Page 27 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 27

‫‪ .3‬العمالة المزدوج‪ )%13( :‬وهي رأي الأقلية الذي يرى بأن‬           ‫وفي ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،2023‬كتب مناحم رهط مقال نشره موقع القناة‬
‫"مروان" قّدم معلومات صحيحة أحياًنا‪ ،‬لكنه ضلل إسرائيل في‬          ‫السابعة الإسرائيلية قال فيه إنه رغم مرور خمسين عاًما على حرب‬
                                                                 ‫أكتوبر‪ ،‬ما تزال شخصية أشرف مروان مثار جدل كبير في‬
                                                ‫اللحظة الحاسمة‪.‬‬  ‫إسرائيل‪ :‬فهل كان جاسوًسا مخلًصا للموساد قّدم أعظم إنذار‬
‫‪ .4‬مسؤولية الوفاة‪ :‬الرواية الإسرائيلية تكاد ُتجمع على تحميل‬      ‫استخباراتي في تاريخ الدولة‪ ،‬أم عمياًل مزدوًجا زرعه المصريون‬
‫مصر مسؤولية تصفيته في لندن عام ‪ ،2007‬بعد أن ُكشف اسمه‬            ‫لخداعها؟ واستعرض الكاتب تفاصيل لقائه مع رئيس الموساد تسفي‬
‫علًنا داخل إسرائيل‪ ،‬فيما ظلت الروايات الأخرى (الانتحار أو‬        ‫زامير في لندن عشية الحرب‪ ،‬حين كشف خطط مصر وسوريا وأكد‬
                                                                 ‫أن الهجوم سيكون "قبيل المساء"‪ ،‬وهو ما ُفِّسر خطأ على أنه‬
                                        ‫تصفية الموساد) هامشية‪.‬‬   ‫السادسة مساء‪ ،‬بينما وقع عند الثانية ظهًر ا‪ .‬هذه الفجوة الزمنية غّذت‬
‫‪ .5‬المعضلة الأساسية‪ :‬لم تستطع إسرائيل ‪-‬رغم كثافة الدراسات‬        ‫الشكوك حول نواياه‪ ،‬لكن باحثين إسرائيليين أكدوا أنه كان "الملاك"‪.‬‬
‫والكتب والأفلام‪ -‬أن تحسم صورتها النهائية عن مروان‪ ،‬وهو ما‬        ‫ورغم أن الرئيس المصري السابق محمد حسن مبارك برأ ساحة‬
‫يعكس صعوبة الاعتراف بخديعة كبرى أو قبول فكرة أن أعظم‬             ‫مروان في الجنازة العسكرية التي أقيمت له‪ ،‬مؤكًدا أنه قام بدور‬
                                                                 ‫وطني مشهود‪ ،‬فإن الكاتب مناحم رهط شأنه شأن الأجهزة الأمنية‬
                      ‫"جاسوس" قد يكون في الحقيقة أداة للخصم‪.‬‬     ‫الإسرائيلية‪ ،‬أكد أنه من الصعب الاستنتاج بأنه عميل مصري‪ ،‬فلو‬
‫وختاًما‪ ،‬يمكن القول بأن قضية أشرف مروان تكشف التوتر الدائم‬       ‫كان كذلك‪ ،‬ألم يكن من الأسهل أن يزعم ببساطة أنه لا حرب في‬
‫بين السياسة والاستخبارات والتاريخ في إسرائيل‪ .‬فمن جهة‪ ،‬مّثل‬      ‫الأفق‪ ،‬وأن التحركات العسكرية مجرد تدريبات؟ ورجح أن السادات‬
‫مروان رمًز ا لفشل استخباراتي جسيم تمثل في الاعتماد على مصدر‬      ‫هو من قرر تقديم ساعة الهجوم إلى الثانية ظهًر ا‪ ،‬وهو ما يظهر جلًيا‬
‫واحد‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تحّو ل إلى "الملاك" الذي أنقذ إسرائيل من‬     ‫في ضريح السادات بالقاهرة‪ ،‬والذي يحمل نقًشا بارًز ا لشمس‬
‫هزيمة ساحقة‪ ،‬وقد أسهمت وفاته الغامضة في لندن في تكريس‬            ‫تتوسطها ساعة ضخمة تشير عقاربها إلى الساعة ‪ 14:00‬بالضبط!‬
‫الأسطورة أكثر من حسمها‪ ،‬وباتت إسرائيل تستعيده في كل مناسبة‬       ‫ورأى أنه ربما هو رمز يؤكد أن قرار تقديم الهجوم كان ابتكاًر ا‬
‫ذكرى حرب أكتوبر‪ ،‬أو عيد تحرير سيناء‪ ،‬أو حتى الأفلام الوثائقية‬    ‫شخصًيا من السادات‪ ،‬متشكًكا في فرضية أنه كان مزروًعا داخل‬
                                                                 ‫إسرائيل‪ ،‬بقوله‪ :‬من يدري؟ ربما لم يكن مروان يقصد تضليل‬
                                                        ‫والكتب‪.‬‬  ‫إسرائيل أصاًل ‪ ،‬بل إن معلوماته كانت صحيحة‪ ،‬لكن قراًر ا شخصًيا‬
                                                       ‫حواشي‪:‬‬
‫[‪ ]1‬انظر في‪ :‬يوسي ملمان‪ ،‬هاآرتس‪" ،‬المخابرات المصرية‬                             ‫من السادات هو ما غّير الساعة وأحدث المفاجأة‪)5(.‬‬
‫صاحبة المصلحة الأكبر في موت أشرف مروان"(‪،)28/6/2007‬‬
‫وموران رادا‪ ،‬يديعوت آحرونوت‪" ،‬عميل الموساد‪ ،‬أشرف مروان‪،‬‬                                                   ‫‪2025-2024‬‬
‫مات في لندن" (‪ ،)28/6/2007‬موقع "واللا" الإخباري‪" ،‬عميل‬
‫الموساد المصري سقط إلى موته" (‪ ،)28/7/2007‬ويوسي ملمان‪،‬‬           ‫لم تتناول الصحف الإسرائيلية أي تقارير حول أشرف مروان؛ نظًر ا‬
‫"هاآرتس"‪" ،‬هذا لا يبدو أشرف مروان الذي عرفته"‬                    ‫لانشغالها بحرب السابع من أكتوبر في غزة‪ ،‬والتي تجندت جميع‬
‫(‪ ،)6/11/2007‬وعامير رابوبورت‪ ،‬معاريف‪" ،‬عناصر أمنية‪:‬‬
‫تسويف في قضية زعيرا" (‪ ،)5/10/2008‬يديعوت آحرونوت‬                                               ‫وسائل الإعلام الإسرائيلية من أجلها‪.‬‬
‫"موت أشرف مروان سيظل لغزا"‪ ،14/7/2010 ،‬وشمعون‬
‫مندس‪" ،‬دروس تاريخية‪ :‬هل حًقا مخابراتنا بها أوجه قصور"‪،‬‬                                                          ‫الخلاصة‬
‫همزراح هتيخون (‪ ،)1/7/2010‬وتوم سيجيف‪ ،‬هاآرتس‪" ،‬درس‬
‫في التاريخ‪ :‬كيف كان بمقدور إسرائيل منع حرب يوم الغفران"‬          ‫بعد استعراض كل ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية فيما يتعلق‬
‫(‪ ،)26/12/2010‬وميخائيل بار زوهر ونسيم مشعال‪ ،‬كتاب‬                        ‫بالدكتور أشرف مروان‪ ،‬يمكن الخروج بالاستنتاجات الآتية‪:‬‬
‫"الموساد العمليات الكبرى"‪ ،‬دار نشر يديعوت أحرونوت‪ -‬سيفري‬
                                           ‫حيمد (يونيو ‪.)2010‬‬    ‫‪.1‬أغلبية المصادر‪ )%71( :‬رأت أن مروان كان عمياًل مخلًصا‬
                                                                 ‫لإسرائيل‪ ،‬منحها معلومة ذهبية ليلة ‪ 5‬أكتوبر مّكنتها من‬

                                                                                    ‫الاستعداد جزئًيا للهجوم المصري‪-‬السوري‪.‬‬
                                                                 ‫‪ .2‬نظرية الخداع المصري‪ )%16( :‬قادها باحثون مثل شمعون‬
                                                                 ‫مندس وإيلي زعيرا‪ ،‬معتبرين أن السادات زرع "مروان" لإيهام‬

                                                                                                     ‫إسرائيل وتنويمها قبل الحرب‪.‬‬

‫‪23‬‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32