دو ًرا مهما فى هذا‬

                                                                                                                                                                                        ‫الإطار‪.‬‬
            ‫وفى واق ِع الأمر‪ ،‬فإن مص َر تتمت ُع بمخزو ٍن ُتراث ٍي ُمتفرد فى تاري ِخ بحماي ِة الترا ِث الثقافى من خلال المادة (‪ )49‬على التزام الدولة بحماية‬
            ‫الإنسانية‪ .‬ويشهد تاري ُخها القديم‪ :‬الفرعونى والبطلمى والقبطى الآثار والحفاظ عليها‪ ،‬وصيانة تراث مصر الحضارى والثقافى ‪ ،‬المادى‬
            ‫والإسلامى ‪ ٬‬وصولاً إلى العصر الحديث بهذا الت ُفر ِد والتميز‪ .‬وفى والمعنوي‪ ،‬بجمي ِع تنوعات ِه ومراحل ِه الكبرى‪ .‬إلى تعزيز التعددي ِة الثقافي ِة‪:‬‬
            ‫كل مرحل ٍة من مراح ِل التاريخ المصري‪ ٬‬كانت الثقاف ُة والفك ُر والإبداعُ ُتشير المـادة ( ‪ ) 50‬إلى حـر ِص الدول ِة على الحفا ِظ على مكونات‬
                      ‫حاضر ًة وبقوة‪ ٬‬وكانت هى دو ًما رو ُح الحضارة المصرية‪ .‬بل أن مص َر التعددية الثقافي ِة فى مصر‪ ،‬ودعم الإبداع والإنتاج الثقافي‪.‬‬
            ‫كذلك نصت المـادة ‪ 65‬على أن حرية الفكر والـرأى مكفولة‪ ،‬ولك ِل‬                                                          ‫يدع ُمها‬  ‫بفك ٍر‬  ‫إلا‬    ‫نهضة‬  ‫ولا‬  ‫صناعة‬   ‫لم تنهض إلا بها‪ ٬‬فلا زراعة ولا‬
            ‫إنسان حق التعبير عن رأي ِه قولاً أو كتابةً أو تصوي ًرا أو غير ذلك من‬                                                                                                ‫وثقاف ٍة ُتسندها وإبدا ٍع يعز ُزها‪.‬‬

                                                                  ‫وسائل‪.‬‬                                                          ‫فلقد تميزت مص ُر عبر تاريخها الطويل بتنوع تراثها الثقافي‪ .‬وأسهم‬

            ‫فى هذ التنوع عوام ُل داخلية بيئية واجتماعية‪ ،‬حيث كان تنوعُ سكا ِنها أما المادة ‪ 67‬فقد كفلت حرية الإبداع الفنى والأدبى ‪ ،‬وتلتزم الدولة‬
            ‫واختلا ِفهم ما بين سكان حض ٍر وري ٍف وبدو ‪.‬وكذلك تنوع بيئاتها ما بين بالنهوض بالفنون والآداب‪ ،‬ورعاية المبدعين وحماية إبداعاتهم‪ ،‬وتوفير‬
                         ‫صحراوي ٍة وزراعي ٍة وساحلي ٍة‪ ،‬مع تبيان اللهجات والعادات والتقاليد وسائل التشجيع اللازمة لذلك‪ .‬وهذا غيض من فيض‪.‬‬

                                                     ‫السيدات والسادة‪...‬‬                                                           ‫ففىضلتاًرعسيماخأقسي ِهممالتتنفويعهوااللعاواختملُلاالف‪،‬خاروجميغ ُةذ‪ً ،‬ياواولدتاىع ًتمامثللهات‬  ‫عاملا رئيس ًيا‬
            ‫فى الختام ‪ ،‬إذا كنا نحتفل اليو َم بالقضاء الدستورى المصري‪ ،‬ذلك‬                                                                                                                                                      ‫عبر العصور‪.‬‬
            ‫فى التفاع ِل مع الثقافا ِت المتعددة التى وفدت إلى مصر بطر ٍق مختلفة الدستور الذى يحم ُل مسؤوليةً عظيمةً فى حماي ِة حقوق المواطنين‬

            ‫منذ العصور القديمة‪ .‬وهكذا ‪ ،‬تشكلت مظاه ُر التنوع الثقافى فى وضما ِن سيادة القانون‪ .‬فإننا ُنثم ُن الدو َر الحيوى الذى يقوم به القضا ُء‬
            ‫مصر‪ .‬فمن سيوة للنوبة‪ ،‬ومن القناة للصعيد‪ ،‬ومن سيناء إلى الوج ِه الدستوري‪ ،‬سوا ُء من حيث الرقاب ِة على دستوري ِة القوانين او من حيث‬
            ‫تفسير النصوص الدستورية وتعزيز ثقافة حقو ِق الإنسان‪ ،‬وكذا ضمان‬                                                         ‫البحري‪ ،‬تتنوع الثقافا ُت ويتباين الترا ُث ‪ ..‬تنوعُ وتباي ُن يبدو فى ظاهر ِه‬
            ‫حماية حرية التعبير والحفاظ على حقوق الاقليات‪ ،‬وكلها من الركائز‬                                                        ‫بل انصهارٌ‬  ‫عامل توحي ٍد لا تفريق‪،‬‬          ‫افخىتلباوتًفاق ٍ‪،‬ةلوكانهحدكةا تنرداسئ ًُخماوتفعىز ُزجاولرهور ِهح‬
‫أبريل ‪2024‬‬                                                                                                                                        ‫والهوية المصرية‪.‬‬
                                                         ‫الأساسية للثقافة‪.‬‬

            ‫لقد أصبح هذا التنوع الثقافى واحدا من أهم مظاهر حيوية مصر كما أننا ُنثمن الدور الذى يلعبه حماة هذا القضاء الشامخ فى دعم‬
            ‫الثقافية‪ ،٬‬هذه الحيوية التى جعلت مصر متفرد ًة فى منطق ِتها ورائد ًة الإبداع والإنتاج الثقافي‪ ،‬وتعزيز التعددي ِة الثقافية‪ ،‬فتلك هى الضمان ُة‬
            ‫فيها‪ ،‬بل جعلتها البوابةَ الثقافي َة الرئيسيةَ لها ‪ ،‬حيويةُ ثقافية شكلت الوحيد ُة لكى ُتاف َظ مص ُر على ُهوي ِتها الثقافي ِة الم ُتفردة‪ ٬‬ولكى ُتصب َح‬
‫وجدان الشعب المصرى وجعلت من موسيقا ِه وأغانيه قانو ًنا ومن كلما ِته نموذ ًجا ُيحتذى به فى احترام الثقاف ِة وحماي ِة حقوق الإنسان‪25 .‬‬
   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30