Page 19 - 1469_Neat
P. 19
تؤذيهم ،وأذى الناس حرام ،وإن أش ّد أنواع المزاح معصية لله أن تسخ َر من
شكل الناس ،أو من هيأتهم بحجة المزاح ،فالإنسان شكله ليس بيده،
طوله ،جمال وجهه ،ولا يحق للإنسان التباهي والتفاخر بجمال شكله
وهيأته والسخرية من الآخرين لأن الله تعالى هو الخالق ولا دخ َل للإنسان
في اختيار شكله ،أما من تحلى بالأخلاق الفاضلة فله الحق أن يفخر بها لأنه
هو من تحلى بتلك الأخلاق فابتعد عن ال ُخ ُلق الس ّيئ والتز َم الخل َق الحسن.
وإي ّاكم أح ّبتنا التلاميذ من المزاح القاسي ،الذي فيه خطر ،أو خبر كاذب،
أو إخفاء شيء مهم جد ًا ،فهذا المزاح يع ّد من أكبر المعاصي.
وهاكم تلاميذنا الأعزاء هذه القصة:
ذه َب ثام ٌر وأخوه الكبي ُر عمار في نزهة إلى إحدى بساتين أقاربهم وأخذوا
معهم الطعام والشراب ،ولما حان موع ُد الغداء جلسوا تحت الشجرة فرأى
عما ٌر أ ّن هناك ثياب ًا تحت الشجرة ،لقد كانت هذه الثيا ُب لفلا ٍح فقير يعمل
في البستان ،نظ َر ثام ٌر حوله فعرف أ ّن هذه الملابس هي لذلك الفلاح الذي
كان ُمتعب ًا لعمله المتواصل بج ٍد وإخلاص ،فأراد ثامر أن يمز َح معه فقام
بحمل الثياب ووضعها في مكا ٍن بعيد وغ ّطاها بالأعشاب .
انتب َه عما ُر إلى فعل ِأخيه ثامر فسأ َله قائل ًا :ما الذي تفع ُله أخي؟
أجا َب ثام ٌر :أريد أ ْن أمز َح مع هذا الفلاح وأجع َله يبح ُث عن ملاب ِسه وأنظ َر
ماذا يفعل.
عمار :كلا أخي ،أ ِعــ ِد الملاب َس إلى مكانها فهذا مزا ٌح س ّيئ ،فالرج ُل
فماتلعم ٌزبا ُوحسهيوزإددادخاتعل ُباهل وس يروضر إجل ُرى اعلنقدلمابلاب يماريىرمضلابي َالسل َهه،تعوالهذىا.لن يكون مزاح ًا
19