Page 27 - مجلة الثقافة القانونية - العدد الثاني
P. 27

‫المنظورة أمامه دون غيرها‪ ،‬لكن لاشأن له بالحكم بعدم‬
                                                                                                                                                                                               ‫دستورية القانون بوجه عام‪.‬‬
                                                                                                                                                             ‫تلقف الفقه والقضاء‪ ،‬هذه الفكرة وترددت أصدائها‪،‬‬
                                                                                                                                                             ‫فى كتابات الفقه‪ ،‬وفى أحكام المحاكم‪ ،‬فقد ذهب غالبية‬
                                                                                                                                                             ‫الفقه إلى الاعتراف للقضاء بحقه فى الرقابة على‬
                                                                                                                                                             ‫دستورية القوانين‪ ،‬وقد ذهب أيضاً هذا الفريق إلى‬
                                                                                                                                                             ‫تفنيد حجج الفريق المعارض ‪ ،‬والقول بحجج جديدة‬
                                                                                                                                                             ‫وقوية لتأييد حق القضاء فى الرقابة ‪.‬ونتعرض لأهم‬
                                                                                                                                                                                       ‫الحجج التى قال بها كلا الفريقين‬
                                                                                                                                                             ‫المرحلــــــــــــــة الثانيــــــــــــة‬
                                                                                                                                                             ‫المحكمـــــــــــة العليـــــــــــــــــا‬
                                                                                                                                                             ‫بعد أن تأكد حق القضاء فى رقابة دستورية القوانين‬
                                                                                                                                                             ‫بطريق الامتناع أو بالنسبة لجميع المحاكم بمختلف‬
                                                                                                                                                             ‫درجاتها‪ ،‬صدر القرار بقانون رقم ‪ 81‬لسنة ‪ 1969‬بإنشاء‬
                                                                                                                                                             ‫المحكمة العليا واختصها المشرع بمفردها بمهمة الرقابة‬
                                                                                                                                                             ‫على دستورية القوانين‪ ،‬ومن هنا بدأت مركزية الرقابة‬
                                                                                                                                                             ‫القضائية على دستورية القوانين‪ ،‬وانتهت رقابة الامتناع‬
                                                                                                                                                             ‫وحرم على المحاكم المختلطة الفصل فى أمر الرقابة‬
                                                                                                                                                                                                         ‫الدستورية‪.‬‬
                                                                                                                                                             ‫‪ -‬وهـــــــــــــــذه هـــــــــى بدايـــــــــة مرحلـــــــــة القضـــــــــاء‬
                                                                                                                                                             ‫الدستـــــــــورى المتخصـــــــــص فـــــــــى مصـــــــــر‪.‬‬
                                                                                                                                                             ‫لكن ومـع كـل الأسـف – استقبل الفقه والقضاء‬
                                                                                                                                                             ‫هذه المحكمة العليا بالشك والريبة وفى جو مشحون‬
                                                                                                                                                                                                         ‫بالغضب‪....‬‬
            ‫ماهو الغرض من وجودها فى هذا التوقيت بالذات؟ فأحكام المحكمة العليا موجودة‪ ،‬وناطقة بما قررته من لا يجوز ندب أو إعارة نواب رئيس المحكمة إلا للأعمال‬
            ‫القانونية بالهيئات الدولية أو للدول الأجنبية أو للقيام‬                                                        ‫هل يقصد من ورائها حماية الحقوق والحريات؟ أم مبادئ عظيمة ‪.‬‬
            ‫بمهام علمية وفى ذلك مراعاة لعدم التأثير عليهم فضلاً‬     ‫المرحلــــــــــة الثالثــــــــــة‬
                                                                    ‫الرقابــــــــــة فــــــــــى ظــــــــــل المحكمـــــــــة‬                             ‫يقصد‪ -‬وهـذا ما أكـده بعض الفقه – التغطية على‬
            ‫عن تفرغهم لمهمة الرقابة‪.‬‬                                                                                                                         ‫القرارات الأخـرى التى واكبت صدور القرار بقانون‬
            ‫حقوق الأعضاء وواجباتهم وما يتعلق بالتقاعد والرد‬         ‫الدستوريــــــــــة العليــــــــــا‬
                                                                                                                                                             ‫رقـم ‪ 81‬لسنة ‪ 1969‬والتى من أهمها قـرار رئيس‬
            ‫الجمهورية بالقانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪ 1969‬الذى أنشأ وهى المرحلة الحالية والتى بـدأت من عام ‪ 1979‬والمخاصمة تجرى على ذات ما يجرى بالنسبة لمستشارى‬
            ‫المجلس الأعلى للهيئات القضائية ليتولى الإشراف على حتى الآن‪ .‬وهى مرحلة تناولها الكثيرون فى العديد محكمة النقض‪.‬‬
            ‫المحكمة هى المنوط بها إلغاء القرارات الإدارية النهائية‬  ‫من المناسبات فلا محل لتناولها بالتفصيل‪:‬‬                                                                                          ‫الهيئات القضائية‪....‬‬

            ‫المتعلقة بأى شأن من شئونهم ‪ .‬وكذلك المنازعات المتعلقة‬   ‫عليوإهانماال تدتمسايتزيرهاذلمهتاعلمارقبحةلةب بداأينةهاممنقندنةستدورستىور‪ً1‬يا‪7‬إ‪9‬ذ‪1‬نحصتىت‬  ‫والقرار بالقانون رقم ‪ 83‬لسنة ‪ 1969‬الذى تولى من‬
                ‫بمرتباتهم ومعاشاتهم والمستحقين عن الأعضاء ‪.‬‬                                                                                                  ‫خلاله رئيس الجمهورية إعادة تشكيل الهيئات القضائية‬
            ‫دستور ‪ 2014‬الذى تناول المحكمة الدستورية العليا فى محاكمة الأعضاء منوط بالجمعية العامة للمحكمة‪.‬‬
                                                                                                                                                                                               ‫فيما عرف بمذبحة القضاة‪.‬‬
            ‫خاصة وأن أداة تشكيل المحكمة العليا واختصاصاتها خمسة مواد من ‪ 195 :191‬مبي ًنا كل ما يتعلق بها من أنها نص القانون على ضمانة عامة هى أن تسرى فى‬
            ‫شابه عوار دستورى ‪ ،‬رصده الفقه فى عدة نقاط‪ :‬جهة قضاء مستقلة قائمة بذاتها‪ ،‬ولها موازنة مستقلة شأن أعضاء المحكمة جميع الضمانات والمزايا والحقوق‬
            ‫والواجبات المقررة بالنسبة لمستشارى محكمة النقض‬          ‫وعتناقوصمراهلاجومتعيدةرجالرعاق ًممةا‬  ‫بكامل‬   ‫النواب‬  ‫مجلس‬      ‫‪ ،‬يناقشها‬                ‫تعيين رئيس المحكمة العليا من إطلاقات رئيس‬
                              ‫وف ًقا لقانون السلطة القضائية ‪.‬‬                                             ‫للدولة‬  ‫العامة‬  ‫الموازنة‬  ‫واح ًدا فى‬                      ‫الجمهورية‪ ،‬بدون التقيد حتى بسن التقاعد‪.‬‬
            ‫اختصاصات المحكمة ‪:‬‬                                                                                    ‫العضوية فى المحكمة العليا لمدة ثلاث سنوات فقط‪ .‬للمحكمة على شئونها‪.‬‬
            ‫قابلة للتجديد مما كان يعرض أعضاء المحكمة لعزل واختصاصاتها‪ ،‬وتشكيلها ‪ ،‬وكيفية اختيار الرئيس الـرقـابـة على دسـتـوريـة الـقـوانـن والـلـوائـح‪ ،‬وهو‬
            ‫اختصاص حصرى وهو الاختصاص الرئيس ‪.‬‬                       ‫ونواب الرئيس‪ ،‬وعوامل استقلالها وحجية أحكامها‬                                             ‫اخلااسضتعقيلنالدائم ًمنا‬  ‫يجعلهم‬  ‫مما‬   ‫دورى كل ثلاث سنوات‬
                        ‫تفسير النصوص التشريعية ‪.‬‬                                                   ‫وآثارها ونشرها‪.‬‬                                                                     ‫ضمانة‬   ‫يفرغ‬  ‫للسلطة التنفيذية مما‬
            ‫وإذا كانت الأمور المتعلقة بالمحكمة الدستورية العليا الفصل فى المنازعات المتعلقة بشئون أعضائها ‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                         ‫مضمونها ‪.‬‬
            ‫أداة الإنشاء ‪ :‬جاءت بأداة أدنى من القانون‪ ،‬وقد قد تم تناولها كثيرون فى الأيام الماضية‪ ،‬فإننا نتناولها الفصل فى تنازع الاختصاص بين جهات القضاء‬
            ‫والهيئات ذات الاختصاص القضائى ‪.‬‬                         ‫ذهب البعض أن رئيس الجمهورية استند فى إصدارها بصورة موجزة فى هذه النقاط السريعة‪:‬‬
            ‫إلى قانون التفويض رقم ‪ 15‬لسنة ‪ ، 1967‬ولم يكن المحكمة الدستورية العليا جهة قضاء مستقلة قائمة الفصل فى النزاع الذى يقوم بشأن تنفيذ حكمين‬
            ‫إنشاء المحاكم من بين الأهداف المنصوص عليها بقانون بذاتها‪ .‬وكلمة قائمة بذاتها مقصود منها أنها لا تتبع نهائيين متناقضين صادر أحدهما من أى جهة من جهات‬
            ‫التفويض‪ ،‬ويكون رئيس الجمهورية – وقتها‪ -‬مغتص ًبا أى من جهات القضاء الأخرى‪ ،‬ولا تتبع الحكومة ولا أية القضاء والأخر من جهة أخرى‪.‬‬
            ‫المنازعات المتعلقة بتنفيذ أحكامها‪ ،‬والقرارات الصادرة‬    ‫وزارة‪ .‬إنما هى مستقلة تما ًما عن الجميع‪.‬‬                                                                           ‫للسلطة بإصداره هذا القرار بقانون ‪.‬‬
            ‫غير أن المحكمة العليا نفضت عن نفسها كل هذه تقوم الجمعية العامة للمحكمة بمهمة وزير المالية منها ‪.‬‬
            ‫الشبهات وأثبتت بحق أنها حارسة وحامية للحقوق فيما يتعلق بالمالية‪ ،‬وكذلك مهمة وزير التنمية الإدارية ويحدد القانون الاختصاصات الأخـرى للمحكمة‪،‬‬
            ‫والحريات للشرعية الدستورية وأصدرت أحكا ًما غاية حتى يتحقق لها الاستقلال المالى بصورة حقيقية لما له وينظم القانون الإجراءات أمامها‪.‬‬
            ‫وبالفعل صدر القانون رقم ‪ 137‬لسنة ‪ 2021‬ليضيف‬             ‫فى الروعة والأهمية فى الفترة التى تولت فيها الرقابة من مردود أكيد على الاستقلال القضائى‪.‬‬
            ‫على دستورية القوانين‪ ،‬والتى مدت رقابتها أي ًضا إلى يختار رئيس المحكمة من بين أقدم خمسة نواب لرئيس اختصا ًصا جدي ًدا يتعلق بالرقابة القضائية على دستورية‬
            ‫اللوائح – والتى بلغت عشر سنوات‪ ،‬وأثبتت أي ًضا أنها المحكمة‪ ،‬ويصدر بالتعيين قرار من رئيس الجمهورية‪ .‬قرارات المنظمات والهيئات الدولية‪ ،‬عن طريق طلب‬
            ‫وأن ولدت من رحم النظام الشمولى أوديكتاتورية القوة ‪ ،‬يختار الأعضاء» نواب رئيس المحكمة» بترشيح من يقدم من رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وذلك بغية عدم الاعتداد‬
            ‫فإن إيمانها كان عمي ًقا بضرورة أن تتحرر فى ممارستها رئيس المحكمة أو بترشيح من الجمعية العامة ‪ ،‬وبصدر بتلك القرارات ‪.‬‬
            ‫المحكمة الدستورية العليا تتشكل من دائرة واحدة‪،‬‬          ‫لوظيفتها القضائية من أغلال السلطة التى أسستها‪ ،‬قرار التعيين من رئيس الجمهورية ‪.‬‬
            ‫فلا تكون صو ًتا لها‪ ،‬ولا تختلط بأنفاسها‪ ،‬بل تستقل الفئات التى يمكن أن يختار منها أعضاء المحكمة‪ :‬ولا يوجد بها دوائر متعددة ‪.‬‬
            ‫عنها بما ينفى تشبيههــــــــا بالأجـــــــــــرام السماويــــــــــة أعضاء الهيئات والجهات القضائية ممن أمضوا فى النصاب القانون لإصدار الحكم هو سبعة أعضاء‬
            ‫وظيفة مستشار أو ما يعادلها خمس سنوات متصلة بما فيهم الرئيس ‪.‬‬                                                                                                                             ‫التى لا تغير من مدارها‬
            ‫كيف تقام الدعوى أمام المحكمة الدستورية العليا؟‬                                                                ‫ومن هنا كان ح ًقا وصدق أن نجعل من يوم ‪ 6‬مارس على الأقل‪.‬‬
            ‫تاريخ أول جلسة عقدتها المحكمة العليا لتباشرعملها‪ ،‬أساتذة القانون الحاليين والسابقين بالجامعات الدفع من جانب الخصوم فى النزاع الموضوعى ‪.‬‬
            ‫يو ًما للقضاء الدستورى المصرى ‪ ،‬وباعتبار أحكام المصرية ممن أمضوا فى وظيفة أستاذ ثمانى سنوات الإحالة من محكمة الموضوع‪.‬‬
            ‫ج‪ -‬التصدى من جانب المحكمة الدستورية العليا ذاتها‪.‬‬                                                             ‫المحكمة العليا ما هى إلا مقدمة ضرورية‪ ،‬لما أصدرته على الأقل‪.‬‬
            ‫المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬ولترتبط ارتبا ًطا وثي ًقا بها‪ .‬المحامون الذى اشتغلوا أمام محكمة النقض والإدارية حكم المحكمة الدستورية ملزم لجميع سلطات الدولة‬
            ‫وللكافة‪ ،‬ويتأثر به كل من هم فى المركز القانونى الذى‬                        ‫العليا عشر سنوات على الأقل‪.‬‬                                           ‫صودلرحدسستنوارل‪1‬ح ـ‪97‬ظ‪ ،1،‬لـليمق ينلنب الثو هـضعذاالالدأسم ـتورر كىثيلل ًرام‪،‬حفكقمةد‬
‫أبريل ‪2024‬‬  ‫يخطابه النص المحكوم فى دستوريته‪ ،‬وله حجية مطلقة ‪.‬‬       ‫لم يحدد الدستور ولا القانون عدد أعضاء المحكمة‬
            ‫العليا‪ ،‬وينص عليها وعلى أنها تباشر رقابتها لحين الدستورية العليا‪ ،‬فالعدد قد يزيد وقد ينقص‪ ،‬والأمر الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا له أثر‬
            ‫رجعى يمتد ليصل إلى تاريخ العمل بالقانون المقضى‬          ‫إنشاء المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬ولينص فى صلبه على فى ذلك بيد الجمعية العامة للمحكمة‪.‬‬
            ‫أعضاء المحكمة « الرئيس والنواب» غير قابلــــــين بعدم دستوريته خاصة فى المجال الجنائى‪.‬‬
                                                                                                                                                                                               ‫المحكمة الدستورية العليا ‪.‬‬
                                                                    ‫ولا نريد أن نطيل أكثر من ذلك فى هذه الجزئية للعــــــــــزل ولا ينقلون إلى وظيفة أخرى إلا بموافقتهم‪.‬‬
‫‪27‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32