Page 63 - Demo
P. 63

هذا ما يخبرنا به مرقس الإنجيلي عن حاملات الطيب. تلك النسوة اللواتي أخذته ّن ال ّرعدة.
كيف لا يخفن والحدث جلل؟ فما حدث معهن يفوق إدراك العقول.
كيفلايخفنمنالمنظرالذيعايَّنه؟كيفلايخفنوقد طُلب منه ّن أن يب ِّشرن بالقيامة من بين الأموات؟
لكن بالرغم من كل هذا ك َّن أولى المبشرات. فما العلاقة إ ًذا بين الخوف والبشارة؟ هل
يعيق أم يساعد على البشارة؟ هل هو
خوف أو مخافة؟ لميقلنلأحٍدشيئًالأنّهّنكَّن
خائفات. يخبرنا البشير مرقس أنّه بعد
القيامة وفي أول الأسبوع ب ّكرت النسوة وذهبنإلىالقبرليطّي ْبنجسديسوع،
لك ّن الملاك ظهر له ّن وبشره ّن بالقيامة. أوًلا،هذاالمنظرالّرهيب،منظرالّشابينفيداخل
القبر الذي فُتح بابه من تلقاء ذاته، يجعل المرء مرتع ًدا وخائ ًفا؟. الأمر الثاني، الذي يستدعي الاضطراب والخوف، عدم مشاهدة النسوة جسد الّرب،فخفَنأنيكونقدُسرق.هذاعداالخوفمنالسلطاتالرومانيةواليهود
الذين صلبوا ال ّس ّيد. أ ّما الأمر الآخر الذي يستوجب الخوف فهو ما قاله الملاك للنسوة. إذ طلب
منهّنأنينقلَنللرسلخبرالقيامة،إنهخبريفوقتصّورالعقوللمنهمفي محدوديّة التفكير. ٍ ْ ٍ
لذلك خرج َن وه ّن مق ّررات ألاّ يقل َن لأحد شيئًا. بتحليٍلبسيطللخوف،نرىأنالخوفهونتيجةضعفالإنسان.وهو«يظهر
كشعوركلّماطغىعلىالّنفسوابلمنالمثيراتالّشديدةالتيلايمكنالّسيطرةعليها» (فرويد). فك ّل الأحداث ضغطت على ال ّنسوة وجعلته ّن يشعرن بالخوف والجزع. هذا أمٌرطبيعي،فالخوفمنصفاتمخلوقيةالإنسان،وأحدضعفاته.منلايخافمن
هذه الظروف هو شخص غير طبيعي، أو أنّه من خارج نطاق الطبيعة المخلوقة.
|63
لم يقلن لأح ٍد شيئاً لأّنهّنكَّنخائفات
الأب سابا يازجي*
* كاهن في أبرشية عكار، مطرانية الوادي
















































































   61   62   63   64   65