Page 91 - مجلة التنوير - العدد الثالث
P. 91

‫المجلس‬                        ‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬  ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

        ‫مجلــــــــــــــــة‬

        ‫وحكوماتـه حـول التهديـدات الإلكترونيـة فـي هـذا سـرية البيانـات وخصوصيتهـا وحمايتهـا‪ ،‬والعمـل‬

        ‫القطـاع الحيـوي‪ ،‬منـذ بدايـة جائحـة كوفيـد_‪ ،19‬علـى عـدم تعرضهـا للتسـريب أو السـرقة‪ ،‬خاصـة‬

        ‫وأن بيانـات الرعايـة الصحيـة‪ ،‬أصبحـت هدًفـا‬               ‫ولهـذا أصبحـت هنـاك حاجـة ضروريـة لتحسـين‬
        ‫جديـًدا للجماعـات الإج ارميـة‪ ،‬نظـًار إلـى طبيعتهـا‬       ‫حمايـة البيانـات والم ارفـق الصحيـة‪ ،‬ويرجـع ذلـك‬
        ‫الحساسـة‪ ،‬والتـي يمكـن أن تكـون مربحـة أكثـَر مـن‬         ‫لسـببين‪ :‬الأول‪ ،‬يتعلـق بتعـرض عـدد مـن الـدول‬
                                                                  ‫لتسـرب بيانـات القطـاع الصحـي‪ ،‬والتـي تعتبـر‬
          ‫ابتـ ازز أشـكال أخـرى مـن البيانـات الشـخصية‪.‬‬

        ‫وغالبـا مـا تتـم عمليـات اختـ ارق البيانـات بسـبب‬         ‫بيانـات مهمـة وذات حساسـية لخصوصيـة المـرض‬
        ‫الوصـول غيـر المصـرح بـه للهاكـرز‪ ،‬الـذي يعمـل‬            ‫والمرضـى‪ .‬ثانًيـا‪ ،‬أن تعطـل الم ارفـق الطبيـة أو‬
        ‫علـى تحقيـق هـذا الوصـول‪ ،‬ومـن ثـم يشـفر قاعـدة‬           ‫تعـرض المؤسسـات الصحيـة لأي هجـوم أو قرصنـة‬
        ‫البيانـات‪ ،‬ويهـددون بنشـر المعلومـات مـا لـم يتلقـوا‬
                                                                    ‫إلكترونيـة‪ ،‬يمكـن أن يعـرض الأرواح للخطـر‪.‬‬

        ‫ولهـذا كلـه‪ ،‬تريـد الحكومـات والمؤسسـات الأمنيـة فديـة‪ ،‬وفـي بعـض الحـالات التـي تـم فيهـا تسـريب‬

        ‫السـجلات الطبيـة فـي إحـدى الـدول‪ ،‬رفضـت‬                  ‫والصحية في جميع أنحاء العالم أن تؤدي دوًار أكثر‬
        ‫الشـركة التـي تديـر قاعـدة البيانـات لمـا يقـرب مـن‬       ‫نشـا ًطا فـي حمايـة ضحايـا الحـوادث الإلكترونيـة فـي‬

        ‫القطـاع الصحـي‪ ،‬ورفـع مسـتويات الأمـن السـيب ارني ثلاثيـن عيـادة ومستشـفى دفـع الفديـة‪ ،‬ونتيجـة‬

        ‫لأعلـى مسـتوى ممكـن مـن الأمـان والتأميـن‪ .‬وبهـذا لذلـك قامـت جماعـة الهاكـرز بتسـريب السـجلات‬

                              ‫يصبـح علـى الحكومـات‪ ،‬ليـس فقـط تقديـم الخدمـات والبيانـات الطبيـة‪.‬‬

        ‫يتعلـق المجـال التنظيمـي الثانـي بالممارسـات‬              ‫الصحيـة‪ ،‬بـل يجـب أي ًضـا تنظيـم الأمـن السـيب ارني‬
        ‫الأمنيـة لمشـغلي الخدمـة الأساسـيين‪ ،‬وفـي هـذا‬                                      ‫فـي القطـاع الصحـي‪.‬‬

        ‫وفـي مجـال تنظيـم الأمـن السـيب ارني فـي القطـاع السـياق يجـب تبنـي نظـام محـدد لأمـن أنظمـة‬

        ‫الصحـي‪ ،‬يمكـن للـدول أن تعتمـد علـى عـدد مـن الشـبكات والمعلومـات‪ ،‬ليكـون هـو الأداة التنظيميـة‬

        ‫الأدوات التنظيميـة والسياسـات التنفيذيـة‪ ،‬خاصـة الرئيسة‪ ،‬واللائحة المعمول بها من قبل الحكومات‪،‬‬

        ‫وأن غالبيـة الـدول تمتلـك مثـل هـذه الأدوات‪ ،‬ومـن وبالنسـبة للقطـاع الصحـي‪ ،‬يعتبـر مقدمـو الرعايـة‬

        ‫المتعـارف عليـه‪ ،‬تنظيـم جوانـب الأمـن السـيب ارني الصحيـة – بمـا فـي ذلـك المستشـفيات والعيـادات‬

        ‫الخاصـة – هـم مشـغلو الخدمـات الأساسـية‪ ،‬ومـع‬             ‫مـن خـال ثلاثـة أبعـاد رئيسـية‪ :‬حمايـة البيانـات‪،‬‬
        ‫ذلك‪ ،‬تحدُد ك ُّل دول ٍة – بشكل مستقل – المؤسسا ِت‬         ‫والممارسـات الأمنيـة لمشـغلي الخدمـات الأساسـيين‬
        ‫والهيئـا ِت التـي تعتبـر ضروريـة‪ ،‬وتعتبرهـا مـن‬
                                                                                        ‫وأمـن المنتجـات الرقميـة‪.‬‬

        ‫مشـغلي الخدمـات‪ ،‬علـى كل حـال‪ ،‬وعنـد التوسـع‬              ‫فبالنسـبة لحمايـة البيانـات‪ ،‬يجـب التعامـل مـع‬
        ‫فـي عـدد الهيئـات أو المؤسسـات التـي يتـم تحديدهـا‬        ‫البيانـات المتعلقـة بالقطـاع الصحـي‪ ،‬باعتبارهـا‬
        ‫كمشـغل أساسـي للخدمـة‪ ،‬يجـب الحـرص علـى‬                   ‫بيانـات شـخصية‪ ،‬يجـب العمـل علـى حمايتهـا مـن‬
                                                                  ‫أي اختـ ارق أو قرصنـة إلكترونيـة‪ ،‬ويتعيـن علـى مـن‬
                 ‫مسـتويات عاليـة مـن الأمـن السـيب ارني‪.‬‬

        ‫أخيـًار‪ ،‬أصبـح مجـال التنظيـم والسياسـات المتعلق‬          ‫يتحكـم فـي هـذه البيانـات أو يعالجهـا أن يمتثـل لمبـدأ‬

                                                              ‫‪91‬‬
   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96