Page 35 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 35

‫تأليف‪ :‬الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني‬

                                    ‫المبحث الأول‪ :‬فضل علم الأنساب‬
‫قال القلقشندي‪ " :1‬لا خفاء أ َّن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور‬

‫المطلوبة‪ ،‬والمعارف المندوبة؛ لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية‪ ،‬والمعالم‬

‫الدينية‪ ،‬فقد وردت الشريعة المطهرة باعتبارها في مواضع‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .1‬العلم بنسب النبي ﷺ وأنه النبي القرش الهاشمي ﷺ الذي كان‬

‫بمكة وهاجر منها إلى المدينة‪ ،‬فإنه لابد لصحة الإيمان من معرفة‬

‫ذلك‪ ،‬ولا يعذر مسلم في الجهل به‪ ،‬وناهيك بذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير آبائه‪ ،‬ولا ينتسب‬
‫إلى سوى أجداده‪ ،‬وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى‪ :‬ﵟ َ َٰٓي َأ ُّي َها ٱل َّنا ُس‬
                                                       ‫َذ َكر َوأُن َث َٰى َو َج َعلۡ َنَٰ ُك ۡم‬
‫ُش ُعوبا َو َق َبآئِ َل ل ِ َت َعا َر ُف ٓواْ إِ َّن‬   ‫ٱََّّللِ َأ ۡت َقىَٰ ُك ۡم إِ َّن‬         ‫إِنَّا َخلَ ۡق َنَٰ ُكم ِمن‬
‫ٱََّّل َل َعليم َخبِير ‪١٣‬ﵠ‬                                                                        ‫أَ ۡك َر َم ُك ۡم عن َد‬

                                             ‫الحجرات‪.13:‬‬
‫وعلى ذلك تترتب أحكام الوراثة‪ ،‬فيحجب بعضهم بع ًضا‪ ،‬وأحكام الأولياء‬
‫في النكاح‪ ،‬فيقدم بعضهم على بعض‪ ،‬وأحكام الوقف‪ ،‬إذا َخ َّص الواقف بع َض‬

‫الأقارب أو بعض الطبقات دون بعض‪ ،‬وأحكام العاقلة في الدية‪ ،‬حتى تضرب‬

‫على بعض العصبة دون بعض‪ ،‬وما يجري مجرى ذلك‪ ،‬فلولا معرفة الأنساب‬

                                                       ‫لفات إدراك هذه الأمور وتعذر الوصول إليها‪.‬‬

‫‪ .3‬اعتبار النسب في الإمامة التي هي الزًعمة العظمى‪.‬‬

‫‪ -1‬كتاب‪ :‬نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب‪ ،‬تأليف أبي العباس أحمد القلقشندي‪ ،‬تحقيق إبراهيم‬
                    ‫الإبياري‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1400‬ه‪ ،‬الناشر دار الكتاب اللبناني بيروت‪ ،‬صفحة ‪.6‬‬

                                                       ‫‪33‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40