Page 35 - Demo
P. 35
الجبار، إنما حياة في المسيح وشهادة له كي يرى الناس أعمالنا الصالحة، ورأفتنا ومحبتنا وابتسامتنا، فيمجدوا أبانا الذي في السماوات. صلواتنا إلى الرب يسوع المسيح أن يكون صيامنا من أعمال الله، وأن نشهد له في العالم فيتجلىالكونبأسره،ونكونمعهجميًعافيملكوته،هو
المبارك وهو الممجد إلى الأبد، آمين.
أحد الغفران
أحد مرفع الجبن هو أحد الغفران كما نسميه، «إن غفرتم للناس زّلاتهم فأبوكم السماوي يغفر لكم زّلاتكم أيًضا،وإنلمتغفرواللناسزّلاتهمفأبوكمالسماويلن يغفرلكم».يذكّرناالرسولبولسويقول:«لقدتناهى الليلوتقاربالنهارفلنخلعأعمالالظلمةونلبسأسلحة النور». نعم، حدد آباؤنا القديسون في كل عام، قبل البدء بالصيام الأربعيني المقدس، الأحد الأخير من آحاد التهيئة للصومأحًداللغفران.الأحدالماضي،الذينسميهأحدمرفع اللحم، رفعنا اللحم عن موائدنا واحتفظنا بالبياض؛ أما اليوم، أحد مرفع الجبن، نرفع الجبن والبياض، وندخل يوم
غد إلى الصيام الأربعيني بشكل فعلي.
قيامته عربون قيامة كل واحد منا. في هذا الإطار يندرج الصوم؛ فالصوم إحدى الأسلحة الروحية التي يجاهد بواسطتها الإنسان كي يكون للرب. سمعنا في الإنجيل أن الرب في يوم الدينونة سوف يقول لكل واحد منا: «ماذا فعلت تجاه أخيك؟» وكما قال الرب للأبرار عن يمينه: «كنت جائًعافأطعمتموني،كنتعطشانًافسقيتموني،كنتغريًبا فآويتموني،كنتسجيًنافزرتموني،عريانًافكسوتموني،مريًضا فزرتموني»ثمقالأيًضاللخطأةعنيساره:«كنتعطشانًا فلمتسقونيوكنتمريًضافلمتزوروني(...)إلخ».وعندما سألته كل مجموعة متى فعل ْت له كل هذا أجاب: «بما أنكم
فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم». اليوم، الكنيسة تذكّرنا أنه علينا، نحن المسيحيين، أن نعمل لا للإثم بل لل ّبر والقداسة، أن نعمل لا عمل إبليس بل عمل الله. عمل الله محبة ورأفة وإطلالة محبة على الإنسان الآخر الذي هو على صورته. في كنيستناالأرثوذكسية،فييومالمعمودية،وقبلأنيُعَّمد المتقدم إلى هذا السر، يُسأل من قبل الكاهن: «هل ترفض الشيطان وكل أعماله وكل أباطيله» فيجيب: «نعم أرفض الشيطان!»، آنذاك يسأله الكاهن مجد ًدا: «أتوافق المسيح؟» فيجيب: «نعم أوافق المسيح!». إ ًذا، من يعتمد ويقتبلالمسيحعليهأوًلاأنيرفضإبليسوكلأعماله، وأنيجاهدكييعملعملالله؛يلبسالمسيحويجاهدفي حياته،أنيكونابًناللنورالإلهي،وفاعًلاوعامًلالله،لاأن يكونعبًدالإبليسوعامًلالماتمليعليهالخطيئة.الصوم يندرج في هذا الجهاد، إذ يسعى الإنسان من خلال صيامه أن يعمل عمل الله؛ الرأفة، المحبة، المساعدة والإحسان. كلأعمالالرأفةالمسيحيةلهاوجههامفيالصوم؛ فالصوم دونها قد يكون كما يقول الإنجيل: «الإيمان دون الأعمال ميت بذاته». هكذا يكون إيماننا المسيحي ليس مجرد أفكار جميلة نتكلم من خلالها عن المسيح العظيم
|35