Page 28 - برنامج المكتبة الشاملة - http://www.shamela.ws
        P. 28
      - 2لما ذكر الله تعالى مكر الكفار قال { َويَ ْم ُك ُرو َن َويَ ْم ُك ُر َّلَّلاُ َوَّلَّلاُ َخ ْي ُر ا ْل َما ِك ِري َن} لأن
    المكر ليس بصفة سيئة كما يظن البعض  ,وإنما معناه (الكيد للعدو)  ,ولكن لما ذكر
 سبحانه خيانة الكفار قال { َوإِن يُ ِري ُدوا ِخ َيا َنتَ َك َفقَ ْد َخانُوا َّلَّلاَ ِمن َق ْب ُل فَأَ ْم َك َن ِم ْن ُه ْم}؛ لأن
                       الخيانة صفة ذميمة لا تليق به سبحانه  ,فلم يقل (فخانهم الله).
 - 3بدأت السورة الكريمة بسؤال الصحابة عن (الأنفال)  ,ولما كانت الأنفال من الدنيا ,
  عاتبهم الله في اختلافهم فيها  ,وأرشدهم إلى تقواه سبحانه  ,ألا يختلفوا بسبب الدنيا.
                                       ***
                                   سورة التوبة
                                                 السورة (مدنية) عدد آياتها (.)129
                                                            أسماء السورة المباركة:
              التوبة  -براءة  -ال ُمق ْش ِقشة  -الفاضحة  -ال ُمبع ِثرة  -البحوث  -ال ُمد ْم ِدمة.
                                                                   مناسبة التسمية:
التوبة :لكثرة ما ذكر فيها من الدعوة إلى التوبة والأمر بها والحض عليها .وأن التوبة
                                              أحب إلى الله سبحانه من تعذيب عباده.
                                           براءة :لأنها بدأت بالبراءة من المشركين.
                       ال ُمق ْش ِقشة :ال ُمخ ِلصة لأنها تخلص صاحبها من النفاق والشرك.
                                                   الفاضحة :لأنها فضحت المنافقين.
                                                         ال ُمبعثِرة :بعثرت مساوئهم.
                البحوث :لأنها بحثت في قلوب المنافقين والمشركين وأخرجت ما فيها.
                        ال ُمد ْم ِدمة :أي المهلكة  -لأنها كانت سببًا في هلاك المشركين.
                                                                مما جاء في فضلها:
    قال صلى الله عليه وسلم( :من أخذ السبع الطوال فهو َح ْب ٌر) رواه أحمد (الصحيحة:
                                                                          .)2305
       والسبع الطوال هن :البقرة  -آل عمران  -النساء  -المائدة -الأنعام  -الأعراف -
                                                                          (التوبة).
                                                        موافقة أول السورة لآخرها:
       -بدأت السورة بالبراءة من المشركين وبقتال الذين تولوا منهم واستحقوا القتال.
                        { َب َرا َءةٌ ِم َن َّلَّل ِا َو َر ُسو ِل ِه ِإلَى الَّ ِذي َن َعا َهدتُّم ِم َن ا ْل ُم ْش ِر ِكي َن (})1
    {فَ ِإ َذا ان َسلَ َخ الْأَ ْش ُه ُر ا ْل ُح ُر ُم َفا ْقتُلُوا ا ْل ُم ْش ِر ِكي َن َح ْي ُث َو َجدتُّ ُمو ُه ْم َو ُخذُو ُه ْم َوا ْح ُص ُرو ُه ْم
     َوا ْقعُ ُدوا لَ ُه ْم ُك َّل َم ْر َص ٍد َف ِإن تَابُوا َوأَقَا ُموا ال َّصلَاةَ َوآتَ ُوا ال َّز َكاةَ َف َخلُّوا َس ِبيلَ ُه ْم ِإ َّن َّلَّل َا
                                                                 َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم (.})5
     -و ُختمت بالإعراض عن المشركين  ,الذين تولوا  ,ولم يستحقوا القتال والاستعانة
عليهم بالله تعالى{ :فَ ِإن تَ َولَّ ْوا َفقُ ْل َح ْسبِ َي َّلَّلاُ لَا ِإ َلهَ ِإلَّا ُه َو َعلَ ْي ِه تَ َو َّك ْل ُت َو ُه َو َر ُّب ا ْلعَ ْر ِش
                                                                   ا ْل َع ِظي ِم (.})129
                                   وذلك لبيان َعدل الإسلام في التعامل مع المشركين.





