Page 13 - مجلة سلاح الصيانة العدد22

‫علــى الشــخصية القياديــة فــي معظــم معطياتهــا وخاصــة المعنويــة ‪ .‬وهــذا بطبيعــة الحــال‬
‫ينطبــق علــى كافــة المناصــب والمواقــع والمهــام القياديــة ‪ ،‬بــد ًأ بالقســم أو الإدارة أو المنظمــة‬

‫صعــود ًا إلــى أعلــى المســؤوليات القياديــة والمســتويات الإدار يــة ‪.‬‬

‫ومــن هــذا المنطلــق فــإن مــن الواجــب علــى مجالــس التعييــن وأصحــاب الصلاحيــات باختيــار‬
‫القــادة الانطــاق مــن أمر يــن ‪ :‬أحدهمــا يتعلــق بالمرشــح للمنصــب القيــادي ســواء مــن حيــث‬
‫مؤهلاتــه وقدر اتــه الشــخصية ومهار اتــه ‪ ،‬أو مــن حيــث خبر اتــه الســابقة ومجالاتهــا ونجاحاتــه‬
‫وممارســاته الماضيــة ‪ ،‬والأمــر الآخــر ذات المنصــب القيــادي المــر اد توليــه والوصــف الوظيفــي‬
‫الــازم لــه وطبيعــة الإنجــاز ات فيــه ‪ ،‬ومــدى التوافــق بيــن الأمر يــن وانطبــاق الشــر وط والمعاييــر‬

‫القياديــة اللازمــة للمنصــب لــدى المرشــح لــه‪.‬‬

‫كمــا وأن مــن المناســب خلــق الاســتعداد المعنــوي لــدى المرشــح ‪ ،‬ومطالبتــه بتصور اتــه تجــاه‬
‫المنصــب ومتطلبــات الموقــع القيــادي ‪ ،‬وتفهــم المنجــز ات المأمولــة مــن ذلــك الكيــان أو‬
‫المنظمـة ‪ ،‬أو مـا يماثلهـا علـى المسـتويات الأدنـى ‪ ،‬ومثـل ذلـك أيضـ ًا جانـب الإمكانـات الماديـة‬
‫للمهمــة أو المنصــب ومــدى تلبيــة البنــى التحتيــة والتجهيــز ات اللازمــة لإنجــاز مهــام المنصــب‬
‫ومــا يتطلــع إليــه المرشــح ‪ ،‬ومــا تفرضــه الحاجــة الفعليــة لمتطلبــات الموقــع القيــادي بكامــل‬

‫هياكلــه ومكوناتــه‪.‬‬

‫وهـذا بطبيعـة الحـال مـا يتفـق عليـه الكثيـر مـن المتقدميـن والمتأخر يـن مـن المفكر يـن والباحثيـن‬
‫فــي مجــالات القيــادة والإدارة ‪ ،‬إذ أنــه مــن الضــر ورة بمــكان التمييــز بيــن القــادة واللاقــادة عنــد‬
‫الاختيــار والترشــيح للمناصــب القياديــة ‪ ،‬وأن لا تؤثــر العوامــل الغيــر موضوعيــة علــى الاختيــار‬
‫لمــن يتولــى المنصــب أيــا كان مســتواه ‪ ،‬فليــس كل مرشــح قــادر علــى القيــادة ‪ ،‬فالمناصــب‬
‫وخاصـة العليـا بحاجـة للممارسـات القياديـة أكثـر منهـا لـإدارة مـن حيـث الإلهـام والتحفيـز وخلـق‬
‫المواهـب وتنميـة القـدر ات بيـن المر ؤوسـين والمنفذيـن ‪ ،‬الأمـر الـذي يحقـق بـإذن الله الأهـداف‬
‫والغايـات القر يبـة والبعيـدة ‪ ،‬ويؤسـس للنمـط التنافسـي والابداعـي فـي المنظمـة‪ ،‬ويسـير بهـا‬
‫إلــى قمــة الكفــاءة وحســن الأداء ‪ ،‬ويصبــح ذلــك ثقافــه ترفــل فيهــا وتعيشــها المنظمــة بكامــل‬

‫مكوناتهــا وعناصرهــا ‪ ،‬هــذا وباللــه التوفيــق وعليــه التــكلان ‪.‬‬

‫العدد ‪2021 22‬م‬ ‫‪13‬‬