Page 10 - Demo
P. 10
دمشق، 1 كانون الثاني ٢0٢0
عظــة صاحــب الغبطــة البطريــرك يوحنــا العاشــر الكلــي الطوبـى والجزيـل الاحتـرام فـي القداس الإلهي لمناسـبة عيـد رأس السـنة الميلاديـة - الكاتدرائيـة المريميـة.
أيها الأحبة، في أول أيام السنة تتجه أنظارنا إلى رب الزمان يسوع المسيح
مولو ًدا في مغارة بيت لحم. تتجه أنظارنا إلى الأم العذراء مريم، إلى تلك الفتاة التي كانت تحفظ كل هذه الأشياء في قلبها كما يقول الإنجيلي. تتجه أعين النفس والجسد إلى حدث الميلاد، إلى بساطة هذا الشرق الذي أبصر مخلّصه ومخلّص العالم مولو ًدا في مزود فقير وفيعتمةالمغارة.تتجهإلىيوسفالصّديقالحائرأمامالعجب الحادث. تتجه الأبصار إلى محفل الرعاة الأرضيين يسمع من أفواه الملائكة: «المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.»
ليسوع أجمل شء فينا؛ ألا وهو قلبنا ليكون مثل المغارة، نفتحه ليسكن الرب يسوع في قلبنا، عندها تتقدس قلوبنا وتتنقى أفكارنا وأفعالنا ونلتصق بالأعمال الصالحة ونبتعد عن كل ما لا يليق. هكذا يكون ميلاد الرب يسوع تجديد لحياتنا، إذ أن معنى حياتنا المسيحية أن نتجدد بشكل دائم بقوة الرب لنكون حقيقة مسيحيين، جميعنا من معدن المسيح وجوهره. لذلك كل كلمة نقولها وكل عمل نقوم به،
يجب أن يتمسحن، أي أن يصطبغ بروح المسيح. في هذا العالم، الذي لا نسمع فيه سوى الأخبار السيئة ونعيش الكثير من المعاناة، يأتي حدث الميلاد، وسط كل الضيقات، كنور من السماء يقتحم الظلمات ويمنحنا الفرح والأمل والتعزية
الحقيقة. نصليكلنامًعاأيهاالأحبة،ونكثفصلاتنا
بشكل خاص في هذه الأيام الميلادية، طالبين من الرب أن يهبنا السلام في سوريا. نذكر لبنان الجريح والمتوجعفيهذهالأيام؛نصليأيًضامنأجلكل العالم، وكل السياسيين وأصحاب القرار في العالم لك يهتدوا ويدركوا المعنى الحقيقي للسياسة والحكومة ليحققوا السلام والأمان والاستقرار فيه. للأسف، لا نرى الحق موجو ًدا في هذا العالم، ونرى الكيل بمكيالين حين نتكلم عن حقوق الإنسان. نسأل المعنيين في أوروبا وأميركا أين هي شرعة حقوق الإنسان في بلادنا وسط ما يحدث فيها من تدمير وقتل وخطف؟! نذكر هنا أخوينا المخطوفين مطراني حلب بولس (يازجي) ويوحنا (إبراهيم)، نذكركلمخطوفوكلمنهوفيحزنأوضيق، وندعو الرب ليعيد الفرح والبسمة ويهدي حكام
العالم من أجل العدل وخير البلاد والعباد.»
1٠ | العددان 1/ 2 - 2٠2٠