Page 49 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 49
تأليف :الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني
فهذا الكلام لا يظهر منه بجلء ما آل إليه أمر بن الأخيضر بعد سقوط
دولتهم في اليمامة ،ولكن جاء في كلام بعض المتقدمين كابن الأشخر المتوف
سنة (991ه) وغيره :ما يشير إلى انتشارهم وتفرقهم بعد سقوط دولتهم
مباشرة أو قريبا منه ،في بلدان نجد والحجاز واليمن والعراق وفارس ،بسبب
مضايقة المعادين لهم وظروف المعيشة ،وقد اندمج كثير منهم في أهل تلك
البلدان التي رحلوا إليها ،كما أن العديد منهم تناسوا أنسابهم ،وبعضهم
أخفوها خوفا من القتل والأذى ،على أن كثيرا من الأسر في نجد لا تزال
تحتفظ بأنسابهم للأخيضريين.1
يقول البكاري نقل عن ابن الأشخر " :اعلم أن الأشراف والسادة بنو
الأخيضر أهل اليمامة قد ذاب أكثرهم في الأعراب والقبائل والبلدان ،وتماهو
كفص الملح فيمن ذكر آنفا لا سيما بعد سقوط دولتهم في اليمامة ،حتى صار
ينوفون على ألف فارسً ،عرفين بعلو مراتبهم على غيرهم من الأعراب ،محافظين على شرف ذاتهم
ومنهاج آبائهم وأسلفهم الأطياب ،فمنها :عدم مناكحة نسائهم برجال الأعراب ،إلا أنهم همج رًعع
لا فرق بينهم وبين العوام ،لا يعلمون باتصال نسبهم بأسلفهم الكرام .فهذا غير مناف باتصال نسبهم
بالدوحة العلوية ،ولا يقصر عن الزهراء البتول الفاطمية ،ويقال لولده :بنو الأخيضر".
وهذا الكلام وإن صدق على بعضهم ،لكن ليس على إطلقه فقد وجد في بن الأخيضر من يعرف
أنسابهم ،ومنهم من أمكنهم الاطلع على وثائق تثبت اتصال نسبهم بـ آل البيت ومنهم أسرة "آل
الصرامي" فقد تيسر لهم العثور على تسع وثائق مخطوطة ترفع نسبهم إلى السبط الحسن بن علي رضي الله
عنهما ،وسيأتي في الفصل الثالث "عرض تفصيلي لمحتويات الوثائق والمشاهد لنسب أسرة آل الصرامي"
(ص .)112-86
– 1الدولة الأخيضرية في اليمامة ،مقال للدكتور فهد الدامغ ،مجلة التاريخ العرب العدد (ً ،)30عم
1979م.
49
