Page 24 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 24

‫كتاب‪ :‬أسرة السادة الأشراف آل الصرامي‬
‫والتهويل‪ ،‬ولكن لكي يعلم اللحق ما لقيه السابق‪ ،‬ولكي لا يظن من َو َجد‬
‫الطريق قد ل َحَب ْت‪ ،1‬والبراهين قد سطعت أن الأمر أتى بالهوينى‪ ،‬فيفرط‬
‫الجاهل‪ ،‬ويتساهل العاقل في حفظ هذا البيت بالتأليف‪ ،‬والتصنيف‪،‬‬
‫والتحقيق‪ ،‬والتذييل‪ ،‬والتشجير‪ ،‬والعناية التامة به؛ تحصي ًل‪ ،‬وتأصي ًل‪ ،‬حتى‬
‫لا يعود الإهمال فيقع الآخر ما وقع فيه الأول‪ ،‬فإن الأشراف سئمت الخصام‪،‬‬
‫وملّت الانقسام‪ ،‬ولقد عصفت بهم ًعصفة بني الأخيضر‪ ،‬فأحدثت بينهم‬
‫شر ًخا‪ ،‬وأحدثت بينهم صدً ًع لا ترأبه الأعوان‪ ،‬ولم يع َرف بنو الحسن‪ ،‬بل‬

     ‫يعرف بنو السبطين الحسن والحسين َح َدث عم شرره‪ ،‬واستطار ضرره‪.‬‬
‫فو الله لقد خسرنا فيه رجا ًلا أزخر من البحار علْ ًما‪ ،‬وأقوى من الجبال‬
‫َجلْم ًدا‪ .‬ولكن خ ِّيرت بينهم وبين الله فكان رضا الله أحب إلينا من رضاهم‪،‬‬

                                            ‫والله حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫وبما أن الكتاب يتناول بني الأخيضر إجما ًلا‪ ،‬فلبد إلى الإشارة إلى‬
‫العلماء الأعلم الجهابذة الكرام؛ الذين صمدوا حين الياس‪ ،‬وبينوا الحق‬
‫وأيدوه‪ ،‬ووقفوا موقف الأسود‪ ،‬ودفعوا دفع السدود‪ ،‬حين كان الترغيب يسيل‬

              ‫له لعاب الحجر‪ ،‬والترهيب ترتعد منه فرائص فرسان البشر‪.‬‬

            ‫‪ – 1‬ل َحَ َب الطريق‪َ :‬و َضح‪ ،‬وال ّلَ ْحب‪ :‬الطريق الواضح‪ .‬انظر‪ :‬القاموس المحيط (ص ‪.)171‬‬

                                 ‫‪24‬‬
   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29