Page 111 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 111
نبنتسيل :لماذا لا تولي أهمية للحقيقة التي تقول إن زامير سافر إلى لندن
بخصوص الإنذار؟ فقد كان هذا معروفا لك في الصباح نفسه .لم يكن
المحتوى متاحا أمامك ،ولكنك عرفت أن زامير سافر ليلتقي "الملاك"
(أشرف مروان) بخصوص الإنذار .وقد أكدت على ذلك بشكل محدود.
فهل يمكن أن يشكل هذا جزءا من تعزيز شعورك؟
أ .زعيرا :ربما.
نبنتسيل :ألم يكن هذا متعلقا بموضوع الروس فقط؟
أ .زعيرا :ربما.
نبنتسيل :بالمناسبة ومن أجل استكمال الموضوع -الثاني من أكتوبر هنا
هو التاريخ الحقيقي لوصول التحذير .كيف استغرق هذ الأمر منك ثلاثة
أيام ،لا أعرف ،ولكني أرى أن بقية التقارير مكتوبة بتاريخ نفس اليوم،
ولكني أرى في بقية التقارير أن الرقم المذكور ما هو إلا تاريخ
(.)2/10
أ .زعيرا :بشكل عام أريد أن أقول أيضا إن هناك فارقا بين أن يكون
هناك إحساس بأن حدثا سيقع ،على الرغم من عدم وجود براهين تدلل
على ذلك ،وعلى الرغم من أن المختصين يقولون لن يحدث شيء ،وبين
أن تأتي وتقول أيها الأصدقاء سيقع الحدث هذا المساء أو غدا .وعندما
لا تتوفر براهين وحينما أنتظر أنا ،مثل رئيس هيئة الأركان ،زلة لسان
من نوع ما ،أو ينتظر أحدا يقول إن شيئا سيحدث ،ولا يحدث أي شيء.
والآن وبعد انقضاء الأحداث أجد تفسيرا لماذا لم نجد زلة لسان .لماذا لم
يظهر شيء يمكن أن يثير شكوكنا الفورية ،وهذا في رأيي مرتبط عندي
بالاستجواب الذي أجريناه مع الضباط المصريين والسوريين بعد الحرب
مباشرة .يجب أن أجيب عن اللواء يادين بشأن الوثائق التي غنمناها،
والتي حصلُت عليها .أولا ،أريد أن أذكر أننا أجرينا تحقيقا عن كل
الرتب العليا للضباط السوريين والمصريين ،بإجمالي وصل إلى أكثر
من ثلاثمائة ضابط ،وبالتحديد 385ضابطا ،وعددهم الدقيق وارد في
الوثيقة التي قدمتها .وجميعهم قالوا إنهم لم يعلموا شيئا عن الحرب إلا
يوم الحرب أو قبلها بيوم أو يومين .أعتقد أن %97من الضباط علموا
بالحرب يوم الحرب (يمكن الاطلاع على العدد الدقيق في الوثيقة) :وكما
جاء في أقوال الضباط الأسرى الذين تم استجوابهم ،كل على حدة ،ولم
يكن هذا هو السؤال الوحيد .فقد كان هذا السؤال جزءا من مجموعة
عامة من الأسئلة .لم يكن هناك أي دافع لضابط مصري أو سوري أن
يأتي ويقول -لم ُأبّلغ بهذا الأمر إلا في اليوم الأخير.
لنداو :معذرة أود أن أقاطعك .يمكنني أن أجد دافعا مقبولا جدا .لأنه إذا
كان يعتقد أنه قام بخداع المحققين بقدر كبير ،فسيعتقد أن الواجب
الوطني يحتم عليه أن يدعم هذه الرواية في الاستجواب الذي أجراه معه
الإسرائيليون.
أ .زعيرا :وكيف يعرف أنه قام بالخداع؟ فهل كان هو نفسه شريكا في
هذا الخداع؟
لنداو :نعم.
يادين :إنه خدعنا نحن ولم يخدعهم هم.
107

