Page 140 - كتاب العربي الاول المتوسط الجزء الاول
P. 140

‫َو َهكذا لم َتم ِض َساعٌة حتّى َتق ّرَر َسَف ُر ُهم‪ ،‬و ِحي َن َو َصلا إِلى (ال َحْلَفاَية) َقاَد ُهم أَبو‬
     ‫َح َس ٍن إِلى الَنّه ِر‪َ ،‬وبيَن َما ُهما َيسَتمِتعا ِن بمن َظ ِر الَنّه ِر َرأَيا َزو َرًقا َيْقت ِر ُب ِمن ُهما‪ ،‬أَلَقى‬
     ‫أَبو َح َس ٍن الَتّحَيّ َة َعلى ال َّر ُجلَي ِن ال َغريَبي ِن في ال َّزور ِق‪َ ،‬ف َرّدا َعلي ِه الَتّحَيّ َة بح َماس ٍة‪،‬‬
     ‫َفسأَ َل أَحمُد أَبا َح َس ٍن َع ِن ال َّر ُجلَي ِن‪َ ،‬فَقا َل‪ُ :‬هما اْنكليزَيّا ِن َجا َءا ُهنا للِّد َرا َس ِة‪.‬‬
                                                                         ‫َفسأَ َل أَحمُد ِبا ْست ْغرا ٍب‪ :‬للِّد َرا َس ِة؟‬
     ‫َفأَ َجا َب أَبو َح َس ٍن‪ :‬إَِنّهما َيب َحثا ِن َع ِن الَأ ْعشا ِب ال ِّطبي ِة في الَأ ْهوا ِر‪.‬‬
     ‫َوق َت المسا ِء بجول ٍة ُقر َب الَتّ ِّل‪ ،‬وأَ َح َّس ِحيَنها‬        ‫ِبفَفديااَلحيِةواَِملّذالَتّيالأَقيَدَمَذ َهعلََيبِهأَ‪،‬حَفَقمَُّدر َرماَعل َعَقورَديَةِب‪ِ،‬ه‬
     ‫و ِحي َن َرَف َع رْأ َسه ِباتجاه الَتّ ِّل ُفو ِج َئ ِبالأ ْض َواء‬
     ‫التي َحَّدثهم َعْنها َح َس ٌن‪َ ،‬ف َصر َخ أَح َمُد وَقا َل ُم َخا ِطًبا َح َسًنا ‪:‬‬
                                                                         ‫‪-‬اْن ُظ ْر إلى ِتْل َك الأ ْض َواء ال َغ ِرْيبة !‬
     ‫رَف َع َح َس ٌن المـ ْجدا َف َو َهوى ِب ِه َعليها كأَنّه ُيريُد إ ْطفا َءها َف َش َعر أََنُّه أَصا َب َشْيًئا ما‬
                                                                                      ‫إِصاَب ًة َبلي َغ ًة ‪.‬‬
     ‫جا َء ال َّر ُج ُل الغري ُب (المستر) إِلى َبْي ِت أَبي َح َس ٍن‪ ،‬وق َّص‬          ‫َوعفلَييهمصحبكااِيحَت ُاهل‪َ،‬يووِأَمَنّاُهلَتّاولَجيَد‬
     ‫َيو ًما ُكو ًزا َعلى ال َّشا ِطئ‪َ ،‬ف َحملَُه َم َعه في ال َّزور ِق‪ ،‬و َما إِ ْن‬
     ‫تح َّر َك حتّى َس ِم َع َصوًتا يُقو ُل لَه‪ :‬إِلى أَي َن َتأخُذني أَُّيها ال َّر ُج ُل؟ لماذا لا تُعيُدني إِلى‬
     ‫َمكاني َوَتن ُجو ِبنف ِس َك؟ وكا َن َهَذا ال َّصو ُت َيخر ُج م َن ال ُكو ِز‪َ ،‬فر َماُه ُمس ِر ًعا و َهر َب‪.‬‬
     ‫أحمُد وحس ُن لم ُي َكررا الَّذها َب إِلى َت ِّل َعزيزة‪ ،‬وكا َن َعلي َي ِصُف ُهما ِبالخو ِف‪،‬‬
                                                                                      ‫َويقو ُل‪:‬‬
     ‫‪ -‬لي َس ُهنا َك َوح ٌش‪ ،‬أَنُتما َتَتخَيّلا ِن َذل َك‪ ،‬فِتْلك الأضوا ُء ُم َج َّرد َم َصاِبيح َي ْح ِملُها أ َحٌد‬

                                                                                      ‫ما‪.‬‬

     ‫وكا َن ُم ِص ًّرا َعلَى َق ْولِه‪َ ،‬وَق ّرََر َم َع َنْف ِسه أَ ْن ُيَب ْر ِه َن على ِص َّح ِة رأي ِه‪َ ،‬و َخ َر َج َك َعاَدِته‬
     ‫مث َل ك ِّل يوٍم‪ ،‬ولكنّه تأخ َر في العودة‪ ،‬فقل َق عليه أخوُه وعائل ُة أَبي َح َس ٍن‪ ،‬وحاولوا‬

‫‪121‬‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145