Page 16 - مجلة الثقافة القانونية - العدد الثاني
P. 16
وسام الاحترام
اسم الراحل د .أحمد فتحى سرور
سرور من ذهب بقلم:
واحد من أكثر الحريصين على حضور ندواته لأننى إبن كلية الحقوق أحمد أيوب 16
جامعة القاهرة والتى كان يتباهى كل من انتمى اليها فى هذه الفترة،
أوائـل التسعينات من القرن الماضى ،بأنه درس القانون الجنائى على مهما طال الزمن وتغيرت الأحـوال يبقى للذهب بريقه وقيمته،
يد واحد من القامات العلمية ،مثل الدكتور محمود نجيب حسنى أو ولأن الناس معادن فالأغلى بينهم هو من كان معدنه ذهب ،لأنه نفيس
الدكتور أحمد فتحى سرور والـذى كان حضوره طاغيا ،سواء بخبرته لا يصدأ ،والمعدن لا يعنى فقط الأصل أو الأخلاق وإنما القيمة التى
أو أسلوبه ،وثقافته وقدرته على استيعاب الأخرين ،كان على ما تولاه يمثلها والفكر والعلم الـذى يحمله والكاريزما التى تسكنه والرؤية
من أرفع المناصب يتمتع بخلق العلماء وتواضعهم ،فلا يتسلط برأيه الـتـى يتحلى بـهـا ،والـدكـتـور أحـمـد فتحى ســرور واحــد مـن أصـحـاب
بل قادر على الإقناع بما يراه ،لا يحتكر الحقيقة بل مستعد للمناقشة المعدن النفيس ،قيمته لا ينكرها أحد حتى وإن إختلفوا معه سياسيا،
بلا وصاية ،لا يرفض النقد بل يتحمله ولديه من الحجة ما يرد به ،كل يتباهى كل من درس على يـده القانون الجنائى وإجـراءاتـه ،ويرتبط
ندوة كانت درسا فى إدارة الحوار ،وقيمة العلم والشخصية التى تضيف به كل من عمل معه واستزاد من خبرته ونهل من علمه ،ولا ينساه كل
من إقترب منه ،تولى الكثير من المناصب ،رئيس جامعة هى الأعرق،
الى المنصب حتى وإن كان رئيس البرلمان القاهرة ،ووزيرا لوزارة هى الأصعب ،التربية والتعليم ،ورئيسا لمجلس
صحيح تغيرت أمور كثيرة فى بلادنا بعد 25يناير ،2011إختفت الشعب فى فترة هى الأخطر ،ورغم ذلك بقى أحمد فتحى سرور دائما
أسماء وأنطفأت شخصيات وغيب أخرين ،لأنهم جميعا كانوا مرتبطين ماهر فى إدارة كل ملف تولاه ومبدع فى كل قضية تصدى لها ،فالأستاذ
بمناصبهم ونـفـوذهـم ،لكن لأن الـدكـتـور فتحى سـرور كـان واحـدا من الجامعى عندما أصبح وزيـرا قـدم نموذجا للقيادة التنفيذية التى
قلائل اعتمدوا على علمهم وراهـنـوا على إمكانياتهم وقدراتهم فلم تمتلك مشروعا متكاملا والـقـادرة على التعامل مع أصعب المواقف،
ينطفئ بل ظل صلبا لم ينكسر محافظا على مكانته بين الناس ،مقدر وخلال نحو 21عاما كرئيس لمجلس الشعب كان لمنصة البرلمان هيبة
من الجميع ،سواء فى كلية الحقوق أو فى المجتمع القانونى والعلمى،
بل على المستوى العام ،وهذه هى قيمة العلماء ،ذهب لا يذهب بريقه صنعها بقوة شخصيته وعلمه ووقاره ،
جلست الى الدكتور فتحى سرور مرات عديدة عبر نـدوات مجلة
مهما كانت العواصف عاتية. المـصـور الـتـى كـان يـديـرهـا اسـتـاذنـا الـراحـل مـكـرم محمد أحـمـد ،كان
التنافس بيننا على حضور تلك الـنـدوات على أشـده ،فالضيف قامة
الكاتب الصحفى وطنية وواحــد مـن الملهمين الـذيـن يتسابق الجميع على الإستماع
إليهم والإسـتـزاده من علمهم وخبراتهم ،وكنت على وجه الخصوص
أبريل 2024