Page 35 - 777777المنظور السياسي
P. 35

‫الإنسان المصري‬
‫جوهر السياسة الخارجية والأمن القومي المصري‪ -‬رؤية لبناء المستقبل‬

                                                              ‫	•تطور أولويات السياسة الخارجية المصرية‪:‬‬

                                                              ‫كانـت السياسـية الخارجيـة المصريـة فـي المرحلـة بيـن‬

                                                              ‫‪ 2014‬إلـى ‪ 2017‬تنتهـج نه ًجـا أمنًّيـا يعتمـد بالأسـاس‬
                                                              ‫علـى عـدة أولويـات‪ ،‬الأولـى هـي تنويـع مصـادر السياسـة‬
                                                              ‫الخارجيـة المصريـة‪ ،‬والثانيـة هـي تحقيـق التـوازن بيـن‬
                                                              ‫تلـك المصـادر‪ ،‬والثالثـة التعامـل مـع المحـدد الاقتصـادي‬
                                                              ‫بهـدف بنـاء البنيـة الاقتصاديـة للدولـة بعـد أربعـة أعـوام‬
                                                              ‫مـن عـدم الاسـتق ارر الاقتصـادي‪ ،‬بجانـب مكافحـة‬

                                                                                ‫الإرهـاب وحمايـة الدولـة الوطنيـة‪1.‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬أحمد ناجى قمحة‬                                           ‫فكيف انتقلت السياسـة الخارجية المصرية بعد اسـتق ارر‬
                                                                      ‫تلـك العوامـل إلـى فكـرة بنـاء الإنسـان المصـري؟‬

     ‫رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية ‪ -‬رئيس تحرير‬             ‫لا يمكـن لمصـر وقادتهـا تجاهـل ميـ ازت نسـبية أساسـية‬
    ‫مجلة الديمق ارطية‪ -‬عضو مجلس إدارة مؤسسة الأه ارم‬          ‫عنـد بنـاء علاماتهـا الوطنيـة مثـل الموقـع الجغ ارفـي‬
                                                              ‫كدولـة تربـط بيـن أفريقيـا وآسـيا وأوروبـا‪ ،‬والقـوة البشـرية‪،‬‬
  ‫التفاعـات فـي علاقـات مصـر الدوليـة‪ ،‬وضعـا فـى‬              ‫والإرث التاريخـي‪ ،‬مـن حيـث الآثـار والحضـارة القديمـة‪،‬‬
  ‫الحسـبان‪ ،‬وكمـا قـال السـيد الرئيـس‪« :‬إن مصـر محاطـة‬        ‫وامتـاك شـواطئ للجـذب السـياحي‪ ،‬فضـا عـن التماسـك‬
  ‫بالأزمـات الأكثـر خطـورة فـي العالـم‪ .‬ومـن قدرنـا أن نبحـر‬  ‫الاجتماعـي‪ ،‬والاعتـدال الدينـي‪ .‬بـل يمكـن أيضـا التفكيـر‬
  ‫بثقـة مـن خـال هـذه الأخطـار التـي لـم يسـبق لهـا مثيـل‪،‬‬    ‫فـي ميـزة أخـرى تتعلـق بالصمـود المؤسسـي للدولـة فـي‬
  ‫وذلك بالاعتماد على است ارتيجية إنمائية طموح تقوم على‬        ‫مواجهـة الفوضـى الإقليميـة فـي مرحلـة مـا بعـد الفوضـى‬
  ‫الإصلاحـات الاقتصاديـة الجذريـة والجريئـة‪ .‬وتهـدف هـذه‬
  ‫الإصلاحـات إلـى تمكيـن الشـباب الذيـن يمثلـون أغلبيـة‬                                          ‫وعـدم الاسـتق ارر‪.‬‬
  ‫السـكان‪ ،‬ليـس فـي مصـر فحسـب‪ ،‬بـل أيضـا فـي معظـم‬
                                                              ‫ويبقـى تأكيـد أن مصـر ‪ -‬عبـر هـذه المشـاركات الأربـع‪،‬‬
              ‫مجتمعـات البلـدان العربيـة والعالـم النامـي‪.‬‬    ‫وعلـى هـذه الدرجـة مـن التمثيـل فـي اجتماعـات الجمعيـة‬
                                                              ‫العامـة للأمـم المتحـدة علـى المسـتوى الرئاسـي ‪ -‬قـد‬
  ‫هـذه هـي مصـر‪ ،‬وهـذه هـي مقومـات الدولـة المصريـة‬           ‫نجحـت فـي صياغـة وإعـادة تصنيـع علامتهـا الوطنيـة‪،‬‬
  ‫علـى البقـاء‪ ،‬وتحـدى المخاطـر مـن إرهـاب‪ ،‬ومعوقـات‬          ‫وفقـا لثوابـت السياسـة الخارجيـة المصريـة‪ ،‬ووفقـا للقواعـد‬
  ‫التنميـة والتـي اعتمـدت فيهـا علـى فاعليـة مؤسسـاتها‪،‬‬       ‫الأخلاقيـة والقانونيـة الحاكمـة للقائميـن علـى ملـف إدارة‬
  ‫وقدرتهـا المرنـة علـى مجابهـة التحديـات‪ ،‬والتـي مكنتهـا‬
                                                              ‫‪ 1‬أبــو بكــر الدســوقي‪« .‬السياســة الخارجيــة المصريــة بــن المراجعــة والتقييــم»‪ ،‬مجلــة‬
‫‪35‬‬
                                                                                                ‫السياســة الدوليــة‪ ،‬عــدد ‪( 209‬يوليــو ‪.)2017‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40