Page 36 - Demo
P. 36
المسيحية
في الصوم إطلالة محبة على نفسك وعلى أخيك الإنسان
الآخر.”
«إن غفرتم للناس خطاياهم فأبوكم السماوييغفرلكمخطاياكمأيًضا»، ونحن نصلي دائمًا: «أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك (...) واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه (...)». الموضوع الجوهري إ ًذا هو الغفران والمسامحة، أو بعبارة أخرى «المصالحة». الصوم بشكل أساسي مسيرة مصالحة للإنسان مع ربه، مع ذاته، مع أخيه الإنسان، وحتى مع الطبيعة. نعم، الصوم مسيرة هذه المصالحة حيث يسعى الإنسان أن يبني، بشكل خاص في أيام الصوم، علاقات محبة وغفران ومسامحة معاللهوالآخرين.إذيسجدويتخّشعأمام ربه ويطلب المغفرة منه ويعود إلى نفسه ويسعى إلى أن يخلع الظلمة ويبتعد عنها من داخله ويلبس أسلحة النور كما أوصانا الرسول. كذلك مع أخيه الإنسان يسعى لأن يكون في مغفرة ومسامحة ومصالحة. لهذا، نؤكد دو ًما على فعل المحبة والرأفة. فالمسيحية في الصوم إطلالة محبة على نفسك وعلى أخيك الإنسان الآخر؛ هي عودة كل واحد منا إلى نفسه وإلى داخله في فترة الصيام القادمة علينا، فيسير في مسيرة مصالحة مع ربه مع أخيه ومع الكون. هكذا تصطلح الأمور وتبنى المجتمعات، وهذا هو الناموس الطبيعي لنا حتى في بيوتنا، في عائلاتنا؛ إن لم توجد مسيرة المصالحة هذه بين الرجل وزوجته، بين الأهل والأبناء، بين الإخوة، بين أفراد كل المجتمع والأوطان؛ إن لم يوجد هذا السلام ينعدم الأمان والاستقرار.
يوح ّنا العاشر
36 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠