Page 67 - Demo
P. 67

بينما كان الكتبة والفريسيون يحيكون الدسائس للسيد المسيحكانهوينثردورتعاليمهعلىالشعب،واثًقابنفسه، مقتنًعابمبدئه،عارفًاأنلهرسالةسماويةيجبعليهتأديتها
كيفما تقلّبت الأحوال. ها هو اليوم على مسمع الخ ّدام الذين أرسلهم الفريسيون
ليصطادوه، بكلمة يقول عن نفسه: «أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة»
(يوحنا 8: 12). عنالنورالماديفهويلمعحيًنا
ثم ينطفئ. أما نور المسيح فهو نور روحي لا ينطفئ؛ بل ينير إلى الأبد. نور المسيح يضيء الفكر، والفكر هو الذي يقود الحياة، ومتى كان الفكر
نيرا كانت الحياة كلها نيرة. ّ ً يقول السيد المسيح: «من يتبعني
لا يمشي في الظلمة» أي من يؤمن بي ويحفظ
وصاياي يهرب من الظلمة، ويسير في النور الذي لا يغرب؛
نور الروح والحق. من كان في ظلمة اليأس وتبع يسوع وجد نور الأمل. من كان في ديجور الشقاء وتبع يسوع لقي نور السعادة. من كان في ظلام الحزن وتبع يسوع
صادف نور التعزية. من كان في عتمة الألم وتبع يسوع حظي بنور اللذة والراحة. قال السيد المسيح لتلاميذه: « أنتم نور العالم، لا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت». «سيروا في النور مادام لكم
النور» فمن يمشي في النور لا يعثر أب ًدا. لقد دخل نور المسيح (أي تعليمه) إلى نفس الفرد فطرد منه الرياء والكذب
والتدجيل. قال السيد المسيح: «ويل لكم أيها المراؤون، لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان» (متى 23 :23).
دخلهذاالنورإلىالعائلة،فقّدسهاورفعشأنالمرأةوجعلالعلاقةالزوجية روحية سامية. قال السيد له المجد: «يترك الإنسان أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جس ًدا واح ًدا. إ ًذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد» (متى 19: 5).
دخل هذا النور إلى كيان الأمة فأعلن مبدأ الأخوة الإنسانية الذي صدرت عنه
|67
أحد العنصرة
المثلث الرحمات بولس (الخوري)، متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون وتوابعها 1٩48- 1٩٩5 *
* ُنشرت هذه المقالة في مجلة «الأرثوذكسية» - العدد الثالث السنة الثانية - حزيران 1٩52. من أرشيف
السيد وائل الحكيم
















































































   65   66   67   68   69