Page 94 - ajtimaeiaat althaani mutawasit
P. 94
ثالثا :إدارة مكة وأوضاعها السياسية قبل الاسلام
التزم قصي بالوظائف ذات الطبيعة السياسية والإدارية والمالية ،فكانت إليه الحجابة والسقاية
والرفادة والندوة واللواء ،فحاز شرف مكة كله.
أما الوظائف ذات الطبيعة الدينية التي كانت متصلة بمناسك الحج كالاجازة بالحج والإفاضة من
جمع غداة النحر إلى منى والنسيء للشهور الحرم فقد ابقاها بيد أصحابها القدماء وذلك لأن قصياً
كان يراه ديناً في نفسه لا ينبغي تغييره.
أهم الوظائف في مكة
-1دار الندوة
أراد قصي تنظيم المشاورة بطريقة تجعلها قاعدة ثابتة لإدارة شؤون مكة ،فقام ببناء دار الندوة،
وجعل بابها إلى المسجد الحرام ،ربما من أجل منح هذه الدار وما يدور فيها من أمور نوعاً من
الحرمة والقدسية.
-2الرفادة
إن هدف هذه الوظيفة هو إستضافة الحجاج في مكة وتوفير الطعام لهم في موسم الحج ،ولصعوبة
قيام شخص واحد بإستضافة الحجاج كافة فقد دعا قصي بن كلاب قومه إلى أن يساهموا معه في
تغطية نفقات ذلك ،فوافقوا على ذلك فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجاً فيدفعونه إليه،
فيصنعه طعاماً للناس أيام منى.
-3السقاية
إن الغاية من هذه الوظيفة هي توفير الماء لشرب الحجاج في
موسم الحج ،حيث يكثر الناس في مكة ويشح الماء ،لذا فقد
أولى قصي هذا الأمر عنايته ،فوفر الماء لكي يسقي به اهل
مكة ومنى وعرفة.
أن قيام عبد المطلب بن هاشم بإعادة حفر بئر زمزم بعد أن
تولى وظيفة السقاية من المآثر العظيمة التي كان يفخر بها
على قومه ،وذلك لأن توفير المياه في بيئة صحراوية كان
بمثابة توفير وسيلة الحياة الأولى للناس ،إذ بدونها لا يمكن للحياة أن تستمر.
-4وظائف أخرى هي الحجابة واللواء ،وهي-:
الحجابة /القائم عليها تكون لديه مفاتيح البيت الحرام فلا يدخله أحد إلا بإذن منه.
اللــــواء /فكان العلم الذي يحمل في المعارك ،وتدور حوله الحروب ،وهو يرمز عادة لمن تكون
بيده قيادة قومه في الحروب والمعارك ،وكان قصي هو صاحب اللواء يحمله بنفسه أو يدفعه إلى
أحد فرسان القبيلة ليحمله نيابة عنه في أوقات الحروب.
93