Page 312 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 312
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وفي بدء المعركة لم يصمد المسلمون للھجوم ..وأح ّس كل مؤمن أن المعركة معركته ،والمسؤولية
مسؤوليته..
وجمعھم خالد بن الوليد من جديد..
وأعاد تنسيق الجيش بعبقرية مذھلة..
وتعانق الأخوان أبو حذيفة وسالم وتعاھدا على الشھادة في سبيل الدين الحق الذي وھبھما سعادة الدنيا
والآخرة..
وقذفا نفسيھما في الخض ّم ال ّرھيب!!..
كان أبو حذيفة ينادي:
" يا أھل القرآن..
زينوا القرآن بأعمالكم".
وسيفه يضرب كالعاصفة في جيش مسيلمة الكذاب.
وكان سالم يصيح:
" بئس حامل القرآن أنا..
لو ھوجم المسلمون من قبلي"!!..
حاشاك يا سالم ..بل نعم حامل القرآن أنت!!..
وكان سيفه ص ّوال ج ّوال في أعناق المرتدين ،الذين ھبوا ليعيدوا جاھلية قريش ..ويطفؤا نور الاسلام..
وھوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترھا ..وكان يحمل بھا راية المھاجرين بعد أن سقط حاملھا
زيد بن الخطاب...
ولما رأى يمناه تبتر ،التقط الراية بيسراه وراح يل ّوح بھا الى أعلى وھو يصيح تاليا الآية الكريمة:
) وكأ ّي من نبي قاتل معه ربيّون كثير ،فما وھنوا لما أصابھم في سبيل ﷲ وما ضعفوا وما استكانوا وﷲ
يحب الصابرين(...
ألا أعظم به من شعار ..ذلك الذي اختاره يوم الموت شعارا له!!..
**
وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل ..ولكن روحه ظلت تتردد في جسده الطاھر ،حتى انتھت
المعركة بقتل نسلمة الكذاب واندحار جيش مسيلمة وانتصار المسلمين..
وبينما المسلمون يتفقدون ضحاياھم وشھداءھم وجدوا سالما في النزع الأخير..
وسألھم:
ما فعل أبو حذيفة..؟؟
قالوا :استشھد..
قال :فأضجعوني الى جواره..
قالوا :انه الى جوارك يا سالم ..لقد استشھد في نفس المكان!!..
وابتسم ابتسامته الأخيرة..
ولم يعد يتكلم!!..
لقد أدرك ھو وصاحبه ما كانا يرجوان!!..
312