Page 34 - Demo
P. 34

أحد الفريسي والعشار
«من رفع نفسه اتّضع، ومن وضع نفسه ارتفع». وقف الفّريسيأمامربهوقال:«أشكركياربلأنيلستمثلبقية الناس، أنا أحسن منهم، أتمم واجباتي كلها، وأعرف ماذا يجب أن أفعل». هنا كانت المشكلة: إنه فع ًلا يتمم الوصايا، ويتمم الفروض الواجبة، لكنه، مثل كثيرين؛ عوض أن يكون قدومه للكنيسة وصلاته وصومه وإحسانه من أجل أن يتّضع وينخّسقلبهأمامالله،بالتالييتقدسويشعربأن
الرب هو كل شء في حياتنا، تصبح هذه الأمور مبر ًرا له لأن يتعجرف ويستكبر ويرى نفسه أفضل من الآخرين وأكثر تقًى!أبًدا،الأمرليسكذلك!علينادائمًا أن نتذكّر أن كل ما نقوم به في حياتنا من ممارسات روحية هو من أجل أن نتّعظ،منأجلتواضعناوابتعادناعن
الكبرياء والتعجرف والغرور. الكنيسةاليوم،قبلالصوم،تذكّرالإنسانأنيتّضع،
وأن يعود إلى نفسه ويتذلل أمام الله ويصلي: «يا رب ارحمني أنا الخاطئ» وأن ينظرإلىالآخرينبعينالمحبة،بالعينالتيتراهمأفضلمنهلاأقّلأبًدا.الفّريسي لم يخطئ حين قال: «أنا أصوم وأصلي وأتمم الوصايا»، إنما حين قال «أنا لست مثل هؤلاء، أنا أفضل منهم». مثلما يقول أحد الآباء القديسين في بستان الرهبان: «إذا انشغل الواحد منا عن خطاياه، سقط في خطايا أخيه». التواضع يدعونا لأن تكون عيونناوفكرناوقلبناطاهرين،وعلىهذاالأملنحننجاهدونتّضع،عّلالرب
يشملنا برحمته ويرفعنا ويجعلنا من أبناء الملكوت.
أحد الدينونة
الإيمان المسيحي ليس مجرد أفكار جميلة وحلوة يستعذبها العقل فيتعاطى بها ويتجادل ويتناقش حولها. المسيحية هي الرب يسوع الذي أتى إلينا لأنه أحبنا وأخذ جسًدامنالسيدةالعذراءمريم،وعاشبينناوعلّمنا،وأعطاناذاتهفيالنهايةعلى الصليب. عندما ُرفع على عود الصليب وقام من بين الأموات وداس الموت، صارت
أحاديث روح ّية
في زمن التوبة (التريودي)*
صاحب الغبطة
يوح ّنا العاشر
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
ألقى غبطته هذه
الأحاديث في 7، 22، 2٩ شباط 2020 في دمشق.
*
34 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠


















































































   32   33   34   35   36