Page 65 - Demo
P. 65
نقرأ في أحد المخلّع مقطعين من الإنجيل، أحدهما من إنجيل يوحنا
(يو 5: 1- 15) والآخر من سفر أعمال الرسل (أع 9: 32- 42). نلاحظ في هذين النصين تشاب ًها في حد َثي شفاء مخلّ َعين. ففي الأول يشفي يسوع
مخلّع بيت حسدا وفي الثاني يشفي بطرس أينياس المخلّع. ما هي رسالة الكنيسة من وضع هذين المقطعين سويّة في هذا
الأحد؟ يو ّضح صاحب السيادة بولس (يازجي)، متروبوليت حلب
ومضات من عظات
المتروبوليت بولس
(يازجي) في أحد المخ ّلع
لؤي نبيل الحكيم
سوية اليوم، بل سبب ورودهما في هذه الفترة من السنة.
١. التقليد الح ّي برهان القيامة: (برج وجسد 2، ص 125) ينطلق صاحب السيادة من وضوح الشبه بين أعمال بطرس هنا وبين أعمال معلمه.
سواء التشابه بين إقامة أينياس المخلع مع إقامة مخلع بيت حسدا، أو حتى بين إقامة طابيثا وإقامة ابنة يايرس.
يشفيبطرسويُقيممنالأمواتتماًماكسيده،لابلباسموبقوةسيده.هذاهوالتقليد،
أي متابعة ما قام به َمن سلّمنا، وأن نحمل اسمه ونعمل بتوبته، ويو ّضح سيدنا بولس التقليد
المسيحي بأنه تقليد نابع عن قيامة، ويتابع عم ًلا قائمًا وليس ميتًا، فيكون التقليد ميتًا حين يصير
مجرد روايات تقليدية عن الماضي دون قوة. التقليد المسيحي هو تقليد حي، أي استلام رسالة َمن سبقنا،
فنعمل كما عملوا بسلطانهم وباسمهم ولغايتهم. هذا التقليد وليس سواه، هو البرهان القاطع على قيامة الرب يسوع، لأنه لا يمكن أن نأخذ حياة من ميت، لذا
يستطيع بطرس أن يقول لأينياس: «يسوع يشفيك» لأن يسوع حي. وأن يصلي إلى يسوع فتقوم طابيثا لأن يسوع حي. لهذا تقرأ الكنيسة فصول أعمال الرسل بد ًءا من الفصح؛ فهو البرهان الأوضح عن قيامة يسوع.
كتابأعمالالرسلهوتقليدحييشّكلاستمراًرالحياةوتعليموأعمالالربيسوعالقائممنالأموات.وهذه الحياة، أي هذا التقليد، تجعلنا نثق أن كل من يؤمن به يعمل الأعمال التي عملها.
٢. استثناء أم عربون! (برج وجسد 2، ص 128) ينطلقالمتروبوليتبولس(حلب)منالسؤال:هليشكلإقامةطابيثامنالموتحدثًااستثنائًيافيالتاريخ؟فيتكلم
عن رفض البشرية للمرض والموت والسعي وراء الصحة والحياة، فالحركة الطبيعية للحياة البشرية هي الولادة فالنمو فالموت، ولا نرى استثناء عن هذه القاعدة بالمطلق.
والإسكندرونوتوابعهما،الهدففيعظاتهحولهذاالأحد،وسأقّدمفي هذاالمقالتلخيًصالبعضهذهالعظات،ليتبينلنا،ليسفقطهدفورودالمقطعين
|65